خطة الدولة للحفاظ على الصحة النفسية للمواطنين: مستشفيات متخصصة.. خطوط ساخنة.. والعلاج مجانى
توجه الدولة المصرية اهتمامًا كبيرًا بالجانب النفسى للمواطنين، من خلال توفير خدمات الصحة النفسية فى جميع المنشآت الصحية، والتوسع فى تقديمها لجميع المواطنين من خلال المنصة الإلكترونية للصحة النفسية وعلاج الإدمان.
ووجَّه الرئيس عبدالفتاح السيسى بالتوسع فى إقامة منشآت الصحة النفسية، ودعم منظومة العلاج على نفقة الدولة، كما كلَّف الحكومة بالبدء فى تنفيذ مشروع إنشاء مستشفى «سكينة» للصحة النفسية وعلاج الإدمان بمدينة العلمين الجديدة، وسرعة الانتهاء من تطوير مستشفى الخانكة للصحة النفسية بمحافظة القليوبية.
وفى هذا الإطار، تستعرض «الدستور» فى السطور التالية ملامح خطة الدولة لدعم وتطوير خدمات الصحة النفسية على مستوى الجمهورية.
92 ألف مستفيد من المنصة الإلكترونية لعلاج الإدمان
كشف الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة والسكان، عن أن المنصة الإلكترونية التابعة للأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، قدمت خدماتها لنحو ٩٢ ألف زائر.
ولفت «عبدالغفار» إلى أن الوزارة تعمل على إتاحة خدمات الدعم النفسى والاستشارات النفسية وعلاج الإدمان، وتوعية المواطنين بكيفية الحصول على الاستشارات الطبية الخاصة بالصحة النفسية، عبر تلك المنصة.
وأشار إلى أن المنصة تهدف إلى توفير خدمات الصحة النفسية وعلاج الإدمان مجانًا، لجميع الفئات العمرية من المصريين وغير المصريين المقيمين على أرض مصر، التى تُعد الأولى من نوعها فى إقليم شرق المتوسط، داعية جميع المواطنين إلى زيارة المنصة والاستفادة بالخدمات المتنوعة التى تقدمها الأمانة العامة.
230 مكتب مشورة نفسية فى 7 محافظات قدمت خدماتها لـ30 ألف مستفيد
أشارت الدكتورة منن عبدالمقصود، الأمين العام لأمانة الصحة النفسية وعلاج الإدمان، إلى أن مبادرة رئيس الجمهورية لدعم الصحة النفسية تنبثق منها ٣ مبادرات، هى الكشف والتدخل المبكر لاضطرابات طيف التوحد، ومكافحة وعلاج الإدمان، ومكافحة الاستخدام المفرط للإنترنت والألعاب الإلكترونية.
وأضافت: «مبادرة رئيس الجمهورية لدعم الصحة النفسية تشمل المسح القومى الثانى عن معدل انتشار الاضطرابات النفسية، وخريطة الإدمان فى مصر، وحملة التوعية بالاضطرابات النفسية والإدمان والظواهر النفس اجتماعية السلبية، ودمج خدمات الصحة النفسية بوحدات الرعاية الأولية، وتطبيق برنامج الصحة النفسية المدرسية بالمنشآت التابعة لوزارة التربية والتعليم».
وأكملت: «تتضمن أيضًا إتاحة الخدمات والقوى البشرية فى مستشفيات ومراكز الصحة النفسية وعلاج الإدمان وعلاج التوحد، فضلًا عن تطوير وزيادة خدمات الخط الساخن للصحة النفسية وعلاج الإدمان، والتوسع فى خدمات المنصة الوطنية الإلكترونية للصحة النفسية وعلاج الإدمان». وقالت إن مبادرة الكشف والتدخل المبكر لاضطراب طيف التوحد، ستقدم خدمة الاكتشاف المبكر من خلال مسح لمهارات التطور باستخدام استبيان Mchat عند سن السنة ونصف عند إجراء التطعيم فى مراكز الرعاية الأولية.
وتابعت: «فى حال وجود تأخر سيتم إعطاء إرشادات للأم لتحسين مهارات التواصل لدى الطفل، ويعاد المسح عند سنتين وفى حال استمرار التأخر يتم التحويل على خدمة تدريب الأهل، وبعدها يتم تحويله إلى مراكز التميز للحصول على خدمة التشخيص والتدخل من خلال خدمة التحليل السلوكى فى وحدة الرعاية النهارية».
وأشارت إلى أن هناك اهتمامًا بالصحة النفسية للأطفال، حيث يبلغ عدد وحدات الأطفال والمراهقين على مستوى مستشفيات الأمانة ١٥ وحدة، وتضم فريقًا علاجيًا مكونًا من طبيب وإخصائى نفسى وإخصائى اجتماعى وتمريض.
ولفتت إلى أن تلك الوحدات تقدم تقييمًا شاملًا للطفل من خلال أطباء متخصصين فى طب نفسى الأطفال والمراهقين، مع وضع خطة علاجية مناسبة وفقًا للأعراض والمشكلات التى يعانى منها الطفل. وفيما يتعلق بدمج خدمات الصحة النفسية بوحدات الرعاية الصحية، كشفت الدكتورة منن أنه تم نشر كتب دليل خدمات الصحة النفسية فى وحدات الرعاية الأولية على المنصة الوطنية الإلكترونية للصحة النفسية وعلاج الإدمان.
وأضافت أنه تم تدريب ٥٠٤ من العاملين بهيئة الرعاية الصحية وقطاع الرعاية الأساسية، على برنامج سد فجوة خدمات الصحة النفسية فى وحدات الرعاية الأولية التابعة لمنظمة الصحة العالمية، وعلى أعمال الإشراف على وحدات الرعاية. وأشارت إلى أنه تم الافتتاح التجريبى لـ٢٣٠ مكتب مشورة فى مراكز ووحدات الرعاية الأولية فى ٧ محافظات «السويس والإسماعيلية وبورسعيد وجنوب سيناء والأقصر وأسوان والقاهرة» بتاريخ ٢٠/٤/٢٠٢٤، ويجرى العمل على افتتاح مكاتب مشورة أخرى بالمحافظات المختلفة.
ولفتت إلى أن مكاتب المشورة النفسية بوحدات الرعاية الأولية فى المحافظات المذكورة، استقبلت ٣٠٧٨٠ من طالبى المشورة منذ ٢٠ أبريل الماضى.
وقالت إن الأمانة تهدف إلى التدريب والتدريب التنشيطى لمقدمى الخدمة بجميع وحدات الرعاية الأولية، على الاكتشاف المبكر للأمراض النفسية والإدمانية والتدخل بالعلاج للحالات.
وأعلنت عن تقديم حزمة من الخدمات النفسية بالعيادات الخارجية بالمستشفيات التابعة للأمانة، وتشمل «نفسى بالغين، ونفسى مسنين، وأطفال ومراهقين، وصحة المرأة، وإدمان بالغين، وإدمان مراهقين، وعيادة الصرع، وعيادة طب المجتمع، وعيادة التخاطب، وعيادة الفيروسات، وعيادة المودعين، وعيادة واحة للصدمات النفسية، وعيادة الباطنة، وعيادة الجلدية، وعيادة الأسنان، وعيادة أمراض النساء، وعيادة الأنف والأذن، فضلًا عن إجراء الاختبارات والمقاييس النفسية وجلسات العلاج النفسى الفردى والجماعى». وفيما يتعلق بالمشروعات القومية التى تستهدفها الأمانة العامة خلال الفترة المقبلة، قالت الدكتورة منن إن الأمانة لديها خطة لتطوير ورفع كفاءة مستشفيات الصحة النفسية، والتى تشمل استكمال إنشاء مستشفى دمياط الجديدة للصحة النفسية، وإنشاء مبنى العيادات الخارجية والاستقبال بمستشفى الخانكة للصحة النفسية، وإنشاء وتجهيز مستشفى بلصفورة لعلاج الإدمان، وأعمال تطوير المبنى بمستشفى دمنهور للصحة النفسية، وإنشاء مبنى داخلى بمركز عباس حلمى لعلاج الإدمان.
مركز فى كل محافظة.. وعلاج طيف التوحد
قال الدكتور أنور إسماعيل، مساعد وزير الصحة للمشروعات القومية، إن هناك توسعًا كبيرًا فى ملف الصحة النفسية وعلاج الإدمان، لافتًا إلى أن الوزارة تعكف حاليًا على وضع خريطة بالمستشفيات الموجودة وطرق زيادة عددها، وكذلك المحافظات المحرومة تمامًا من مستشفيات الصحة النفسية.
وأكد سعى الوزارة على أن تضم كل محافظة بالجمهورية على الأقل مركزًا واحدًا لكل من «الصحة النفسية وعلاج الإدمان وعلاج طيف التوحد»، ويمكن أن يكون كل مركز قائمًا بذاته أو داخل المستشفى، كما تم وضع تصور لمدينتين طبيتين للصحة النفسية ولكنهما ما زالتا تحت الدراسة والتقييم.
22 مستشفى نفسيًا على مستوى الجمهورية والعلاج بالمجان
أوضح الدكتور جمال فرويز، استشارى الصحة النفسية، أن هناك العديد من الإنجازات التى حققتها مصر فى مجال الطب النفسى، موضحًا أن منظومة الصحة النفسية فى مصر تُعتبر من بين الأفضل عالميًا.
وقال «فرويز» إن مصر تمتلك حاليًا ٢٢ مستشفى نفسيًا على مستوى الجمهورية تحت إشراف وزارة الصحة، بالإضافة إلى الأقسام المتخصصة فى المستشفيات الجامعية، كما أن مستشفيات مثل قصر العينى ومركز الطب النفسى فى الدمرداش، الذى يحمل اسم الدكتور أحمد عكاشة، من أكبر المراكز على مستوى العالم، وليس فقط فى الشرق الأوسط.
وأشار إلى أنه على الرغم من هذه الإمكانات فإن مصر تواجه تحدى نقص الأطباء النفسيين، فأكثر من ٦٠٪ منهم يعمل خارج مصر، ما أدى إلى نقص فى الكوادر الطبية داخل البلاد.
وأكد «فرويز» أن الدولة تبذل جهودًا كبيرة لدعم منظومة الصحة النفسية، فالعلاج متاح مجانًا بالمستشفيات العامة والمراكز الصحية، كما أن الدولة توفر أحدث الأدوية لعلاج الأمراض النفسية مثل الفصام والاكتئاب، ضمن نظام التأمين الصحى.
وأشار إلى أن بعض الأدوية تصل تكلفتها إلى عشرات الآلاف من الجنيهات شهريًا، ولكنها متاحة للمواطنين دون تكلفة إضافية. ولفت أيضًا إلى التطور الكبير فى استخدام التقنيات الحديثة فى العلاج النفسى بمصر، مثل العلاج بالكهرباء والأجهزة الحديثة لعلاج الاكتئاب، كما أن المستشفيات الجامعية تقدم أحدث التقنيات والأجهزة العلاجية المتاحة عالميًا. وفيما يخص التطوير المستقبلى، أكد «فرويز» أهمية الاستفادة من المساحات المفتوحة والمرافق الكبيرة التى تملكها المستشفيات النفسية لتقديم علاجات متنوعة، مثل العلاج بالعمل واللعب والموسيقى.
كما شدد على ضرورة توجيه الإعلام للتركيز على الإيجابيات والإنجازات التى تحققها الدولة فى هذا المجال، مشيدًا بالدور الكبير الذى تلعبه الدولة فى دعم وتطوير منظومة الصحة النفسية، معربًا عن أمله فى استمرار هذه الجهود لتحسين الخدمات الصحية النفسية المقدمة للمواطنين فى مصر.
العلمين أجمل المناطق الصالحة للاستشفاء والتأهيل
قال الدكتور إبراهيم مجدى، استشارى أمراض المخ والأعصاب والصحة النفسية، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ توليه الرئاسة يضع صحة المواطن على قائمة أولوياته، لذا أطلق العديد من المبادرات التى تخص المصريين ومن بينهم المرأة والطفل وكبار السن وذوو الهمم. وأوضح أن الرئيس يهتم أيضًا بالصحة النفسية للمواطن، ليس فقط بإعلانه إنشاء مستشفيات تهتم بالصحة النفسية للمواطنين، ولكنه أول رئيس يعين مستشارًا للصحة النفسية، لافتًا إلى أنه وجّه بتطوير الهيئة العامة للصحة النفسية، وكذلك مستشفيات الصحة التى تقدم الدعم النفسى للمواطنين.
وعلق «مجدى» على توجيهات الرئيس بانشاء مستشفى «سكينة» للصحة النفسية وعلاج الإدمان بمدينة العلمين الجديدة بأنها خطوة جيدة ومدروسة، موضحًا أن العلمين من المناطق التى تصلح للاستشفاء والتأهيل النفسى بعد العلاج وستوفر للمريض الجو المناسب الذى يحتاج له. كما تطرق إلى مبادرة رئيس الجمهورية لرعاية كبار السن، موضحًا أنها فى غاية الأهمية لأنها تهتم بفئة كبيرة من المجتمع تمثل ما يقرب من ثلث المجتمع. وأكد أن وزارة الصحة أطلقت مبادرة رعاية كبار السن منذ فترة قصيرة، والتى أسهمت فى علاج وتوفير الأدوية لعدد كبير من المواطنين المستهدفين. وأضاف أن الرئيس السيسى يولى ملف الصحة والصحة النفسية ورعاية كبار السن أهمية كبرى، وهو ما ينعكس على المبادرات الصحية التى يجرى إطلاقها من قبل وزارة الصحة والسكان وبتوجيهات منه.