كيف تكافح المبادرة الرئاسية لصحة المرأة «سرطان الثدى»؟
يحتفل العالم فى أكتوبر من كل عام بـ«شهر التوعية بسرطان الثدى»، الذى يعد فرصة لتسليط الضوء على أهمية الفحص المبكر والتوعية حول المرض الذى يؤثر على ملايين النساء حول العالم. وتلعب مبادرة رئيس الجمهورية لدعم صحة المرأة، التى أطلقتها الدولة منذ أكثر من ٥ سنوات، وتهدف إلى تعزيز الوعى الصحى وتقديم خدمات طبية شاملة، دورًا مهمًا فى توعية السيدات بأهمية الكشف المبكر، باعتباره خطوة أساسية فى محاربة سرطان الثدى، إلى جانب توفير خدمات طبية متكاملة للسيدات المكتشف إصابتهن بالمرض.
54 مليون خدمة فحص وتوعية.. وتطبيق أحدث البروتوكولات العالمية للعلاج بشكل مجانى
كشف الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان، عن إنجازات مبادرة رئيس الجمهورية لدعم صحة المرأة، تزامنًا مع شهر التوعية بسرطان الثدى، الذى يوافق شهر أكتوبر من كل عام.
وقال «عبدالغفار» لـ«الدستور»، إن مبادرة رئيس الجمهورية لدعم صحة المرأة استقبلت ٥٣ مليونًا و٤٥٣ ألفًا و٧٤٥ زيارة من السيدات، لتلقى خدمات الفحص والتوعية، منذ إطلاقها فى يوليو ٢٠١٩ وحتى نهاية سبتمبر الماضى.
وأضاف «عبدالغفار» أن عدد حالات التردد من السيدات للحصول على خدمات الفحص والتوعية، ضمن أعمال المبادرة الرئاسية، فى العام الجارى وحده، وصل إلى نحو ٧ ملايين و٨١٠ آلاف و٢١٤ زيارة من السيدات.
وأفاد بأن المبادرة تستهدف السيدات من سن ١٨ عامًا، وتتضمن الكشف عن الأمراض غير السارية، مثل السكرى وضغط الدم، إلى جانب قياس الوزن والطول، وتحديد مؤشر كتلة الجسم ومستوى السمنة أو زيادة الوزن، إلى جانب التوعية بعوامل الخطورة المسببة للأمراض غير السارية، والتوعية بالصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة.
وشدد على أن التشخيص والكشف المبكر عن أورام الثدى يسهمان فى تقليل العبء على المريض والدولة، من خلال الاستجابة الفعالة لبروتوكولات العلاج التى توفرها المبادرة بالمجان، وفقًا لأحدث المعايير العالمية، داعيًا السيدات إلى الاطمئنان الدورى على حالاتهن الصحية، من خلال الخدمات التى تقدمها المبادرة المستدامة.
أما الدكتور حاتم أمين، المدير التنفيذى لمبادرة رئيس الجمهورية لدعم صحة المرأة، فقال إن المبادرة تتبع أحدث البروتوكولات العالمية لعلاج سرطان الثدى، من خلال ١٤ مركزًا تابعًا لوزارة الصحة والسكان، بالإضافة إلى تفعيل تلك البروتوكولات فى ١٤ مركزًا تابعًا للمجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية، وكل ذلك بالمجان.
وأضاف «أمين» أن المبادرة تقدم خدماتها المجانية لفحص السيدات، من خلال ٣٦٦٣ وحدة صحية على مستوى محافظات الجمهورية، بالإضافة إلى مشاركة ١٠٢ مستشفى، لتقديم الخدمة الطبية للسيدات اللاتى تتطلب حالاتهن إجراء فحص متقدم، علاوة على تلقى الاستفسارات من خلال الخط الساخن لمبادرة «١٠٠ مليون صحة» على رقم «١٥٣٣٥».
إشادة دولية بالمبادرة: «مثال يحتذى به»
أشادت الدكتورة إليزابيث ويدرباس، رئيس الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، فى المؤتمر العالمى للسرطان، الذى عُقد فى مدينة جينيف السويسرية، الشهر الماضى، بجهود المبادرة الرئاسية لدعم صحة المرأة، والنتائج التى حققتها فى الكشف المبكر وعلاج أورام الثدى.
وقالت د. «إليزابيث»: «المبادرة مثال يحتذى به فى مجال مكافحة أورام الثدى»، مؤكدة أهمية توحيد وتعزيز الجهود العالمية لمكافحة الأورام، وتشجيع البحث العلمى لمعرفة أسباب المرض، وتطوير أساليب الوقاية.
بينما كشف الدكتور هشام الغزالى، رئيس اللجنة القومية للمبادرة الرئاسية لدعم صحة المرأة، عن أن نسبة الحالات المشخصة بـ«مراحل متأخرة» أصبحت تمثل ٢٠٪ من إجمالى الحالات، مقارنة بـ٧٠٪ سابقًا، فى ظل الاعتماد على أحدث البروتوكولات العلاجية، وزيادة الوعى، وتوفير خدمات الرعاية الصحية، ودعم البنية التحتية.
التاريخ العائلى والسمنة من مسببات المرض.. والفحص الذاتى ضرورى
كشفت هيئة الدواء المصرية عن أبرز العوامل التى تزيد من نسبة الإصابة بسرطان الثدى، وأهم النصائح للوقاية من المرض، وأبرز طرق العلاج.
وأوضحت هيئة الدواء أن العوامل التى تزيد من نسبة الإصابة بسرطان الثدى تشمل: كبر السن، ووجود تاريخ مرضى للإصابة بسرطان الثدى أو مرض الثدى الحميد «غير السرطانى»، ووجود تاريخ عائلى للإصابة بسرطان الثدى.
وتشمل العوامل المسببة للمرض أيضًا: بدء الدورة الشهرية فى سن مبكرة، وانقطاع الدورة الشهرية فى سن متأخرة، وأخذ العلاج الهرمونى لأعراض انقطاع الدورة الشهرية، والتعرض للعلاج الإشعاعى خاصة فى مناطق الرأس أو الرقبة أو الصدر، والسمنة المفرطة، والتدخين وشرب الكحوليات.
وللوقاية من الإصابة بسرطان الثدى، نصحت هيئة الدواء بالفحص الذاتى للثدى والمتابعة باستمرار، واستشارة الدكتور فورًا عند الشعور بأى أعراض غير طبيعية، بجانب الحد من العلاج الهرمونى فى سن انقطاع الدورة الشهرية، لأن هذا العلاج يزيد خطر الإصابة بسرطان الثدى، وبالتالى لا بد من الرجوع إلى الطبيب المعالج لمعرفة فوائده ومخاطره، فضلًا عن المحافظة على وزن صحى، واتباع نظام أكل صحى، وممارسة الرياضة، والتوقف عن التدخين وتجنب شرب الكحوليات.
وأشارت هيئة الدواء إلى أن علاج سرطان الثدى يعتمد على عدة عوامل، أبرزها نوع السرطان ومدى انتشاره، مبينة أن البدائل العلاجية لسرطان الثدى تشمل الجراحة والعلاج الإشعاعى والعلاج الكيميائى والعلاج الهرمونى والعلاج الموجه والعلاج المناعى، مع إمكانية أن يجمع الطبيب بين العلاجات لتقليل فرص رجوع المرض.
أكتوبر شهر التوعية
يُعرف أكتوبر عالميًا بـ«شهر التوعية بسرطان الثدى»، ويمثل فرصة لتسليط الضوء على أهمية الكشف المبكر والوقاية من هذا المرض. بدأت تلك الحملة منذ الثمانينيات، لتعليم الناس ماهية سرطان الثدى، وأهمية الفحص المنتظم، للكشف عن علامات المرض فى مراحله المبكرة.
ويهدف شهر «التوعية بسرطان الثدى» إلى زيادة الوعى حول هذا المرض الخطير، خاصة بين النساء، حول أعراض المرض، وأهمية الكشف المبكر وإجراء الفحوصات الدورية، مثل تصوير الثدى بالأشعة «الماموجرام»، وذلك بدءًا من عمر الأربعين، أو حسب تاريخ العائلة مع المرض.
كما يهدف شهر التوعية إلى تقديم الدعم للنساء المصابات بسرطان الثدى وعائلاتهن، بما يشمل الموارد والمعلومات حول كيفية التعامل مع التشخيص والعلاج، والتشجيع على أسلوب حياة صحى يمكن أن يساعد فى تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدى، مثل ممارسة الرياضة، والحفاظ على وزن صحى، وتجنب الكحول.
وتشير الدراسات إلى أن واحدة من كل ثمانى نساء ستُشخَّص بسرطان الثدى فى حياتها، مع وجود تأثير للعوامل الوراثية والعمر بشكل كبير على مخاطر الإصابة بالمرض، ما يستدعى من النساء توخى الحذر، وفحص أنفسهن بانتظام.