رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

استثمارات بالملايين.. كيف تؤثر ظاهرة "رشق القطارات" على تنمية السكك الحديدية؟

رشق القطارات بالحجارة
رشق القطارات بالحجارة

تتزايد حدة ظاهرة "رشق القطارات" بالحجارة في مصر، مما يشكل تهديدًا خطيرًا على حياة الركاب وسائقي القطارات، بالإضافة إلى التسبب في خسائر مادية كبيرة لهيئة السكك الحديدية، وقد حذرت وزارة النقل مؤخرًا من خطورة هذه الظاهرة المتفاقمة.

على الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة في تطوير السكك الحديدية وإعادة هيكلتها، إلا أن هذه الظاهرة ما زالت مستمرة، وتزداد خطورتها يومًا بعد يوم، بالرغم من الحملات التوعوية المكثفة التي تهدف إلى القضاء على هذه السلوكيات الخطرة، إلا أن "رشق القطارات" لم يتوقف بعد.

انتشار الظاهرة وخطورتها

في حديثه لـ"الدستور"، علّق الدكتور الحسين حسان، خبير التنمية المحلية، على استمرار ظاهرة "رشق القطارات" وانتشارها الواسع، مشيرًا إلى أنها تنتشر بشكل خاص في محطات القرى الصغيرة والأقاليم ومدن الصعيد، وأوضح أن غالبية من يقومون بهذه الأفعال هم الأطفال، حيث يُنظر إليها على أنها نوع من المزاح غير المسئول، ولكن نتائجها قد تكون وخيمة.

أكد حسان أن هذا الرشق لا يقتصر على نوع معين من القطارات، بل يستهدف جميع أنواعها، سواء كانت مكيفة أو درجة أولى أو ثانية، إلا أن راكب وسائق القطار المكيف قد ينجوان في بعض الأحيان بسبب توافر المزيد من عناصر الأمان في هذه الفئة من القطارات مقارنةً بالقطارات الأخرى. أما في الفئات الأقل تجهيزًا، فقد يتعرض الراكب أو السائق لإصابة خطيرة، مثل إصابة دائمة في العين، نتيجة للرشق بالحجارة، مشيرًا إلى أن مثل هذه الحوادث قد وقعت بالفعل، لكن يصعب الإبلاغ عنها بسبب عدم تحديد الفاعلين.

التوعية وحدها لا تكفي

أوضح خبير التنمية المحلية أن التوعية وحدها لن تكون كافية لمعالجة هذه الظاهرة. وشدد على ضرورة تركيب كاميرات مراقبة في القطارات، وتطبيق نظام مراقبة شامل لرصد مثل هذه الأفعال. كما دعا إلى فرض عقوبات صارمة على مرتكبي هذه الجرائم، مستشهدًا بتجربة سابقة، حيث تم التصدي لظاهرة سرقة "الفلانكات" الخاصة بالقطارات من خلال اتخاذ إجراءات مماثلة.

وأضاف حسان أنه يجب تعزيز دور شرطة القطارات، وذلك من خلال تعيين 3 إلى 4 ضباط في كل قطار لحماية الركاب والسائق من أي مخاطر محتملة.

الخطر الاقتصادي والسياحي

وأكد حسان أن هذه الظاهرة لا تشكل خطرًا على حياة الركاب فقط، بل تمثل تهديدًا اقتصاديًا كبيرًا على السكك الحديدية المصرية، كما أشار إلى أن هذه الأفعال قد تكون أحد الأسباب التي تدفع السياح الأجانب إلى تجنب السفر بالقطارات، على الرغم من متعة السفر عبرها، ورغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة لتطوير هذا القطاع الحيوي.

وأضاف أن هذه الظاهرة قد تؤدي إلى كوارث إذا أصيب السائق خلال القيادة، ما قد يتسبب في تعطل حركة القطار وتعرض الركاب لخطر مباشر، هذا بالإضافة إلى الأضرار المادية الكبيرة التي تحتاج إلى ملايين الجنيهات لإصلاح القطارات المتضررة وصيانتها.

خطة تطوير السكك الحديدية

تجدر الإشارة إلى أنه تم وضع خطة شاملة لتطوير عناصر منظومة السكك الحديدية في مصر، ترتكز على خمسة محاور رئيسية، هي: تطوير الوحدات المتحركة، تحديث البنية التحتية، تطوير نظم الإشارات، تحسين الورش الإنتاجية، وتنمية العنصر البشري. تهدف هذه الخطة إلى رفع كفاءة نقل الركاب والبضائع على خطوط الشبكة، وتحسين معدلات الأمان والسلامة، وتقليل الانبعاثات الكربونية الناتجة عن النقل بالشاحنات.

ومن المستهدف رفع طاقة نقل الركاب من 900 ألف راكب يوميًا في عام 2014 إلى 2 مليون راكب يوميًا بحلول عام 2030. كما تسعى الخطة إلى رفع طاقة نقل البضائع من 4.5 مليون طن سنويًا في عام 2014 إلى 13 مليون طن سنويًا في عام 2030. لتحقيق هذه الأهداف، يتم ضخ استثمارات بملايين الجنيهات في قطاع السكك الحديدية.