بعد تكليف رانيا يحيى.. فكرة إنشاء الأكاديمية المصرية للفنون بروما
استقبل الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، الدكتورة رانيا يحيى، أستاذة النقد الفني، بعد صدور قرار بتكليفها مديرًا للأكاديمية المصرية للفنون بروما، لمناقشة أبرز الملفات والتكليفات العاجلة للعمل بالأكاديمية المصرية للفنون بروما، التي تُعد نافذة الثقافة المصرية على القارة الأوروبية.
خلال اللقاء، أكد وزير الثقافة أهمية تطوير منظومة الأداء بالأكاديمية المصرية للفنون بروما، بما يخدم أهداف الدبلوماسية المصرية في استثمار القوى الناعمة، لتأصيل وصون هويتنا الثقافية، ومد جسور التواصل الفكري والفني مع المجتمع الإيطالي، وكذلك في دعم وتعزيز حوار الثقافات بين مصر ودول أوروبا، وتقديم الأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية للجالية المصرية هناك، فضلًا عن رسم صورة مضيئة عن الثقافة والحضارة المصرية، وتفردها بين دول العالم.
وبهذه المناسبة؛ يستعرض "الدستور" فكرة إنشاء الأكاديمية المصرية للفنون بروما..
فكرة إنشاءالأكاديمية المصرية للفنون بروما
وبحسب موقع وزارة الثقافة؛ فإن فكرة إنشاء أكاديمية مصرية للفنون نبتت قبل ما يقرب من 83 عامًا، أي عام 1929، على يد الفنان المصري راغب عياد، الذي كان يدرس الفن آنذاك في إيطاليا، وشهد عملية ازدهار التمثيل الفني لكثير من دول العالم عبر "أكاديميات فنية" تكون بمثابة نوافذ تطل على أوروبا من خلال العاصمة الإيطالية روما، التي كان لها السبق في هذه الفكرة الريادية مع بداية القرن العشرين، فبادر عياد حينئذ، بدافع من حماس الشباب والغيرة على الوطن لمراسلة الحكومة المصرية وتوجيه طلب لخديوي مصر بإنشاء أكاديمية مصرية للفنون بروما، بهدف إتاحة فرصة الاحتكاك بالتجربة الفنية الإيطالية العريقة، وإيجاد مكان لائق لإبداع الفنانين المصريين ورعاية مواهبهم، وفي عام 1930 اعتبر قصر "كوللو أوبيو"، الذي يقع بالقرب من "الكولوسيوم"، بمثابة مقر مؤقت للأكاديمية، وعُين الفنان سحاب رفعت ألمظ مسئولا عنها، وكان وقتئذ مبعوثا لدراسة الفنون على نفقة الملك فؤاد الأول.
وفي إطار العلاقات الثنائية المتوطدة بين مصر وإيطاليا، وازدهار نشاط بعثات الآثار الإيطالية في أنحاء وادي النيل، قامت السفارة الإيطالية في مصر بعرض قطعة أرض فى وادى "جوليا" على أطراف حدائق بورجيزي، حيث توجد مبانى معظم الأكاديميات، وذلك لبناء الأكاديمية المصرية، مقابل مساحة أرض تمنح من حكومة صاحب الجلالة ملك مصــر لإيطاليا لإقامة معهد لدراسة الحفريات.
تعيين أول مدير رسمي للأكاديمية
وفي عام 1947 عُين أول مدير رسمى للأكاديمية "الملكية" المصرية للفنون من قبل الحكومة المصرية، وهو الفنان الرائد محمد ناجى، الذي كان يعتلي وقتئذ منصب مدير متحف الفن الحديث، لمتابعة تنفيذ الاتفاقية الثنائية بين البلدين.
وفي عام 1950 عين النحات عبدالقادر رزق مديرًا للأكاديمية، وقد بذل لمدة خمس سنوات مساعي كبيرة لإحياء الاتفاقية الخاصة بتبادل قطعتى الأرض بين مصر وإيطـاليا، وفي عام 1957 استكمل الفنان صلاح كامل مسيرة العمل بالأكاديمية، مستعينًا بالدبلوماسية تارة، وبخبرته الفنية تارة أخرى، بتعضيد مؤسسي من الدكتور ثروت عكاشة الذي عين وزيرًا للإرشاد القومي في عام 1958، الذي شهد عهده حراكا ثقافيا ملحوظا على المستويين الدولي والمحلي، ولعل من أبرز ما تم فور تولي عكاشة وزارة الإرشاد القومي، سعيه لإتمام مشروع الأكاديمية المصرية للفنون بروما.
دخلت الاتفاقية الثنائية إلى حيز التنفيذ في عام 1959، حيث تم وضع الرسوم المعمارية لمبنى الأكاديمية، وفي احتفال كبير حضره لفيف من كبار رجال الدولتين أقيم في عام 1961 تم وضع حجر الأساس للمبنى، وبدأت عملية البناء التي استمرت حتى نهاية عام 1965، ثم انطلقت فعاليات أول موسم ثقافي في عام 1966 من منبر الأكاديمية الجديد بشارع "أوميرو" بوادى "جوليا" المتاخم لأحد الميادين الصغيرة التي تزدخر بها حدائق "بورجيزى".
تطوير مبنى أكاديمية الفنون بروما
وفي عام 2008 قرر وزير الثقافة الأسبق الفنان فاروق حسني، تطوير مبنى الأكاديمية، بحيث يصبح مؤهلًا ليكون نافذة ثقافية مصرية هامة تطل على قلب أوروبا، إيمانا منه بأهمية دور الأكاديمية في تفعيل التعاون الثقافي بين مصر والدول الأوروبية، وانطلاقًا من اعتقاده بأهمية الثقافة كوسيلة للتقريب بين الشعوب، وتمت عملية التطوير في عهد مدير الأكاديمية الأسبق الدكتور أشرف رضا، الذي تلاه المعماري الدكتور أحمد ميتو.