شريف العريان: فوز آية مدنى بعضوية الأوليمبية الدولية أهم من «ذهبية» الجندى
كشف المنهدس شريف العريان، الأمين العام للجنة الأوليمبية ورئيس الاتحاد المصرى للخماسى الحديث، عن أنه يوجه كل تركيزه حاليًا على الترشح لرئاسة الاتحاد الدولى للخماسى الحديث، وحصل على الضوء الأخضر من الدولة المصرية لخوض تلك التجربة.
ورأى «العريان»، خلال حواره مع «الدستور»، أن أكبر إنجاز حققته البعثة المصرية، التى شاركت فى الأوليمبياد ليس الميدالية الذهبية، التى فاز بها أحمد الجندى، بل فوز آية مدنى، لاعبة منتخب مصر السابق للخماسى الحديث، بعضوية اللجنة الأوليمبية الدولية؛ لأنه بمثابة تمثيل لمصر.
كما كشف عن أن أولاده فضّلوا العمل بعيدًا عن الرياضة؛ بسبب ما شهدوه من هجوم وحروب يتعرض لها طوال الوقت، قائلًا: «البعض تناول أولادى بهجوم شرس؛ لمجرد اصطحابهم معى فى فرنسا أثناء مشاركة البعثة المصرية فى الأوليمبياد، رغم أن سفرهم لم يكلف الدولة مليمًا، وكانوا بصحبتى وعلى نفقتى الخاصة، ولم يسلموا من حملات الانتقاد غير المبررة».
وإلى نص الحوار..
■ هل تفكر فى الترشح لرئاسة اللجنة الأوليمبية؟
- أوجه كل تركيزى، حاليًا، على الترشح لرئاسة الاتحاد الدولى للخماسى الحديث، وقرار ترشحى لرئاسة اللجنة الأوليمبية لم يحسم بعد، وأمامى محطة مهمة فى مسيرتى الرياضة، وهى الوصول لرئاسة ذلك الاتحاد، وأعترف بأنها معركة ليست سهلة، لكننى حسمت قرارى وعقدت العزم على خوض المعركة وثقتى كبيرة فى دعم الدولة المصرية والوقوف معى.
■ قرار الترشح لمنصب دولى يحتاج لتنسيق مع الدولة.. هل حدث ذلك من جانبك؟
- طبعًا حصلت على الضوء الأخضر من الدكتور أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة، ووعدنى بالدعم والوقوف خلفى، والدولة المصرية تدعم أبناءها فى مثل هذه المعارك الكبيرة التى تحتاج للمساندة.
كما تحدثت مع الدكتور حسن مصطفى، رئيس الاتحاد الدولى لكرة اليد، ولا بد أن أشكره على دعمه ومساندته الكبيرة لشخصى ولكل ما هو مصرى، لأننا فى النهاية نسعى لخدمة مصر من خلال المناصب الدولية.
■ فى حالة الفوز برئاسة الاتحاد الدولى للخماسى.. هل ستخوض انتخابات الاتحاد المصرى للعبة؟
- فى حال الحصول على ثقة أعضاء الجمعية العمومية للاتحاد الدولى والفوز بالمنصب، لن أترشح على رئاسة الاتحاد المصرى للخماسى، وسأكون موجودًا ضمن أفراد المجلس بحكم منصبى الدولى، لكن سيكون هناك تفكير قوى فى الترشح على منصب رئاسة اللجنة الأوليمبية.
■ ألا يعد قرار ترشحك مغامرة؟
- ليس مغامرة على الإطلاق، لأننى لا أبحث عن مكاسب شخصية، وهدفى دائمًا خدمة مصر من خلال المنصب الدولى، وحب الوطن وخدمته هدف دائمًا ما أبحث عنه.
■ هل تزيد ميدالية «الجندى» من أسهمك فى الانتخابات المقبلة؟
- أنا سعيد جدًا بفوز البطل المصرى أحمد الجندى بذهبية دورة الألعاب الأوليمبية الأخيرة فى باريس، لكن أحب أن أوضح شيئًا لم يتنبه له الكثيرون، فأكبر إنجاز حدث للبعثة المصرية التى شاركت فى الأوليمبياد ليس الميدالية الذهبية، التى فاز بها أحمد الجندى، والحقيقة الإنجاز الأكبر هو فوز آية مدنى لاعبة منتخب مصر السابق للخماسى الحديث بعضوية اللجنة الأوليمبية الدولية، هذا بالفعل الإنجاز الأكبر.
وذهبية أحمد الجندى إنجاز رياضى، أما فوز آية مدنى بعضوية اللجنة الدولية يضع مصر فى مكانة عالية على مستوى العالم إلى الأبد، لأنها فازت بتمثيل مصر فى اللجنة الأوليمبية الدولية عن القارة الإفريقية.
■ ما أهمية المناصب الدولية بالنسبة للرياضة المصرية؟
- المنصب الدولى يضع الرياضة المصرية على الخريطة العالمية، ويجعلنا متواصلين مع العالم، ولا بد أن نوجه الشكر والتقدير لكل الرموز أصحاب المراكز الدولية، على رأسهم الدكتور حسن مصطفى، رئيس الاتحاد الدولى لكرة اليد، وكذلك الدكتور وجيه عزام، رئيس الاتحاد المصرى للدراجات، ونائب رئيس الاتحاد الدولى أيضًا، وكذلك الكابتن عبدالمنعم الحسينى، رئيس الاتحاد المصرى للسلاح، الذى يشغل أيضًا منصب نائب رئيس الاتحاد الدولى للعبة، والدكتور علاء مشرف، الذى يتولى منصب نائب رئيس الاتحاد الدولى لتنس الطاولة، وهذه المناصب تعد غاية فى الأهمية للرياضة المصرية.
■ يقال إنه يتم تجهيز نجلك لخلافتك فى اتحاد الخماسى الحديث.. ما حقيقة ذلك؟
- لا طبعًا، وأولادى فضّلوا العمل بعيدًا عن الرياضة، وسبب ابتعادهم هو ما شهدوه من هجوم وحروب على شخصى طوال الوقت.
أحب أن أوضح أن البعض تناول أولادى بهجوم شرس لمجرد اصطحابهم معى فى فرنسا أثناء مشاركة البعثة المصرية فى الأوليمبياد، رغم أن سفرهم لم يكلف الدولة مليمًا، وكانوا بصحبتى وعلى نفقتى الخاصة، ولم يسلموا من حملات الانتقاد غير المبررة.
■ ما حقيقة الخلافات بينك والمهندس ياسر إدريس؟
- علاقتى بالمهندس ياسر إدريس طيبة للغاية، ولا يوجد أى خلافات بيننا، وهناك تعاون واضح ومثمر، لكن البعض يحاول دائمًا افتعال الأزمات بين المسئولين؛ لأغراض غير أخلاقية، لكن المقربين يعلمون جيدًا أن علاقتى بـ«إدريس» طيبة، وكذلك مع باقى أعضاء اللجنة الأوليمبية.
■ كيف ترى قرار سحب الثقة من هشام حطب، رئيس اللجنة الأوليمبية السابق؟
- هشام حطب أخطأ كثيرًا، وأنا شخصيًا نصحته أكثر من مرة، وكان من المفترض أن يأخد قرارات مختلفة عن القرارات التى اتخذها، لكن للأسف العناد هو ما أوصله إلى الوضع الحالى، وأحيانًا البعض يتخذ قرارًا خاطئًا، لكن التراجع فى هذا القرار أمر إيجابى وليس ضعفًا، وأنا طالبته بأن يستمع للأغلبية ولصالح الرياضة المصرية، وكان لا بد أن يأخذ قراراته بهدوء شديد ولا بد أن نعترف بأن أى مسئول يعمل معرض للخطأ.
وحرصت على أن أتحدث معه كثيرًا، لكنه كان مُصرًا على التصعيد، ومحاولته التصعيد ضد الرياضة المصرية كانت أمرًا مرفوضًا من الجميع، لأنها فى النهاية بلدنا ولن نسمح على الإطلاق بأى ضرر يمس الرياضة المصرية، لأن مصر بلد كبير جدًا، والحمد لله الملف تمت إدارته بشكل احترافى ونجحنا فى الخروج من الأزمات دون أى خسائر أو مشاكل للرياضة.
■ ما الدروس المستفادة من المشاركة الأخيرة للبعثة المصرية فى الأوليمبياد؟
- المشاكل التى واجهت البعثة فى فرنسا جعلتنى أعيد حساباتى فى عدد من الأمور، أهمها الاستماع للاعبين، وتنظيم جلسات شبه مستمرة لمعرفة مطالبهم واحتياجاتهم، والتعرف على مشكلاتهم؛ لأن كل المنظومة هدفها خدمة اللاعبين، ولن يحدث ذلك دون حوار مستمر بين المسئولين واللاعبين.
■ كيف تقيم تصرف ندى حافظ، لاعبة منتخب السلاح، التى أعلنت أنها حامل خلال مشاركتها فى الأوليمبياد؟
- للأسف اللاعبة لم تفصح لأى فرد عن حملها، وأعلنت ذلك عقب انتهاء منافساتها بالدورة الأوليمبية، وبالمناسبة لا يوجد قانون يمنع اللاعبة الحامل من المشاركة، إذا كان ذلك لن يؤثر على الجنين، والخطأ الوحيد أن ندى حافظ لم تفصح عن حملها لمسئولى الاتحاد، والحقيقة اللاعبة حققت أفضل نتيجة لها فى مشوارها بالدورة الأوليمبية، لكنها خافت من استبعادها من المشاركة فى حالة الإفصاح عن الحمل.
وأنا متعاطف جدًا مع اللاعبة وحدث معى موقف مشابه لما حدث لها، حيث تعرضت لإصابة خطيرة عبارة عن جزع صعب جدًا فى القدم، قبل سفرى لتمثيل منتخب مصر للخماسى الحديث فى دورة الألعاب الأوليمبية الأخيرة بالنسبة لى فى مشوارى كلاعب ببرشلونة عام ١٩٩٢، ورفضت الإفصاح عن الإصابة وانقطعت عن التمرين آخر ثلاثة أيام قبل السفر، وعندما أقلعت الطائرة طلبت طبيب المنتخب، وقلت له إننى تعرضت للإصابة أثناء صعودى على سلم الطائرة، وكنت حريصًا جدًا على تمثيل منتخب بلدى والحضور فى هذا المحفل، الذى يتمنى أى رياضى المشاركة فيه.
■ البعض يؤكد أن «الخماسى الحديث» يعانى من عدم وجود خليفة للبطل أحمد الجندى؟
- نملك أكثر من ١٠٠ أحمد الجندى، و«الخماسى الحديث» يتميز بالعمل الدائم على اكتشاف المواهب الصاعدة ونتائج منتخبات الناشئين والشباب خير دليل، والحقيقة منتخبات «الخماسى» تضم عناصر قادرة على التتويج بميداليات قارية وعالمية، ونسعى دائمًا لصناعة أجيال جديدة.
■ ما سر نجاح «الخماسى الحديث» فى استقطاب الشركات الراعية؟
- الشركات الراعية تعد شريكة نجاح؛ لأنها تدعم المنتخب الوطنى بقوة وتوفر المعسكرات والمشاركات الرسمية للاعبين الأبطال، ولا بد أن أوجه لها الشكر والتقدير على دورها الوطنى، وأحب أن أوضح أننى لم أبخل على أى اتحاد أو مسئول بالنصيحة والتوجيه للاستعانة بالشركات الراعية، لأن الرياضة أصبحت مكلفة جدًا، ويكفى الدولة المصرية الأعباء الأخرى؛ نتيجة الأزمات الاقتصادية، التى يعانى منها جميع دول المنطقة، ولزم أن أوضح أن «الخماسى الحديث» نجح فى توفير كل نفقاته وتكاليف السفريات والمعسكرات للمنتخبات الوطنية فى جميع مراحلها السنية. ولا بد أن أشكر الدكتور أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة، لأن الوزارة لم تبخل على «الخماسى الحديث» وكانت دائمًا داعمة بقوة، ودور الوزارة بارز وقوى وأسهم فى الإنجاز الكبير الذى تحقق بالفوز بذهبية أحمد الجندى فى دورة الألعاب الأوليمبية الأخيرة بباريس.