رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مبادرة الـ 900 مليار «حياة كريمة»: مشروعات عملاقة لتحسين أحوال الملايين

حياة كريمة
حياة كريمة

تواصل المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» أنشطتها التنموية على كل المستويات، لدعم الأسر محدودة الدخل، ورفع كفاءة المدن والقرى الأكثر فقرًا، فى كل محافظات الجمهورية، عبر تقديم حزمة متكاملة من الخدمات، تشمل جوانب صحية واجتماعية ومعيشية، بالتعاون بين الدولة والمجتمع المدنى والقطاع الخاص.

وتهدف مؤسسة «حياة كريمة»، المسئولة عن المبادرة، إلى التدخل الإنسانى لتنمية وتكريم الإنسان المصرى، وحفظ كرامته وحقه فى العيش الكريم، وذلك من خلال اجتماع أكثر من ٢٠ وزارة وهيئة و٢٣ منظمة مجتمع مدنى لتنفيذ المبادرة، بسواعد الشباب المتطوع للعمل الخيرى والتنموى.

وتستهدف المبادرة نحو ٤٥٨٤ قرية بكل أنحاء الجمهورية، بتكلفة تقديرية تقترب من ٩٠٠ مليار جنيه مقابل ٧٠٠ مليار جنيه كانت مرصودة عند انطلاقها، وتعتمد على عدة معايير لاختيارها، من بينها نسبة الفقراء، ووجود هجرة غير شرعية، ومعدلات الأمية، ونسبة الأسر التى تعولها إناث، ونسبة الأسر المحرومة من شبكة مياه أو صرف صحى عامة. 

«الدستور» تستعرض كل ما يتعلق بمبادرة «حياة كريمة»، وجهودها فى تنمية وتحسين مستوى معيشة المصريين طوال ٥ سنوات، وأهم المبادرات التى نفذتها، وتفاصيل تنفيذ مرحلتها الثانية.

المرحلة الأولى: تدخلات عاجلة فى كل القطاعات لخدمة القرى ذات نسبة الفقر %70 فأكثر 

شملت المرحلة الأولى من «حياة كريمة» القرى ذات نسب الفقر من ٧٠٪ فأكثر، والقرى الأكثر احتياجًا، والتى تحتاج إلى تدخلات عاجلة، لتستهدف ٣٧٧ قرية أكثر احتياجًا، فى ١١ محافظة.

وخلال هذه المرحلة جرى تنفيذ مشروعات استفاد منها مواطنو ٣٤٢ قرية، وكان من بين هذه المشروعات رفع كفاءة وتطوير ١٦ ألف منزل لتصبح سكنًا كريمًا، من خلال عدة أعمال فى هذه المنازل، مثل تركيب أسقف ووصلات مياه شرب ووصلات صرف صحى، وغيرها الكثير.

وتضمنت المرحلة الأولى إنشاء ٥٤ وحدة صحية مطورة، و٢٨٠٠ فصل دراسى جديد تستوعب أكثر من ١٠٠ ألف تلميذ، بواقع ٤٠ تلميذًا فى كل فصل، بجانب تنفيذ ١٦٣ مشروع رصف، وتطوير ٣٣١ تجمعًا ريفيًا، من خلال تحسين شبكة الكهرباء وخدمات الإنارة بها.

وتضمنت، أيضًا، تنفيذ ٢١٦ مشروعًا لتحسين البيئة وفى مجال الأمن والإطفاء والتجميل، وتطوير ١٥١ تجمعًا ريفيًا، وزيادة معدل التغطية بمياه الشرب بها من ٨٦٪ إلى ٩٤٪، فضلًا عن تزويد ٦٣ تجمعًا ريفيًا بالصرف الصحى، باستثمارات أكثر من مليار جنيه، إلى جانب إنشاء ٨٢ وحدة بيطرية.

وتهدف «حياة كريمة» بشكل عام إلى بناء ١٣ ألف فصل دراسى، وهو ما يزيد على ٢٠٪ من المستهدف خلال المرحلة الأولى من المبادرة، إضافة إلى تدريب وتأهيل المعلمين بآليات ومهارات الطرق الحديثة فى التعامل والتواصل مع متحدى الإعاقة وذوى الاحتياجات الخاصة، وإعداد برامج لتدريبهم وإعدادهم لدخول سوق العمل.

وتهتم المبادرة بمشروعات النقل للحد من عزلة القرى، عبر إنشاء طرق مضاءة جيدًا تربطها بالطرق السريعة الرئيسية، مع وجود خطة لشق ١٤٫٥ ألف كيلومتر من الطرق حتى انتهاء مبادرة «حياة كريمة».

وشملت تدخلات المبادرة الرئاسية، كذلك، ملف التمكين الاقتصادى، عبر التدريب والتشغيل، من خلال مشروعات متوسطة وصغيرة ومتناهية الصغر، وإنشاء مجمعات صناعية وحرفية، وتوفير فرص عمل.

كما اشتملت على توفير وتوزيع سلات غذائية مدعمة، ودعم زواج اليتيمات، بما يشمل تجهيز منازل الزوجية وعقد أفراح جماعية، وتنمية الطفولة بإنشاء حضانات منزلية لترشيد وقت الأمهات فى الدور الإنتاجى، وكسوة الأطفال، مع إجراء تدخلات بيئية، مثل جمع مخلفات القمامة مع بحث سبل تدويرها، وضمان استدامة أثر التدخلات، ورفع كفاءة عمليات التشغيل والصيانة.

وتشمل التدخلات، أيضًا، محور التنمية الاقتصادية وتوفير فرص عمل، وإنشاء مجمعات صناعية، والتأهيل المهنى، وتوفير مشروعات ذات عائد اقتصادى، وتشغيل أهل القرية، وتحقيق التنمية الزراعية والسمكية، وتطوير الرى الحقلى.

وتعتبر التدخلات الاجتماعية وتوفير السكن الكريم أحد أبرز أعمال «حياة كريمة»، إذ تعمل المبادرة على توفير سكن كريم لأهالى القرى المستهدفة، بجانب محو أمية الكبار، وإطلاق حملات توعية ثقافية ورياضية، وتأهيل نفسى واجتماعى، وتجهيز العرائس وسداد الديون، بالتزامن مع إطلاق قوافل طبية وبيطرية، وتأهيل ذوى الاحتياجات.

وبصفة عامة، تستهدف «حياة كريمة» تحسين جودة الحياة لمواطنى الريف، من خلال تدخلات رئيسية لتحقيق التنمية الشاملة فى كل مركز، وهى: تطوير مرافق البنية الأساسية والخدمات الاجتماعية، والتنمية الاقتصادية، وتوفير فرص عمل، والتدخلات الاجتماعية مثل توفير سكن كريم، وتطوير آليات إدارة التنمية الريفية.

علاوة على ذلك، شملت مشروعات الرعاية الصحية فى المبادرة تقديم الخدمات الطبية، وإجراء العمليات الجراحية، وتوفير الأجهزة التعويضية لمتحدى الإعاقة، بجانب إنشاء العديد من المستشفيات والوحدات الصحية فى القرى المستهدفة، لتكون تحت مظلة منظومة التأمين الصحى الشامل، مع تخصيص نحو ١٧٫٨ مليار جنيه لمشروعات الصحة، ليستفيد منها ١٨٫٢ مليون نسمة فى ١٠٨٨ قرية.

المرحلة الثانية: ٦٢٠ مشروعًا لخدمة 1600 قرية على مستوى الجمهورية

تستهدف المرحلة الثانية من المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» القرى ذات نسب الفقر من ٥٠٪ إلى ٧٠٪، وهى القرى الفقيرة التى تحتاج إلى تدخل، لكنها أقل صعوبة من المجموعة الأولى. بينما تستهدف المرحلة الثالثة القرى ذات نسب الفقر أقل من ٥٠٪، التى تمثل تحديات أقل لتجاوز الفقر.

وتشمل المرحلة الثانية أكثر من ١٦٠٠ قرية فى ٥٢ مركزًا، ويصل عدد المستفيدين إلى ٢١ مليون نسمة، وجرى رصد عشرات المليارات لتنفيذ ٦٢٠ مشروعًا، أهمها مشروعات المياه والصرف الصحى، وتأهيل وتبطين الترع بطول ١٧٤٠ كم.

كما سيتم إنشاء وتطوير ٣ آلاف فصل مدرسى، فى إطار خطة لزيادة عدد الفصول الدراسية، وإنشاء مدارس جديدة، بهدف زيادة القدرات التعليمية فى القرى، ولكى تكون هذه المدارس أقرب للمناطق السكنية للطلبة.

وتتضمن تدخلات المرحلة الثانية توفير البنية الأساسية للقرى والخدمات العامة، وتحسين الحياة ورفع مستوى المعيشة، والتمكين الاقتصادى للمرأة، والحرص على عدم التسرب من التعليم، والتوعية الشاملة بكل القضايا المجتمعية.

كما تستهدف المبادرة الرئاسية خلال المرحلة الثانية إنشاء وتطوير ٦٦ مستشفى، باعتمادات ٢.٨ مليار جنيه، وبعد ذلك استكمال إنشاء وتطوير ١٨١ مستشفى أخرى، بجانب تطوير ٥٩ وحدة اجتماعية و١٨ مركزًا للإغاثة، وإنشاء ١٦٠ وحدة رعاية أولية.

«أنت الحياة»:  أنشطة تثقيفية وفنية لصالح 311 ألف مواطن.. واهتمام خاص بالأطفال

أطلقت مؤسسة «حياة كريمة» مبادرة «أنت الحياة» إيمانًا منها بدورها فى تنمية المجتمع بكل طوائفه وأعماره وفئاته المختلفة، بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدنى والجهات المعنية، للوصول لتوفير حياة كريمة للمواطن المصرى.

وعملت المؤسسة على إطلاق فعاليات المبادرة فيما يزيد على ١٦ محافظة، ووصل إجمالى المستفيدين منها إلى أكثر من ٣١١ ألف مواطن. كما تنوعت الأنشطة والفعاليات التى نظمتها المبادرة بين الأنشطة الرياضية والمسابقات، فضلًا عن الأنشطة الثقافية والفنية الممتعة التى تُقدم للأطفال، وذلك بمشاركة عدد كبير من المؤسسات الحكومية والأهلية، منها وزارة الصحة والسكان ووزارة الشباب والرياضة ووزارة الثقافة والمجلس القومى للمرأة، وغيرها من المؤسسات المختصة.

كما قدمت المبادرة ندوات توعوية إرشادية للسيدات للتوعية الأسرية، ودورات تدريبية لشباب الخريجين لمساعدتهم على استخدام التكنولوجيا الحديثة، والتدريب على المهارات الوظيفية، علاوة على ملتقيات للتوظيف.

كما تضمنت فعاليات المبادرة تنظيم قوافل طبية لتوقيع الكشف الطبى فى مختلف التخصصات، وصرف العلاج بالمجان على المرضى، فضلًا عن استقبال طلبات الغارمين والغارمات لبحث حالات الإفراج عنهم، وذلك بالتعاون مع مؤسسة «مصر الخير».

ولم تقتصر فعاليات مبادرة «أنت الحياة» على الخدمات التوعوية، لكن امتدت لتشمل أنشطة ترفيهية خاصة بالطفل، بإقامة مسرح العرائس للأطفال وأنشطة فنية ومتنوعة لتنمية الإبداع لديهم.

تسعى «حياة كريمة»، من خلال مبادرة «سبيل»، لتوزيع وجبات غذائية على أبناء السبيل، خصوصًا أهالى المرضى المتواجدين رفقة ذويهم فى المستشفيات الحكومية.

«سبيل»: توزيع 160 ألف وجبة ساخنة 

وكانت المؤسسة قد أطلقت مرحلة استثنائية من مبادرة «سبيل» تضمنت توزيع ١٠ آلاف وجبة ساخنة فى الأسبوع الأخير من شهر يوليو، ضمن محور الدعم الغذائى، وتم توزيع الوجبات فى ٣٦ دار مسنين، و١٢٥ دار أيتام، فى محافظات: القاهرة، والجيزة، والقليوبية.

وتهدف «سبيل» إلى تقديم الدعم الغذائى وتوزيع وجبات متنوعة فى مختلف المحافظات، بالتعاون مع مطابخ الجمعيات القاعدية، وبمشاركة ٤٠ من السيدات المعيلات، واللاتى تعمل «حياة كريمة» على تمكينهن اقتصاديًا، مع مشاركة ٨٥٠ متطوعًا من «حياة كريمة» فى تعبئة الوجبات داخل المطابخ، وكذلك توزيع الوجبات على مختلف دور الأيتام والمسنين.

وكانت «سبيل» قد نجحت فى توزيع ١٦٠ ألف وجبة ساخنة على الأسر الأكثر احتياجًا خلال النصف الأول من ٢٠٢٤.

Agile Youth: تنمية مهارات الشباب ليكونوا قادة المستقبل

أطلقت مؤسسة «حياة كريمة» مبادرة «Agile Youth» بهدف تنمية مهارات الشباب وتحفيزهم ليكونوا قادة التغيير فى المستقبل، مع تجهيزهم بالأدوات اللازمة لمواجهة تحديات العصر، وذلك بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية. 

وكشفت «حياة كريمة» عن خطة المبادرة فى تقديم تدريبات شاملة للشباب، خلال معسكرها الأول، حيث تتم تغطية عدة مجالات خلالها، مثل: الابتكار التكنولوجى، والقيادة، والاتصال الفعّال.

«إيد واحدة»: دعم 1.5 مليون أسرة من الأكثر احتياجًا بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدنى

تعد مبادرة «إيد واحدة» حملة تنموية شاملة، تم إطلاقها بالتعاون بين مؤسسة «حياة كريمة» والتحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، فى نهاية الشهر الماضى، لخدمة المواطنين الأكثر احتياجًا فى كل المحافظات، ويتم تنفيذها بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعى، والهلال الأحمر المصرى، وجميع مؤسسات وكيانات التحالف.

ويعبّر شعار «إيد واحدة» عن فلسفة التحالف، الذى تهدف فكرته فى الأساس إلى توحيد جهود العمل الأهلى التنموى، بما يسهم فى وصول الخير لمستحقيه، وكذلك التوسع فى قاعدة المستفيدين.

وتهدف المبادرة التنموية الشاملة إلى تقديم الدعم والمساعدة لمليون ونصف المليون أسرة من الأسر الأكثر احتياجًا فى مختلف محافظات الجمهورية، وتتنوع خدماتها لتشمل قوافل الدعم المباشر للأسر المستهدفة فى مختلف المناطق، وتوزيع المواد الغذائية والوجبات الساخنة واللحوم، وتقديم الرعاية الصحية للأسر الأكثر احتياجًا، وتحسين مستوى المعيشة فى المناطق المستهدفة، وتعزيز التكامل المجتمعى والتماسك الاجتماعى.

ومنذ انطلاقها، نفذت مبادرة «إيد واحدة» عشرات الفعاليات التى تضمنت توفير الآلاف من المواد الغذائية للأسر الأولى بالرعاية فى المناطق الأكثر احتياجًا، وتنظيم معارض الكساء لتوزيع الملابس على الأسر الأولى بالرعاية ضمن مبادرة «دكان الفرحة»، والتى لاقت استحسانًا كبيرًا من الأهالى، وساهمت فى توفير الملابس المناسبة لعدد كبير من الأسر.

كما استهدفت المبادرة المشاركة فى تيسير الزواج، عبر دعم زواج الفتيات وتزويدهن بكل المستلزمات اللازمة.

ونظمت «إيد واحدة» عشرات القوافل الطبية الشاملة لتقديم الخدمات الطبية وتوفير الأجهزة والمستلزمات الطبية للمؤسسات الصحية، كما نفذت المؤسسات والجمعيات أعضاء التحالف المئات من العمليات الجراحية للعيون للأسر الأولى بالرعاية، مع توفير الأدوية والنظارات الطبية، وتنفيذ حملات الكشف المبكر عن مسببات ضعف وفقدان الإبصار وعلاجها، خاصة فى المناطق النائية.

وشهدت قوافل المبادرة إقامة العشرات من الندوات التوعوية بمختلف المحافظات، والتى تم تنفيذ بعضها بمشاركة الهيئة العامة للاستعلامات، وكذلك تقديم خدمات متنوعة للأشخاص ذوى الإعاقة الحركية، وتوزيع كراسى متحركة لتسهيل تنقلهم وزيادة استقلاليتهم، كما تم تنظيم ورش عمل وفعاليات توعوية حول حقوق الأشخاص ذوى الهمم، وكيفية دمجهم فى المجتمع.