الملهمة نورهان مفتاح.. أول لاعبة «قدم» من زفتى للعالمية
تُعد كرة القدم من أكثر الرياضات شعبية على مستوى العالم وقد شهدت النسخة النسائية من هذه اللعبة تطورًا ملحوظًا فى السنوات الأخيرة بين اللاعبات المتميزات، وتبرز نورهان طارق مفتاح، المعروفة بـ«نورا مفتاح»، كواحدة من الأسماء اللامعة فى كرة القدم النسائية المصرية.
وتعتبر «مفتاح» مثالًا حيًا للشغف والإرادة، حيث استطاعت أن تحقق إنجازات مبهرة فى مسيرتها الرياضية التى تتميز بإنجازاتها على المستويين المحلى والدولى، كما أن أحلامها المستقبلية تعكس طموحاتها نحو بناء مستقبل واعد للاعبة مصرية دولية فى كرة القدم.
تقول «مفتاح» صاحبة الـ٢٣ عامًا: وُلدت فى منطقة كفر عنان بمدينة زفتى بمحافظة الغربية ونشأت فى عائلة رياضية، حيث كان والدى وأعمامى وشقيقى يمارسون الرياضة، خاصة كرة القدم ما أسهم فى تنمية شغفى بالرياضة منذ الصغر، وبدأت مسيرتى الرياضية بممارسة رياضة كرة السرعة فى عام ٢٠١٠، وانضممت إلى نادى زفتى الرياضى ومركز شباب زفتى تحت رعاية أحد كبار المتخصصين فى اللعبة فشجعنى ورأى منى مشروع بطلة فدعمنى.
وأضافت: «على مدار السنوات التى قضيتها فى ممارسة كرة السرعة، حققت العديد من البطولات على مستوى الجمهورية، كانت هذه الانتصارات بمثابة منصة انطلاق لى، حيث أسهمت فى تعزيز ثقتى بنفسى وإيمانى بقدراتى الرياضية، ولكن ومع مرور الوقت بدأت أتوجه نحو شغفى الحقيقى، وهو كرة القدم التى كنت دائمًا أمارسها مع الرفاق فى تدريبات كرة السرعة ومع أخى وأصدقائه».
وتابعت: «تأثرت بشقيقى الأكبر، رفعت مفتاح، الذى كان معروفًا كواحد من أفضل لاعبى كرة القدم الخماسية، وأحد أفضل لاعبى خط الوسط فى الممتاز ب ودورى المحترفين، كان لمهارته وحصوله على شهرة فى الأندية المصرية دور كبير فى تحفيزى على دخول عالم كرة القدم، وقررت فى عمر الـ١٤ أن أحاكى شقيقى، وبدأت خطوتى الأولى فى عالم الساحرة المستديرة».
وأكدت: «فى عام ٢٠١٤، زارتنى الدكتورة سحر الهوارى، عضو مجلس إدارة الاتحاد المصرى لكرة القدم السابق، بناءً على دعوة من أبى الروحى ومدربى فى كرة السرعة آنذاك، وخلال تلك الزيارة، طلبت منى الدكتورة الهوارى الانضمام إلى أحد فرق كرة القدم، وعلى الرغم من أنى كنت أركز فى ذلك الوقت على كرة السرعة، فإن دعوتها لى للانضمام إلى كرة القدم كانت نقطة تحول مهمة فى حياتى، وشعرت بأن الحلم اقترب من التحقيق».
وأضافت: «بدأت مسيرتى فى كرة القدم من خلال الانضمام إلى عدة أكاديميات وأندية، منها أكاديمية الأهلوية سبورت، ودقادوس، ومنتخب السويس، وبروسيا، وأخيرًا توت عنخ آمون الذى تحول بعد ذلك إلى نادى مسار، كانت هذه الأندية بمثابة مدارس لتعليمى فنون اللعبة، وصقل مهاراتى الفنية والعقلية».
وقالت: «فى نادى مسار، بدأت أشعر ببداية رحلتى الاحترافية الحقيقية مع هذا النادى، فحققت العديد من الإنجازات المذهلة، منها: برونزية دورى أبطال إفريقيا للسيدات، حيث كانت هذه البطولة بمثابة إنجاز تاريخى لنا كمصريين وليس لى وحدى، وأسهمت فى تحقيق هذا اللقب مع فريقى، كما حققت الدورى العام المصرى حين حصلنا على بطولة الدورى العام مع نادى مسار، لعاملين متتاليين، ما يبرز قدراتى كلاعبة وقدرات الفريق الأقوى فى هذه اللعبة داخل مصر، أما كأس مصر فقد توجنا بالبطولة لمدة عامين متتاليين أيضًا ما يؤكد استمرارية نجاح الفريق».
وأضافت: «يصفنى المدربون بأننى لاعبة متعددة المهارات، لأننى ألعب فى عدة مراكز، بما فى ذلك مركز المدافع ووسط الملعب، هذه القدرة على التكيف واللعب فى مراكز مختلفة ليست وليدة الصدفة، ولكن بفضل الله والمدربين والاجتهاد فى التدريبات الفنية والبدنية العالية، ما يجعلنى عنصرًا فى تشكيل الفريق سواء أساسى أو كبديل لأكثر من مركز». وتابعت: «دائمًا ما تطلعت لإنجازات على المستوى الدولى وليس المحلى فقط، فكان لى شرف الانضمام إلى منتخب مصر للمينى فوت بول، ومع المنتخب حققت المركز الرابع فى بطولة العالم التى أُقيمت فى بولندا، وهو إنجاز يُعد فخرًا لكل المصريين».
وأوضحت: «أعتبر ما حققته فى مسيرتى جزءًا مهمًا من جهود تطوير كرة القدم النسائية فى مصر، فقد أسهمت أيضًا فى تعزيز الوعى بأهمية اللعبة بين الفتيات، وأصبح لى دور كبير فى تشجيع الأجيال الجديدة على دخول هذا المجال، وأنتظر الإجازات التى أزور فيها مدينى زفتى لمقابلة اللاعبات، وتشجيعهن على ممارسة كرة القدم».
وتابعت: «أحلم بتحقيق بطولات قارية مع منتخب مصر، وأريد أن أكون أول لاعبة عربية تحقق بطولات قارية وإقليمية فى كرة القدم، حلمى هو الفوز ببطولة إفريقيا للسيدات مع منتخب مصر، وتمثيل بلدى فى المونديال»، كما أسعى أيضًا للفوز بدورى أبطال إفريقيا للسيدات مع نادى مسار، حيث ترى أن تحقيق هذه الإنجازات سيساعد فى تعزيز مكانة كرة القدم النسائية فى مصر.