"الرعاية الصحية فى الريف".. كيف غيّرت مبادرة "حياة كريمة" حياة الأسر؟
في قلب القرى والنجوع المصرية، كانت الرعاية الصحية لفترات طويلة تعاني نقصا في الإمكانات والخدمات، ما جعل الكثير من الأسر الريفية تواجه صعوبات في الحصول على الرعاية الطبية المناسبة، ولكن مع انطلاق مبادرة "حياة كريمة" في عام 2019، تغيرت الأمور بشكل جذري، حيث أصبحت الرعاية الصحية في الريف محط اهتمام كبير من الدولة، وكان لهذه المبادرة تأثير مباشر وإيجابي على حياة الأسر الريفية.
تطوير البنية التحتية الصحية
أحد أهم الإنجازات التي حققتها مبادرة "حياة كريمة" هو تطوير البنية التحتية الصحية في القرى والمناطق الريفية، تم إنشاء وتجديد العديد من الوحدات الصحية والمستشفيات الريفية، ما أتاح للأسر الوصول إلى الخدمات الطبية الأساسية في أماكن قريبة من منازلهم، هذا التطوير شمل توفير المعدات الطبية الحديثة وتدريب الكوادر الطبية على أحدث أساليب العلاج والرعاية.
وأسهمت مبادرة "حياة كريمة" في إنشاء وتطوير أكثر من 1105 وحدات رعاية صحية، وفقًا لمعايير منظومة التأمين الصحي الشامل، بالإضافة إلى تحسين 24 مستشفى مركزيا و369 وحدة إسعاف، كما تم تزويد المنظومة بـ400 سيارة إسعاف لتغطية احتياجات سكان 1477 قرية ضمن المرحلة الأولى من المبادرة، التي يخدمها أكثر من 17 مليون مواطن.
توفير الرعاية الصحية الأولية
اهتمت مبادرة "حياة كريمة" بتوفير الرعاية الصحية الأولية من خلال إطلاق حملات طبية مكثفة تجوب القرى، تقدم خدمات الكشف المبكر والعلاج المجاني للعديد من الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكري وأمراض القلب، كما تم تفعيل برامج التوعية الصحية التي تستهدف الوقاية من الأمراض وتحسين عادات التغذية والنظافة الشخصية.
بالإضافة إلى ذلك، تحسنت نسبة إتاحة سيارات الإسعاف بنسبة 26% مقارنة بعدد السكان، وزاد عدد المستفيدين من التأمين الصحي وخدماته بنسبة 13%، وارتفع عدد المستشفيات الجامعية بنسبة 35% ليصل إلى 120 مستشفى في عام 2022، إلى جانب زيادة عدد الحضانات في هذه المستشفيات بنسبة 35% لتصل إلى 885 حضانة.
دعم الأمومة والطفولة
لم تغفل المبادرة عن أهمية صحة الأم والطفل في الريف، حيث تم تزويد الوحدات الصحية بخدمات متابعة الحمل والرعاية بعد الولادة، بالإضافة إلى حملات تطعيم الأطفال ضد الأمراض المعدية، هذه الجهود أسهمت بشكل كبير في خفض معدلات وفيات الأمهات والأطفال في المناطق الريفية، ما كان له أثر كبير في تحسين جودة الحياة للأسر.
وأثمرت الجهود عن ارتفاع متوسط العمر المتوقع عند الميلاد بنسبة 5% ليصل إلى 74 سنة، إلى جانب انخفاض معدل وفيات الأمهات بنسبة 20%، من 54 حالة وفاة لكل 100 ألف مولود إلى 43 حالة.