ماذا جاء في كتابي "نظرة جديدة للقرآن" و"إصلاح الفكر الإسلامي" لـ نصر حامد أبو زيد؟
أعلنت مؤسسة هنداوي للنشر ترجمتهما للغة العربية للمرة الأولي كتابين من مؤلفات المفكر الراحل د.نصر حامد أبو زيد؛ الكتاب الأول: «نظرة جديدة للقرآن: نحو تأويل إنساني»، والثاني «إصلاح الفكر الإسلامي: تحليل تاريخي نقدي»؛ وإليكم أبرز ما تضمن كتابي الدكتور نصر حامد أبو زيد المترجمين للغة العربية، وإعلان دار النشر عن إتاحتهم مجانًا بموجب اتفاق قانوني بين مؤسسة هنداوي وأسرة الدكتور نصر حامد أبو زيد، وأن حقوق الترجمة محفوظة لمؤسسة هنداوي.، وأن النسخة الصوتية صادرة ومتاحة مجانًا بدعم من المفوضية الأوروبية.
نظرة جديدة للقرآن: نحو تأويل إنساني
قام بترجمة هذا الكتاب الزهراء سامي، ومراجعته من قبل مصطفى محمد فؤاد، وهو ينتمي لنوعية الكتب المتخصصة في فلسفة الأديان.
ويستعرض الكتاب كيف أنه منذ عهد الخليفة العباسي «المتوكل»، أيْ قبل أكثر من ١١ قرنًا، أُغلِق بابُ النِّقاش بشأن طبيعة القرآن لصالح وجهة النظر التقليدية القائلة بأنه كلام الله، أمَّا البُعد الإنساني، الذي يتضمَّن اللغة والمتلقي، فهو شِبه غائب؛ وهو في حد ذاته تساؤل أو فرضية قدمها في هذا الكتاب.
د. نصر حامد أبو زيد جاءت إجابته حول التساؤل السابق؛ قائلًا:" نعم، استطاع المسلمون حتى الآن أن يتناولوا التراث بمنظور جديد، بينما لم تُمَس مسألةُ النظرة الجديدة للقرآن؛ إذ إن مَن جَرُءوا على فتح هذه المسألة عُدُّوا من الزنادقة، وحُكِم على بعضهم بالإعدام. والسؤال الرئيس الذي يَطرح نفسه هو: هل يستطيع المسلمون تحديثَ مجتمعاتهم دونَ التخلي عن معتقَدهم الديني أم لا؟ الإجابة الضِّمنية هي أن هذا ممكِن بالفعل عندما يُؤخَذ البُعد الإنساني للقرآن في الاعتبار. يسعى هذا الكتاب إلى إعادة فتحِ باب النِّقاش الذي أُغلِق منذ مدة طويلة بتقديمِ قراءةٍ جديدة للنصوص الكلاسيكية، والتعامل مع الوضع الحالي للمسلمين في سياق تحدِّيات الحداثة".
إشكاليات القراءة وآليات التأويل
ويستعرض الكتاب الثاني المترجم الذي يصنف ضمن تخصص النقد الأدبي للدكتور نصر حامد أبو زيد مجموعة من الدراسات التي يجمعها همٌّ فكري واحد، هو همُّ إشكاليات القراءة بشكل عام، وقراءة التراث بشكل خاص. ولأن التراث متعدِّد متنوِّع، من حيث المجالات والاتجاهات، فقد تَعدَّدت المجالات التي تتناولها هذه الدراسات بين اللغة والنقد والبلاغة والعلوم الدينية. ولمَّا كان التعدُّد والتنوُّع لا ينفي الوحدة في إطارها النظري العام، فقد كانت هذه الدراسات بمثابة تجارب جزئية متنوِّعة تهدف إلى اكتشاف الروابط الخفيَّة بين مجالات الفكر التراثي وصولًا إلى وحدته.»
ويرى الدكتور نصر حامد أبو زيد، إن أيَّ قراءة لا تبدأ من فراغ، بل من طرح أسئلةٍ تبحث لها عن إجابات؛ وطبيعة الأسئلة هي التي تُحدِّد للقراءة آلياتها. وتتحدد إشكالية القراءة وفقًا لبُعدين؛ أحدهما اكتشاف الدلالات في سياقها التاريخي الثقافي الفكري، والآخر الوصول إلى المَغزى المعاصر للنص التراثي في أي مجال معرفي، كما تتحدد إشكاليات التأويل وفقًا لطبيعة الأسئلة التي تصوغها القراءة انطلاقًا من الموقف الحاضر وجوديًّا ومعرفيًّا. ومن ثمَّ فإن هذا الكتاب يُلقي الضوء على إشكاليات القراءة بشكل عام وقراءة التراث بشكل خاص، وذلك عبر مَحاور ثلاثة؛ الأول نظري يقوم على تحليل نظرية تأويل النصوص «الهرمنيوطيقا»، والكشف عن الجذور المعرفية والأساسية لآليات الفهم والتأويل في التراث العربي. والثاني تجريبي يتناول مفهوم المجاز في علم الكلام، ومفهوم النَّظم عند «عبد القاهر الجرجاني»، والكشف عن آليات التأويل في كتاب «سيبويه». والثالث يتضمن قراءة «أدونيس» للتراث في كتابه «الثابت والمتحول»، وقراءة «إلياس خوري» لأزمة النقد والإبداع العربيَّين في كتابه «الذاكرة المفقودة».