مؤسس مدرسة التأريخ الصحفي.. كيف تأثرت كتابات صلاح عيسى بمسيرته السياسية؟
الكاتب والمؤرخ صلاح عيسى ، يعد أحد أهم وابرز المؤرخين الصحفيين المصريين، وواحد من رواد هذه المدرسة بل يمكن ان نصفه بمؤسس مدرسة التآريخ الصحفي، الذي تبعه العديد من الكتاب والصحفيين في هذا المجال.
وكان صلاح عيسى أكثر من مجرد صحفي؛ مثقفًا وناقدًا اجتماعيًا ذا رؤية عميقة للتاريخ والمجتمع.
استطاع أن يؤثر في مجريات الأحداث وأن يترك بصمة لا تمحى في تاريخ الصحافة المصرية.
ومزجت كتابات صلاح عيسى بين التاريخ والسياسة والنقد الاجتماعي، وعُرف بأسلوبه الساخر والموضوعي في آن واحد، مما جعله يحتل مكانة مرموقة في الوسط الإعلامي.
ساهم عيسى، في إثراء الصحافة المصرية من خلال مؤلفاته وإسهاماته الفكرية التي ركزت على تحليل وتحقيق الأبعاد الاجتماعية والسياسية للتاريخ المصري.
انخرط في العمل الصحفي والسياسي معًا، حيث كان من أوائل المنادين بالعدالة الاجتماعية والديمقراطية.
كما انخرط في النشاط السياسي اليساري وكان دائم الدفاع عن قضايا الحريات العامة وحقوق الإنسان.
جاءت مسيرة صلاح عيسى مصحوبة بنضال سياسي حافل، حيث تعرض للسجن أكثر من مرة بسبب مواقفه السياسية. ذلك خلال فترة حكم الرئيسين جمال عبد الناصر وأنور السادات، وهو ما زاد من إصراره على مواصلة نضاله من أجل قضايا الحرية والديمقراطية.
كانت الفترة التي عاشها صلاح عيسي في السجن أثر كبير في كتاباته، والتي أصبحت لاحقا بمثابة مصدر إلهام لتحليل الأنظمة القمعية وكيفية مقاومتها.
أهم أعماله ومؤلفاته
"الثورة العرابية"
يعتبر كتاب "الثورة العرابية" من أبرز الكتب التي قدمها، وهو توثيق وتحليل لأحداث الثورة العرابية التي كانت محطة مهمة في التاريخ المصري.
قدم عيسى في هذا الكتاب رؤية تاريخية دقيقة لأحداث الثورة بقيادة أحمد عرابي، مسلطًا الضوء على أبعادها الاجتماعية والسياسية، وكيف أثرت هذه الحركة على مستقبل البلاد.
"رجال ريا وسكينة"
أحد أشهر أعماله وأكثرها تأثيرًا. يروي هذا الكتاب قصة "ريا وسكينة"، وهما امرأتان مصريتان اتُهمتا بقتل العديد من النساء في بداية القرن العشرين.
لكن عيسى يعيد النظر في القضية من منظور تاريخي واجتماعي، محاولًا تحليل الظروف التي أدت إلى ارتكاب الجرائم، وكيف تعاملت السلطات والمجتمع مع هذه القضية. كان هذا الكتاب مرجعًا لمختلف الأعمال الدرامية التي تناولت هذه القصة.
"شخصيات لها العجب"
هذا الكتاب يضم مجموعة من المقالات والتحليلات التي كتبها صلاح عيسى حول شخصيات سياسية وتاريخية كان لها دور محوري في تشكيل الواقع المصري. بأسلوبه الساخر، يسلط الضوء على تناقضات هذه الشخصيات وتأثيراتها في مسار الأحداث.
"هوامش المقريزي"
يعتبر هذا العمل محاولة لقراءة التاريخ المصري في ضوء النصوص القديمة والمؤرخين الكبار مثل المقريزي.
يستخدم عيسى، هذه النصوص لإعادة تأمل المشهد السياسي والاجتماعي في العصر المملوكي، مقارنًا بين تلك الفترة وفترات لاحقة، حيث يبرز الكثير من التشابهات في المشكلات البنيوية التي واجهت المجتمع المصري عبر العصور.
"حكايات من دفتر الوطن"
يضم هذا الكتاب مجموعة من القصص التاريخية التي توثق أحداثًا وشخصيات أثرت في التاريخ المصري.
وبأسلوبه السردي المتميز، يقدم عيسى حكايات مليئة بالتفاصيل والشخصيات التي ساهمت في تشكيل ملامح مصر السياسية والاجتماعية.
