خبير بيئى: "الاعتدال الخريفى" ليس ظاهرة حديثة.. وتغير المناخ أدى لترحيل الفصول
مع اقتراب انتهاء فصل الصيف، الذي ينتهي وفقًا للمعهد القومي للبحوث الفلكية يوم الأحد 22 سبتمبر الجاري، تشهد الأرض ظاهرة "الاعتدال الخريفي". فما هي هذه الظاهرة؟، وما علاقتها بالتغيرات المناخية؟
ظاهرة "الاعتدال الخريفى"
ظاهرة "الاعتدال الخريفي" ليست جديدة، بل هي ظاهرة فلكية مرتبطة بتغير الفصول طوال العام. ووفقًا للدكتور عبدالمسيح سمعان، أستاذ الدراسات البيئية بجامعة عين شمس، فإن الاعتدال الخريفي يحدث عندما تكون جميع أنحاء العالم معرضة لمقدار متساوٍ من ضوء الشمس. يحدث ذلك عادةً في أيام 20 و21 و22 و23 سبتمبر، حيث تكون الشمس في هذه الأيام متعامدة تمامًا على خط الاستواء، قادمة من النصف الشمالي للكرة الأرضية إلى النصف الجنوبي.
وأوضح الدكتور سمعان أن كثرة الأسئلة حول الاعتدال الخريفي في الوقت الحالي تعود إلى الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، خاصة خلال الموجة الحارة التي شهدتها البلاد في الفترة من 11 إلى 13 سبتمبر. هذا الارتفاع دفع الناس للبحث عن انتهاء فصل الصيف وبدء فصل الخريف، أملًا في تحسن الأحوال الجوية.
التأثيرات المناخية على الفصول
وأشار الدكتور سمعان إلى أن دخول فصل الخريف أصبح نظريًا فقط، نتيجة لتغير المناخ الذي أثر على توقيت الفصول، بما في ذلك الاحتباس الحراري الناتج عن زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما أدى إلى ترحيل الفصول عن مواعيدها التقليدية، الأمر الذي جعل الصيف أطول والشتاء أقصر، بينما أصبح الربيع والخريف أقل وضوحًا، لافتًا إلى أن هذه التغيرات تؤدي أيضًا إلى تغير في اتجاه الرياح و"حزام الأمطار"، ما يسبب أحداثًا مناخية متباينة مثل السيول والجفاف.
توقعات المستقبل
وتوقع الدكتور سمعان أن نواصل مواجهة تقلبات مناخية طويلة الأمد حتى تتفق الدول على خفض الانبعاثات، ما قد يحسن مستويات درجات الحرارة العالمية، كما أشار إلى أن "صفر كربون" بحلول عام 2050 قد يكون غير واقعي بسبب مدة بقاء ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
وأضاف أن الشتاء المقبل قد يكون قصيرًا مقارنة بالأعوام السابقة، مع احتمال حدوث موجات أمطار نتيجة تبخر المياه من البحار والمحيطات بكميات كبيرة، ما يؤدي إلى تكوين سحب كثيفة.