سر الوثيقة المكتوبة.. لماذا طلب نتنياهو ضمانًا أمريكيًا لاستئناف مفاوضات الهدنة؟
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية السر وراء تقدم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بطلب إلى الإدارة الأمريكية من أجل الحصول على ضمانات مكتوبة تسمح لإسرائيل باستئناف القتال إذا ما تراجعت حماس عن التزامها بوقف إطلاق النار.
سر وثيقة نتنياهو المكتوبة.. محاولة يائسة للحفاظ على منصبه وائتلافه الحاكم
ونقلت الصحيفة عن مسئولين إسرائيلين قولهم إن نتنياهو طلب هذا الضمان من أجل التخفيف من محنته والضغوط الكبرى التي يتعرض لها، لأنه يرى في استمرار الحرب أمانًا له ولمستقبله السياسي.
وبحسب الصحيفة، فإن نتنياهو وأنصاره يزعمون أن إسرائيل لا ينبغي لها أن تتسرع في التوصل إلى وقف لإطلاق النار من شأنه أن يسمح لحماس بالبقاء على قيد الحياة بعد الحرب، وأن هذا من شأنه أيضًا أن يتطلب من إسرائيل إطلاق سراح المئات من أسرى حماس في مقابل المحتجزين الإسرائيليين.
وتابعت أنه بالنسبة لمنتقديه، فإن نتنياهو صامد في هذه الحرب ويخشى انتهاءها لأسباب شخصية وليس لأسباب وطنية، حيث يعتمد ائتلافه الحاكم على المشرعين من أقصى اليمين الذين قالوا إنهم سيتركون الائتلاف إذا وافق على صفقة تسمح لحماس بالبقاء، وبما أن حماس رفضت الهدنة المؤقتة، فإن نتنياهو يجب أن يختار بين الصفقة واستقرار حكومته.
وكتبت الكاتبة الإسرائيلية سيما كادمون في عمود يوم الإثنين الماضي: "إذا ترك الأمر لنتنياهو، فلن تنتهي الحرب أبدًا".
وأضافت الصحيفة أن الوثيقة الأمريكية المكتوبة أصبحت أمل نتنياهو، لإقناع شركائه في اليمين المتطرف بأن وقف إطلاق النار سيكون مؤقتًا، وبالتالي يمكنه تنفيذ المراحل الأولى من الاتفاق والحفاظ على تماسك ائتلافه.
وتابعت أنه إذا انهارت حكومة نتنياهو، فمن المرجح أن تواجه إسرائيل انتخابات مبكرة سيكافح نتنياهو للفوز بها، وفقًا لمعظم استطلاعات الرأي منذ أواخر العام الماضي، وخسارة المنصب من شأنها أن تزيد من نقاط ضعفه السياسية والقانونية، حيث يحاكم حاليًا بتهمة الفساد بتهم نفاها.
وأشارت إلى أنه على الجانب الآخر، فإن القيادة العسكرية الإسرائيلية تفتقر إلى الاعتبارات السياسية لنتنياهو، والتي قررت بشكل خاص أن صفقة المحتجزين يجب أن يتم الانتهاء منها في أقرب وقت ممكن من أجل إنقاذ حياتهم، حيث خلص كبار الجنرالات قبل أسابيع إلى أن المزيد من العمل العسكري لتحريرهم قد ينطوي على خطر قتل الآخرين.
ويريد القادة العسكريون الإسرائيليون أيضًا تركيز طاقتهم ومواردهم وقواتهم على حدود إسرائيل مع لبنان، بدلًا من غزة، حيث ارتفعت احتمالات اندلاع حرب شاملة مع حزب الله، بشكل حاد في الشهر الماضي بعد أن أسفرت ضربة قاتلة من لبنان عن مقتل 12 شخصًا في بلدة مجدل شمس بمرتفعات الجولان المحتلة، ما دفع إسرائيل إلى اغتيال أحد كبار قادة حزب الله.