المكر واحد.. لدى الإخوان والصهيونية
استغربت شديد الغرابة من الذين علقوا على مقالى المنشور مؤخرًا فى «الدستور» الذى تحدثت فيه عن بعض الأصوات الإخوانية بالتنظيم الدولى التى تنادى بأمور كارثية على شاكلة المصالحة وخلافه، مستغلين الحرب الإسرائيلية البشعة. وقلت إن هؤلاء شياطين لا يؤمن مكرهم مثل الصهاينة تمامًا ولا فرق بينهم. وكان ردى واضحًا وصريحًا وهو أن الدم المصرى ليس رخيصًا ولا يمكن التهاون بشأنه، ولا أحد يملك حق التفريط فى حساب هؤلاء على جرائمهم الإرهابية. المصريون لن تهدأ لهم سريرة أو تلين لهم قناة، حتى يأخذوا بثأر الشهداء الذين أُهدرت دماؤهم طيلة السنوات الماضية.
لقد جاء الوقت لأن ينال هؤلاء عقابهم الشديد جراء ما اقترفت أياديهم من جرائم شملت سقوط ضحايا من شهداء ومصابين، وترويع الآمنين من شعب مصر العظيم، وحملات مغرضة وكاذبة لا تزال حتى كتابة هذه السطور من وسائل إعلامية أقل ما توصف بأنها عميلة وخائنة وتحرض على العنف وتساعد على إيواء الإرهابيين الذين تلطخت أيادى العاملين فيها بالدماء.
لا يمكن أبدًا أن تتساهل مصر مع الدم المصرى الزكى وشهداء الوطن وضحاياه، ولا حتى فى حق المصابين الذين تضرروا بسبب مكافحتهم وتصديهم للإرهاب وحماية الوطن من فكر الإرهابيين والمتطرفين.
لقد تكشفت مع الأيام أكذوبة جماعة الإخوان، وكل هذه المهاترات غير الطبيعية التى تحاول أن تشيعها الجماعة بين الناس لبث الخوف والرعب فى النفوس لم تؤت ثمارها، ولا أصواتهم الآن تجدى بنفع. وعندما قلت إن هذه الجماعة تعانى «شيزوفرينيا» كنت أعنى التعبير تمامًا، فهذه الجماعة «البراجماتية» التى اتخذت الإرهاب طريقًا لها لا يمكن أن تحقق شيئًا على الإطلاق أمام صلابة ووحدة وقوة المصريين الذين تربطهم بهم الآن علاقة ثأر، ففى كل بيت مصرى الآن إما شهيد أو مصاب من جراء جرائم الإخوان.
ستظل جماعة الإخوان تخوض هذه الحرب القذرة ضد المصريين ما دام الغرب وأمريكا مستمرين فى التربص بمصر، فلا يوجد أحد على وجه الأرض يرضى بأن يلعب دور الأداة مثل الإخوان، وبالتالى لا يمكن تجاهل مكر هؤلاء الذين لا يعرفون سوى طريق الإرهاب والقتل وخلافه. ولا يمكن أبدًا أن ينخدع المصريون فى مكر هؤلاء، فهم الجماعة التابعة للغرب وأمريكا، ولا يزالون جميعًا يتجرعون صدمة ثورة المصريين فى ٣٠ يونيو التى وجهت لطمة كبرى لهم، وهم يتربصون بالبلاد لينتهزوا أى فرصة تظهر لهم بين الحين والآخر.
تقسيم ليبيا أو تفتيت سوريا أو تجزئة اليمن والسودان وفوضى العراق لا يرضى المخطط الغربى الأمريكى، فكل هذه الدول لا تشفى غليل هؤلاء الأوباش، بل إن الهدف الرئيسى هو مصر التى تستعصى عليهم.. الهدف الأسمى هو سقوط مصر، ورغم أن هذه الدول العربية سقطت فى مستنقع التمزيق والنعرات الطائفية، فإن ذلك لا يرضى أصحاب المخططات الإجرامية، العين مفتوحة على مصر، فهى المراد الرئيسى، وجماعة الإخوان بدورها أداة ستظل بين الحين والآخر تمارس السفك وتنشر الأكاذيب فى محاولات مستميتة من أجل نشر الفوضى والاضطراب باعتبار أن ذلك هو المفتاح لسقوط مصر.
التربص قائم والخطر مستمر والأعداء يتحينون الفرصة فى الخارج. ولا بد من تفويت الفرصة على كل هؤلاء المتربصين الذين لا هم لهم سوى إسقاط الدولة أو على الأقل زعزعة تماسكها وإضعاف قوتها فى هذه المهاترات، ومنع عودتها قوية متينة.. وهذا يقتضى من الجميع أن يفيق ويتخلى عن أى فرقة أو أى فرصة لأى متربص يساعد على تحقيق هدف الغرب وأمريكا وأدواته من جماعة الإخوان الإرهابية.
إن مكر الإخوان من مكر الصهيونية لأنهم أداة فى يد الغرب وأمريكا. ولذلك فإن المصريين الذين يتمتعون بالفطنة والكياسة يدركون ذلك ولن تخيل عليهم هذه الأصوات الإخوانية. وليس صحيحًا أن المصريين ينسون فهذا تعبير خاطئ، ولن تنطلى عليهم كل ألاعيب ومكر التنظيم الدولى للإخوان.