رأت المساواة بينها والرجل عدوانا على المرأة..ماذا كتب حسين هيكل عن مي زيادة؟
كتب الدكتور محمد حسين هيكل صاحب رواية زينب التي صنفت على أنها أول رواية عربية مكتملة كثير من الآراء، وكتب “هيكل” عن مي زيادة الأديبة اللبنانية ورؤيتها في موضوعات عديدة.
مي زيادة
يقول محمد حسين هيكل عن مي زيادة:" دهشت لأول مرة سمعت مي تقول: إنها تخالف الذين يدعون إلى مساواة الرجل والمرأة في الحقوق، وأنها ترى هذه المساواة عدوانا على المراة، وعلى الرجال أنفسهم.
ويكمل:" ودهشت أيضًا، حين رأيتها تنفر من الحديث في حق الانتخاب للمرأة، فلما سمعت تفسيرها لهذه الرؤية رحت أفكر، وانتهبت من تفكيري إلى انها قد تكون على حق، وقد يكون مخالفوها في الرأي على حق كذلك.
ويواصل:" هي تقول ان أكبر فخر للرجل هو كمال رجولته، والناقصين لا يغني علمهم واموالهم، ويظلون ناقصين، وأكبر فخر للمرأة كمال أنوثتها، وتستطيع ان تكمل نقصانها في الناحية التي تبتغي الكمال فيها، ويواصل:" الرجولة قوة ونضال وحرص، والأنوثة عطف وحنان ومحبة.
ويستطرد:" النساء اللواتي أثبت لهن التاريخ مجدا باقيا فهن القديسات المضحيات لله والإنسانية وهن الأمهات اللواتي أنجبن الأبطال، وهن الرحيمات اللواتي آسين وواسين وهن الملهمات اللواتي أوحين للشاعر شعره ولرب الفن فنه، ولهذا على ما كان من هدوئهن لم ينكر التاريخ فضلهن بل أثبت لهن في صحفه مجدا باقيا على الدهر.
محمد حسيين هيكل
أما عن محمد حسين هيكل فهو أديب مصري، مواليد المنصورة فى عام 1888، وتوفى عام 1956، درس القانون في مدرسة الحقوق الخديوية بالقاهرة وتخرج منها في عام 1909. حصل على درجة الدكتوراه في الحقوق من جامعة السوربون سنة 1912م، لدى رجوعه إلى مصر عمل في المحاماة 10 سنوات، كما عمل بالصحافة، اتصل بأحمد لطفي السيد وتأثر بأفكاره، والتزم بتوجيهاته، كما تأثر بالشيخ محمد عبده وقاسم أمين وغيرهم.
كان عضوا ًفي لجنة الثلاثين التي وضعت دستور 1923، أول دستور صدر في مصر المستقلة وفقًا لتصريح 28 فبراير 1922م. لما أنشأ حزب الأحرار الدستوريين جريدة أسبوعية باسم السياسة الأسبوعية عُيِّن هيكل في رئاسة تحريرها سنة 1926. اختير وزيرًا للمعارف في الوزارة التي شكلها محمد محمود عام 1938م، ولكن تلك الحكومة استقالت بعد مدة، إلا أنه عاد وزيرًا للمعارف مرة ثانية سنة 1940م في وزارة حسين سري، وظل بها حتى عام 1942م، ثم عاد وتولى هذا المنصب مرة أخرى في عام 1944م، وأُضيفت إليه وزارة الشؤون الاجتماعية سنة 1945م.
اختير سنة 1941م نائبًا لرئيس حزب الأحرار الدستوريين، ثم تولى رئاسة الحزب سنة 1943م، وظلَّ رئيسًا له حتى ألغيت الأحزاب بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952. تولى رئاسة مجلس الشيوخ سنة 1945م وظل يمارس رئاسة هذا المجلس التشريعي حتى يونيو 1950م حيث أصدرت حكومة الوفد المراسيم الشهيرة التي أدت إلى إخراج هيكل وكثير من أعضاء المعارضة من المجلس نتيجة الاستجوابات التي قدمت في المجلس وناقشت اتهامات وجهت لكريم ثابت أحد مستشاري الملك فاروق، كما رأس وفد مصر في الأمم المتحدة أكثر من مرة.