شهاب الدين الأزهرى يكشف سر "الكرامات"
في حديثه عن الكرامات التي وردت عن العلماء الصالحين، أكد الشيخ شهاب الدين الأزهري، من علماء وزارة الأوقاف، أهمية حسن الظن بالله وأثره في حياة المؤمن، موضحًا قصة تاريخية شهيرة عن سيدنا موسى الكاظم ولقائه مع شقيق البلخي، أحد كبار الصوفية في التاريخ الإسلامي.
وأوضح الشيخ شهاب الدين الأزهري، خلال حلقة برنامج "حياة الصالحين"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن شقيق البلخي، في أحد الأعوام التي حج فيها، شاهد شابًا حسن الوجه شديد السمرة، يرتدي ثوبًا من صوف، جالسًا في مكان بعيد عن الحجاج، وبعد أن مر شقيق بجواره، دار في نفسه خاطر من شكوك حول هذا الفتى، وظن أنه قد يكون من الصوفية المتكلفين أو من أولئك الذين يعيشون على حساب الناس، ولكن عندما اقترب منه، فوجئ بأن الفتى عرف ما كان في قلبه، وقال له: "اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم"، ثم تركه وابتعد.
ولفت إلى أن هذا اللقاء جعل شقيق البلخي يتراجع عن ظنونه السيئة ويعترف بأن هذا الشخص ليس مجرد صوفي عادي، بل هو عبد صالح، وقرر أن يذهب خلفه ويطلب منه المسامحة، وكرر هذا اللقاء أكثر من مرة حتى فوجئ بشهادة أخرى من سيدنا موسى الكاظم حينما قال له: اتل قوله تعالى: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ)".
وتابع: "وفي أحد الأيام، بينما كان سيدنا موسى الكاظم يقف بجانب بئر، سقط منه إناء كان يشرب فيه، لكنه لم ييأس، بل رفع يديه إلى السماء وقال: (ربي أنت ربي، إذا ظمئت من الماء، وقوتي إذا أردت الطعام)، وعلى الفور، ارتفع الماء في البئر حتى وصل إلى الإناء، وتمكن من شربه".
وقد أضاف الشيخ شهاب الدين أن هذه القصة تظهر كيف أن المؤمنين الصادقين يدعون الله بإيمان كامل، وفي كل لحظة يظلون في ذكر وشكر لله، مؤكدًا أن الكرامات التي تحدث للعلماء الصالحين هي بسبب حسن ظنهم بالله وثقتهم في قدرته.
وأشار الشيخ شهاب الدين إلى أن الكرامات التي نشاهدها في حياة الصالحين، مثل ما حدث مع سيدنا موسى الكاظم، لا تكون إلا لأشخاص عظماء بلغوا درجة عالية من التقوى والورع، مما يوضح لنا قيمة حسن الظن بالله في كل حال.