"البيزنطية" تحتفل بذكرى القديسة البارة في الشهيدات إفذوكيا
تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القديسة البارة في الشهيدات إفذوكيّا التي عاشت في القرن الرابع.
أخذها جيش الإمبراطور الفارسي سابور إلى الأسر مع 9000 مسيحي. نظرًا لأنها كانت تعرف الكتاب المقدس جيدًا، فقد علّمت السجناء. كما بشّرت النساء الفارسيّات وتحوّل الكثير منهنّ إلى المسيحيّة. لهذا تعرّضت لتعذيب طويل وشرس ثم قطع رأسها.
وألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: على الكنيسة أن تعتبر إنًّ من أهم واجباتها في كل مرحلة من مراحل التاريخ، وعلى الأخص، في مرحلتنا هذه – أن تبشّر وتدخل في الحياة سرّ الرّحمة المُعلَن عنه، على أسمى درجة، بالرّب يسوع المسيح. وهذا السرّ هو -لا للكنيسة وحدها كجماعة مؤمنين، بل على نحو ما، لجميع النّاس- ينبوع حياة تختلف عن تلك التي يمكن أن يبنيها الإنسان المُعَرَّض لما يعمل فيه من قوى عاتية تغير بها عليه الشهوة المثلّثة. وبقوة هذا السرّ يُعَلِّمنا الرّب يسوع المسيح أن نصفح دائما.
وكم من مرة ردّدنا كلمات الصلاة التي علّمنا إيّاها، فسألناه قائلين: "وأَعْفِنا مِمَّا علَينا فَقَد أَعْفَينا نَحْنُ أَيْضاً مَن لنا عَلَيه" أعني لمن ارتكب إثما تجاهنا أو خطئ إلينا.
إنه لأمرٌ صعب جدًا أن نُعَبّر عَمَّا لتلك المشاعر التي تحدّدها وتلقّنها هذه الكلمات من قيمة خارقة. وما أكثر ما تقوله هذه العبارات لكل إنسان عن أمثاله من الناس وعن ذاته؛ ويتماشى الشعور بأن جميع الناس مذنبون بعضهم إلى بعض، على قدم المساواة، مع الدّعوة إلى التضامن الأخويّ الذي أشار إليه القديس بولس، عندما قال حاثًّا المؤمنين: "فأُناشِدُكم إِذًا، أَنا السَّجينَ في الرَّبّ، أَن تَسيروا سيرةً تَليقُ بِالدَّعوَةِ الَّتي دُعيتُم إِلَيها، سيرةً مِلؤُها التَّواضُعُ والوَداعَةُ والصَّبْر، مُحتَمِلينَ بَعضُكُم بَعضًا في المَحبَّة" وأية أمثولة تواضع نجدها هنا، تجاه الإنسان، وفي الوقت عينه، تجاه القريب والذات. وأية مدرسة إرادة طيبة للتعايش اليومي وفي مختلف الظروفّ وإذا تخطّينا هذا التعليم وتجاهلناه، ماذا ترى يبقى من أي منهج "إنساني" خاص بالحياة والتربية؟