"الزراعة": خطة حكومية لزيادة الإنتاج وخفض أسعار "اللحوم الحمراء"
◄ توجيهات رئاسية بدعم مشروع البتلو وتذليل العقبات أمام صغار المربين
◄ برامج لتحسين السلالات المحلية وراثيًا.. وتوفير فرص عمل للشباب
تسعى الحكومة، ممثلة فى وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، لزيادة إنتاج مصر من اللحوم الحمراء، وتخفيض أسعارها فى السوق المحلية، من خلال تيسير تمويل الثروة الحيوانية، عبر مشروع البتلو، وتحسين السلالات البلدية.
كما تعمل الحكومة على توفير الأعلاف بأسعار مناسبة للمربين، والتوسع فى مشروعات الثروة الحيوانية والتربية والتسمين، وتوفير القروض للمشروعات الصغيرة وصغار المزارعين فى الريف، من أجل التشجيع على زيادة الإنتاج.
قال المهندس مصطفى الصياد، نائب وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، إن الوزارة لديها خطة لتيسير تمويل مشروعات الثروة الحيوانية، خاصة مشروع البتلو، لافتًا إلى أن جانبًا كبيرًا من الخطة مخصص لمزارع التربية وصغار المربين المستهدفين من برنامج تطوير الريف المصرى «حياة كريمة».
وأضاف: «هناك توجيهات رئاسية بدعم هذا المشروع وتذليل جميع التحديات والعقبات التى تواجه صغار المربين، للنهوض بقطاع الثروة الحيوانية ومشروع البتلو».
وتابع: «وزارة الزراعة تتبنى استراتيجية كبرى لتربية السلالات المحسنة من الماشية، ضمن المشروع القومى للبتلو، بالإضافة إلى تمويل تربية السلالات المدرة للألبان، بالتزامن مع مشروع مراكز تجميع الألبان، الذى تنفذه الدولة فى السنوات الأخيرة».
وأكد «الصياد» أن وزارة الزراعة تقدم جميع أنواع الدعم للمربين وأصحاب المزارع المستهدفين من مشروع البتلو، مبينًا أن هناك لجانًا مخصصة لإجراء المعاينات لحظائر التربية، للتأكد من صلاحيتها، وخضوعها للاشتراطات والضوابط المحددة فى وثائق التمويل.
وأكمل: «المستفيد يتسلم الرأس بعد التأمين عليها، لحماية المربى من أى أخطار خلال فترة التسمين، وهذا المشروع القومى يستهدف توفير اللحوم الحمراء للأسواق بأسعار عادلة، مع تحفيز المربين على التوسع فى الأنشطة الحيوانية، ودعم خطة توفير البروتين للمستهلك».
خفض أسعار اللحوم الحمراء
فيما أكد الدكتور أيمن عبدالعال، رئيس الإدارة المركزية للمحطات بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، أن الوزارة تعمل على خفض أسعار اللحوم الحمراء وزيادة الإنتاج من خلال مشروع البتلو والتسمين، وتوفير اللحوم للمواطن عبر زيادة منافذها على مستوى الجمهورية، والتى وصلت إلى ١٤٤ منفذًا ثابتًا ومتحركًا، إلى جانب المعارض الزراعية، مثل معرض «خير مزارعنا لأهالينا»، بالإضافة إلى طرح منافذ جديدة تابعة لوزارة التموين، لتعمل مع منافذ القوات المسلحة ومنافذ أمان لزيادة المطروح من اللحوم.
وأضاف: «إدارة الزراعة المحمية التابعة للمحطات تطرح اللحوم والسلع الغذائية فى منافذ ثابتة ومتحركة، مع المشاركة فى مبادرة (خير مزارعنا لأهالينا)، ويتم ذلك بتخفيضات تتراوح بين ٢٠٪ و٣٠٪ عن الأسعار بالسوق، كما تقدم الزراعة المحمية اللحوم البلدية فى منافذها بسعر ٣٠٠ جنيه للكيلو».
وأوضح أن كل ما تقدمه إدارة الزراعة المحمية للمواطنين من لحوم وسلع غذائية هو من إنتاج الوزارة، بالإضافة إلى ما تقدمه محطات البحوث والمزارع التابعة للوزارة، من دواجن وأسماك وسلع غذائية وخضر وفاكهة وكل أنواع البروتين الحيوانى، والذى يتوافر بجميع المنافذ.
وتابع: «لدى إدارة المحطات والزراعة المحمية منافذ فى المحافظات الحدودية، وفى القاهرة والجيزة والقليوبية والعديد من المحافظات، ويشارك فيها جميع قطاعات الوزارة، وهناك منفذان للزراعة المحمية فى منطقة الدقى، إلى جانب منافذ قطاع الإنتاج والإصلاح الزراعى والقطاعات الأخرى، ومنافذ منطقة الهرم، وكلها منافذ توفر اللحوم والسلع الغذائية التى يحتاجها المواطن».
من جانبه، قال الدكتور شعبان سالم، الأستاذ بمعهد بحوث الاقتصاد الزراعى والخبير بمنظمة الأغذية والزراعة، إن أسعار اللحوم لا تزال مرتفعة فى السوق المحلية، رغم الهدوء الكبير الذى طرأ على أسعار العملات، موضحًا أن وزارة الزراعة تعمل على خفض هذه الأسعار عبر زيادة المعروض.
وأضاف: «ارتفاع تكاليف التربية بشكل عام هو أحد أهم الأسباب التى أدت لزيادة أسعار اللحوم والألبان فى السوق المحلية، وأيضًا زيادة فاتورة الاستيراد من الخارج، فى ظل المتغيرات الاقتصادية العالمية، التى أدت لاضطراب أسعار الصرف وزيادة سعر الدولار».
وتابع: «وزارة الزراعة عليها دور كبير فى دعم الثروة الحيوانية فى مصر، بالتزامن مع تنفيذ مشروع البتلو، عن طريق تقديم السياسات والإرشادات السليمة أثناء التعامل مع الأمراض، وأيضًا تقديم برامج التغذية السليمة للماشية، والبدء فى توفير السلالات».
وأشار إلى أن مصر تمتلك سلالات فريدة، سبق لها أن نجحت فى تحقيق طفرة كبيرة فى منظومة الإنتاج، مؤكدًا أنه على الدولة أن تدعم قطاع البحث العلمى والزراعى، للنهوض بالمنظومة، وزيادة المنتج المحلى.
وفى السياق ذاته، كشف الدكتور فوزى أبودنيا، مدير معهد بحوث الإنتاج الحيوانى الأسبق، عن مشروعات زيادة إنتاج اللحوم المحلية، من بينها مشروع تسمين الأبقار والجاموس والأغنام والماعز والإبل، وكذلك تفعيل قرار منع ذبح العجول البتلو.
أزمة اللحوم فى مصر
وأشار إلى ضرورة وضع برامج للتحسين الوراثى للسلالات المحلية بهدف تحسين إنتاج اللحوم البلدية، للمساهمة فى تخفيف حدة أزمة اللحوم فى مصر، مشددًا على ضرورة تدشين برنامج للتشجيع على تربية إناث المواشى.
وقال إن مثل هذا المشروع يعد نواة لتوفير عجول التسمين لاستخدامها فى مشروع البتلو، وأنه يمكن استخدام فائض الألبان بعد إرضاع العجول فى تحضير الجبن ومنتجات الألبان، التى تخفف من عبء مصروفات الأسرة الريفية.
وشدد على ضرورة تشجيع الشباب فى القرى لإنشاء وحدات تجهيز الأعلاف لمساعدة المزارعين فى تحويل خامات الأعلاف إلى علائق محسنة وذات قيمة لحيواناتهم.
وأضاف: «يتوافر لدى المزارعين خامات أعلاف مركزة، مثل حبوب الذرة وكسر الفول والردة، والتى لا يتم استخدامها بالشكل الأمثل أو يتم إهدارها، ووجود وحدات لتجهيز الأعلاف سيساعد فى الاستفادة من هذه الخامات».
ونصح المربين بالاعتماد على الردة وإعادة تدوير المتبقيات الزراعية ما يوفر جزءًا كبيرًا من الأعلاف رخيصة الثمن، وبالتالى يحفزهم على تربية الحيوانات لإنتاج اللحوم، بدلًا من شراء الأعلاف المركزة بأسعار مرتفعة.
وقال: «بتلك المقترحات نكون قد وفرنا فرص عمل لشباب القرى وساعدنا فى تخفيض أسعار الأعلاف التى أصبحت من العوامل المعرقلة لتربية الحيوانات».
وأوضح مدير معهد بحوث الإنتاج الحيوانى أن كل تلك الأطروحات يتم تفعيلها عبر «الإرشاد الحيوانى» لنشر التقنيات الجديدة والاستفادة من الأعلاف الخضراء والجافة وترشيد استخدام الأعلاف المركزة وتحقيق التكامل بين الإنتاج الحيوانى والزراعة.