رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أجندة "اجتماع جنيف" بشأن حرب السودان وأبرز المشاركين

السودان
السودان

وصلت وفود من السودان والولايات المتحدة إلى المملكة العربية السعودية، الجمعة، لإجراء مشاورات تمهيدية بشأن دعوة واشنطن للأطراف المتحاربة السودانية للاجتماع من أجل إجراء محادثات السلام في جنيف هذا الأسبوع.

كانت جنيف قد استضافت في النصف الثاني من يوليو الماضي، محادثات غير مباشرة برعاية الأمم المتحدة، بين طرفي الصراع، تهدف إلى تعزيز المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، بعد 16 شهرًا من القتال الشديد بين الجيش السوداني النظامي وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، والذي تسبب في قتل عشرات الآلاف، وتشريد الملايين، وأثار أزمة إنسانية مروعة وتحذيرات من المجاعة.

ووفقا للتقارير السودانية المحلية، ستكون محادثات جنيف المرتقبة، والتي وافقت عليها قوات الدعم السريع بسرعة، بينما دعا الجيش السوداني إلى "مزيد من المناقشات"، أول محاولة كبيرة منذ عدة أشهر للتوسط بين طرفي الصراع في السودان.

أجندة اجتماع جنيف بشأن السودان وأبرز المشاركين

يشارك في مشاورات جنيف، إلى جانب المملكة والولايات المتحدة، الاتحاد الإفريقي ومصر والإمارات العربية المتحدة والأمم المتحدة كمراقبين، حسبما أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في نهاية الشهر الماضي.

وقال بلينكن حينها: إن واشنطن تسعى لإنهاء النزاع في السودان ودعت طرفي الصراع للمشاركة في محادثات حول وقف إطلاق النار تبدأ في 14 أغسطس في سويسرا.

وأوضح بلينكن أن الهدف من المحادثات هو تحقيق وقف للعنف في جميع أنحاء البلاد، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، وإنشاء آلية فعالة للمراقبة والتحقق لضمان تنفيذ أي اتفاق. 

وقال وزير المعادن السوداني محمد بشير أبو نمو، الذي يترأس الوفد الحكومي في محادثات جدة، مساء الجمعة في بيان على فيسبوك، إن المشاورات في جدة ستتمحور حول "الجرائم والانتهاكات" التي ارتكبتها قوات الدعم السريع بحق الشعب السوداني، في ظل صمت المجتمع الدولي تجاه الحرب الأهلية في السودان.

بالتزامن، نقلت صحيفة سودان تربيون عن مصادر لم تسمها، أن وفد الحكومة الموجود في جدة قد مُنح التفويض لمناقشة أجندة محادثات جنيف والدول التي ستتولى مراقبتها. ووفقًا لتلك المصادر، فإن الحكومة "لم توافق على الاقتراح الأمريكي الذي يتضمن وجود الإمارات كمراقب".

وتتهم الحكومة السودانية الإمارات بتقديم الأسلحة وأنواع أخرى من الدعم لقوات الدعم السريع، وهو ما تنفيه أبوظبي.

وفي تصريحات لصحيفة "العرب" اللندنية، أوضح الخبير الاستراتيجي القريب من الجيش السوداني اللواء أمين إسماعيل مجذوب، أن اجتماع جدة جاء بطلب من الحكومة السودانية إلى الإدارة الأمريكية، لتحديد أجندة التفاوض في جنيف، والاتفاق على تشكيل الوفود، ثم تحديد الوفد الحكومي في الاجتماعات.

وقال: "ستقترح الاجتماعات إمكانية تشبيك مخرجات منبر جدة بما سيتم التطرق إليه في أي مفاوضات جديدة، بالتالي هناك رمزية لعقدة في المدينة السعودية للتأكيد على أهمية مراعاة ما جرى التوصل إليه من تفاهمات سابقة".

وأضاف: "أن اجتماع جدة يؤسس لحالة ثقة مطلوبة قبل انطلاق مفاوضات جنيف، ويساعد على تحديد تفاصيل أجندة النقاشات بصورة واضحة ومتفق عليها".

وأكد مجذوب أن الذهاب إلى جنيف سيكون مرتبطا بما جرى التوصل إليه من إعلانات في جدة من قبل، وإذا لم يكن هناك توافق على انسحاب قوات الدعم السريع من المناطق المدنية، فإن اجتماعات جنيف قد تعلق أو تؤجل إلى وقت لاحق، مشيرًا إلى أن الوفد الحكومي منفتح على الآراء الأمريكية التي تسهم في وقف الحرب.

وانزلق السودان إلى الحرب في منتصف أبريل 2023 عندما اندلع القتال بين الجيش والدعم السريع، في العاصمة الخرطوم. وأسفرت الحرب عن وفاة أكثر من 40 ألف شخص، وأجبرت أكثر من 10 ملايين آخرين على مغادرة منازلهم، في ما اعتبرته الأمم المتحدة أسوأ أزمة نزوح على مستوى العالم.