أولياء أمور يستعرضون التأثير السلبي لاستخدام الإنترنت على حياة أطفالهم
أصبح الإنترنت جزءًا لا يتجزأ من حياة الأطفال اليومية ومع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا في حياتهم اليومية، أصبح الإنترنت ضرورة ملحة للأطفال، سواء في الدراسة أو في الترفيه، ومع ذلك فإن هذا الاستخدام المكثف يثير العديد من التساؤلات والمخاوف لدى أولياء الأمور حول تأثيره على تنشئة أطفالهم.
خلال السطور التالية نستعرض آراء بعض أولياء الأمور حول استخدام اطفالهم للإنترنت في حياتهم اليومية، والتحديات التي يواجهونها من هذا الاستخدام اليومي.
وعلقت فاطمة السيد، ولية أمر، أنها تعاني من مشكلة جلوس أطفالها أمام شاشات الهاتف، خاصة أن الأطفال في الوقت الحالي أصبحوا يعرفون الكثير في الحياة بسبب مشاهدتهم العديد من الفيديوهات عبر متصفح الموقع الاجتماعي “فيسبوك”، وأغلبية الوقت يرفضون التحرك من أماكنهم بسبب تمسكهم بالهاتف.
وأضافت فاطمة السيد، في تصريحات خاصة لموقع “الدستور”، أنها تحاول جاهدة على تقليل فترة جلوس أطفالها أمام شاشات الهاتف، وتعطيهم الهاتف في أوقات المذاكرة كانوع من أنواع المكافأة على انتهاء الاعمال المدرسية أو قيامهم بعمل حسن، ولكن كثير من الأوقات يرفض الطفل ترك الهاتفن وفكرة التعامل مع الطفل ليتوقف عن البكاء أصبح مستحيل.
وأوضحت فاطمة السيد، أن من خلال تجربيتها الشخصية مع أطفالها أنصح كل أب وأم مراقبة اولادهم بشكل جيد أثناء جلوسهم على الهواتف المحمول، ويجب على الأم بالأخص أن لا تترك أولادها على الهاتف لكي تشغلهم، فمن الممكن إستغلال جلوسهم في وقت الفراغ من خلال طلب المساعدة منهم في تنظيف المنزل أو ترتيب الغرف أو أساس المنزل، فهذا يجعل من الطفل شخص يعتمد على نفسه في حياته المستقبلية.
وفي نفس السياق أوضحت "سمر"، الأم لطفلين، على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك"، أنه في البداية كانت سعيدة بأن أطفالها لديهم إمكانية الوصول إلى كم هائل من المعلومات وفرص التعلم عبر الإنترنت، ولكن سرعان ما أدركت أن الإنترنت سلاح ذو حدين، ما بدأ كمحتوى تعليمي بريء تحول بسرعة إلى تعرض لمواد غير لائقة وتنمر إلكتروني.
وأشارت "سمر" إلى مدى صعوبة مراقبة ما يقوم به أطفالها عبر الإنترنت، موضحة أنه حتى مع الرقابة الأبوية، يمكنهم أن يتعرضوا لمحتوى ضار أو يقعوا ضحية للمتحرشين عبر الإنترنت، حيث أصبح الأمر مصدر قلق لها ولزوجها، مؤكدة أن الإنترنت يمكن أن يشوه الواقع بالنسبة للأطفال، لاسيما من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
ابنتي مهووسة بفكرة الكمال بعد متابعة بعض المؤثرين على الإنترنت
وأوضحت أن ابنتها بلغت من العمر 12 عامًا مهووسة بفكرة الكمال بعد متابعة بعض المؤثرين، مما أثر ذلك على تقديرها لذاتها وصحتها النفسية، كما تحدثت "سمر" عن مشكلة الإدمان على الإنترنت، بأن ابنها يقضي ساعات طويلة في الألعاب عبر الإنترنت، وبدأ ذلك يؤثر على دراسته وحياته الاجتماعية، حتى أدركت انه بحاجة إلى اتخاذ إجراءات فورية لمنع العواقب طويلة الأجل.