"حكاية لوحة".. لماذا رسم فان جوخ لوحاته الذاتية؟
يعد فينسنت فان جوخ من أهم فناني ما بعد الانطباعية، ورغم أنه لم يبع سوى عمل فني واحد خلال حياته، ولكن في القرن الذي تلا رحيله أصبح الرسام الأكثر شهرة على مر العصور، وهناك أكثر من 35 لوحة ذاتية لفينسنت فان جوخ، ولكن هناك صورة شخصية حقيقة واحدة فقط له.
نستعرض في التقرير التالي: لماذا رسم فان جوخ نفسه؟
تخبرنا لوحات فان كوخ الذاتية، أنه كان ذو شعر أحمر وعينين خضراوين ووجه حاد، ومع ذلك فإن كل وجه من هذه الوجوه مختلف، وقد قال ذات مرة، عن رسمه لذاته: “يقول الناس- وأنا على استعداد تام لتصديق ذلك- أنه من الصعب معرفة الذات، ولكني أقول أنه ليس من السهل أيضًا رسم الذات”.
هل رسم فان جوخ نفسه لأنه كان مغرورًا؟
ووفقًا لمتحف فان جوخ، فقد أنتج فينسنت لوحاته الذاتية لأنه أراد أن يمارس رسم الأشخاص والبورتريه، وقد أنجز الفنان أغلب هذه اللوحات، أكثر من 25 لوحة، أثناء وجوده في باريس (1886-1888).
ولكنه كان يعاني من نقص المال في تلك الفترة، وكان يكافح من أجل العثور على نماذج لرسمها، فاختار الفنان الحل الأبسط ورسم نفسه.
ولتوفير المال، كان يرسم أحيانًا لوحات ذاتية على ظهر لوحاته الأخرى، وبذلك، يتجنب تكاليف ليس فقط البحث عن نماذج لرسمها، بل وأيضًا تكاليف شراء قماش باهظ الثمن.
وعادة ما كان فينسنت فان جوخ، يقدم نفسه في صورته الذاتية على أنه متحفظ وجاد، مع نظرة تركيز على وجهه.
وعلى الرغم من ذلك، يمكن العثور على شيء من شخصية فان جوخ في كل صورة ذاتية له، وقد وصف آخر صورة رسمها في باريس بأنها "غير مرتبة وحزينة" مضيفًا: "أنها شيء أشبه بوجه الموت" وهكذا كان يشعر في ذلك الوقت، بأنه منهك عقليًا وجسديًا.
3 لوحات ذاتية تشير إلى مرض فينسنت فان جوخ
وفي حالة نفسية متدهورة، وتحديدًا في الثالث والعشرين من ديسمبر 1888، أقدم فان جوخ على قطع أذنه اليسرى في حالة من الارتباك التام، وكانت هذه الحادثة هي الأولى في سلسلة من الانهيارات العقلية، وكان مترددًا في مناقشة الحادثة في رسائله لأخيه، ولكنه "ذكرها" واضحة في لوحتين له.
لم يصور فينسنت نفسه كرجل مريض مكسور من أجل التأثير أو إثارة الشفقة، ولكنه كان مقتنعًا بأن الرسم سيساعده على الشفاء، فقد كتب وقتها لأخيه ثيو: "أحتفظ بكل الأمل الطيب".
وفي إحدى لوحاته الذاتية، قدم فان جوخ نفسه كرسام، ممسكًا بلوحة وفرشاة الرسم خلف حامل الرسم الخاص به، وأظهر فنه من خلال استخدام أسلوب جديد في الرسم، بألوان زاهية وغير مختلطة، كما تحتوي اللوحة على أزواج الألوان التكميلية الأحمر/الأخضر، والأصفر/الأرجواني، والأزرق/البرتقالي، وهي الألوان التي استخدمها فان جوخ في هذه اللوحة.
وفي لوحة أخرى لفان جوخ، كرسام آخر، في باريس، أخبر شقيقه كيف صور نفسه: "تجاعيد في الجبهة وحول الفم، ووجه جامد، ولحية حمراء للغاية، وغير مهذبة ووجه حزين تمامًا".