كيف تناولت الكتب قصة حياة أول امرأة تولت منصب رئيس وزراء الهند؟
في ذكرى ميلاد أنديرا غاندي، ( 19 نوفمبر 1917 - 31 أكتوبر 1984) التي تحل علينا اليوم لواحدة من الشخصيات العظيمة والمؤثِّرة التي لا ينساها التاريخ، والتي شغلَت منصب رئيسة وزراء الهند خلال فترتَين؛ الأولى من عام ١٩٦٦ إلى عام ١٩٧٧، والثانية من عام ١٩٨٠ إلى عام ١٩٨٤ الذي اغتِيلَت فيه بيد أحد المعارضين السيخ المتطرفين. في السطور التالية نرصد أبرز الكتب التي تناولت قصة حياة "غاندي".
كيف تناولت الكتب قصة حياة "أنديرا غاندي" ؟
من أبرز الكتب التي تناولت قصة حياة أول أمراة تولت منصب رئيس وزراء للهند أنديرا غاندي هو " إنديرا: قصة حياة إنديرا غاندي " لكاثرين فرانك، والذي تبدأ أحداثه في مكان نائي في جبال الهيمالايا حيث القمم المغطاة بالثلوج، والمروج التي تكسوها الزهور البرية الجبلية، في كشمير التي تمتعت بالجمال والسمو وكانت حجر الأساس لحياة إنديرا غاندي، وهي أيضًا المكان الذي تمسكت به تمسكًا شديدًا، وحاولت مرارًا وتكرارًا أن تستعيده طوال عمرها المديد.
ويروى الكتاب كيف كانت كشمير الأرض التي أطعمتها عند جوعها، وواستها عند كربها، وقد كتب والدها جواهرلال نهرو في الصفحة الأولى من سيرته الذاتية هذه العبارة "لقد كنا كشميرين"، وآمنت إنديرا بهذه المقولة وحولتها للزمن المضارع حينما قالت: "أنا كشميرية" وظلت كشمير هي الملاذ الذي تلجأ إليه إنديرا والمكان الذي يهفو إليه قلبها طوال حياتها غير المستقرة والمضطربة التي لم تحظ فيها بحياة عائلية مستقرة، ولم تمتلك فيها أي منزل خاص بها..وقصة إنديرا غاندي تبدأ وتنتهي في كشمير".
من الكتب التي تناولت حياة أنديرا غاندي، كتاب "رسائل نهرو إلي أنديرا" للكاتب الصحفي أحمد بهاء الدين، والذي صدر في طبعته الثالثة بعد اغتيال أنديرا غاندى في أكتوبر 1984، ويتناول 196 رسالة كتبها «نهرو» وهو في السجن لابنته التي كانت آئنذاك في سن الثالثة عشرة عندما كتب لها أول رسالة بتاريخ 26 أكتوبر سنة 1930 وكانت آخر رسائله إليها بتاريخ 9 أغسطس سنة 1933.
في مقدمة الطبعة الثالثة من هذا الكتاب حكى أحمد بهاء الدين قصة لقاء مع أنديرا غاندي؛ حيث يقول: «ولا أنسى وأنا أكتب مقدمة هذه الطبعة الثالثة أن أذكر فيما حدث بين الطبعتين أن «أنديرا» كانت زارت القاهرة زيارة رسمية وكنت نقيبًا للصحفيين، وأرادت أن تلتقى بعدد من المثقفين والمفكرين فعُهد إلى بمهمة استضافتها وترتيب هذا اللقاء لها!، وقد كان غريبًا أن أجد في الاحتكاك الشخصى بهذه السيدة الحديدية قوامًا نحيلًا، وأنوثة ناعمة، ورقة بالغة في الصوت والحركة والتصرف والحديث، لا يمكن أن تكون هذه هي التي تروض يوميًا سبعمائة مليون هندى من كل المشارب والأنواع، وعشرات الأديان واللغات والعناصر، وحكمت الهند ثلاث عشرة سنة متوالية وسط أعنف المعارك السياسية والحزبية والاشتباكات والقلاقل الدينية والطائفية!."
ويتابع "بهاء الدين": "ولكن السر كان بسيطًا فإننى أذكر أننى أردت أن أجاملها فقلت لها ما معناه أننا والشعب المصرى نعرف الهند كثيرًا، فالأفلام الهندية وقتها تملأ دور السينما في مصر وتجذب أوسع الجماهير!، وقالت لى ضاحكة: إذن فأنتم لا تعرفون شيئا عن الهند، أما السبب فهو أن الأفلام الهندية كما يعرفها كل من رأى شيئا منها تجرى في القصور وبأفخر وأغلى الثياب التقليدية إلى آخره، بعكس الهند تمامًا أحد أفقر بلاد العالم!".