رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قدرات "الحوثى" العسكرية.. كابوس جديد يطارد الغرب وإسرائيل فى البحر الأحمر

الحوثي
الحوثي

أثارت الضربات العسكرية بين الحوثيين وإسرائيل جدلًا واسعًا ومخاوف كبرى من تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، وتوسيع رقعة الحرب المشتعلة في قطاع غزة، حيث يتمتع الحوثيون بقدرات عسكرية ويمتلكون ترسانة أسلحة وصواريخ تفوق تلك التي تمتلكها حركة "حماس" في غزة، قادرة على الوصول إلى قلب تل أبيب في إسرائيل.

إذلال أمريكي في البحر الأحمر.. القدرات العسكرية للحوثيين تتفوق في الممرات الملاحية

وبحسب صحيفة "ذا ديفنس بوست" الأمريكية، فإن البحرية الأمريكية فقدت فعليًا السيطرة على البحر الأحمر، لأن الطريقة الأمريكية الحالية في الحرب التي تنطوي على إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار من مواقع نائية لها حدودها.

وتابعت أن التفوق الجوي الكامل لا يعني النصر على الأرض أو في البحر، حيث تمكن الحوثيون من السيطرة على ممرات الملاحة البحرية الدولية في البحر الأحمر.

وأضافت أن مع القدرات العسكرية المتفوقة للحوثيين في البحر الأحمر، فإن الطريقة الوحيدة للولايات المتحدة لوقف التهديد بالصواريخ والطائرات بدون طيار الحوثية في البحر الأحمر هي إقناع الإيرانيين والحوثيين بالتوقف.

وأوضحت الصحيفة أن البحرية الأمريكية، لم تصل إلى هذا المستوى من الإذلال في البحر منذ الأيام الأولى للحرب على القراصنة البربر في القرن التاسع عشر، فالقدرة على عرض القوة التابعة للبحرية ومشاة البحرية الأمريكية هي في أدنى مستوياتها منذ 7 ديسمبر 1941.

بينما كشف المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، القدرات العسكرية للحوثيين والتي تمتلك أنظمة صواريخ مضادة للسفن متقدمة وتتطور طيلة الوقت.

وتابع المعهد في تقريره، أنه على مدار بضع سنوات فقط، جمع الحوثيون في اليمن مجموعة متنوعة بشكل ملحوظ من الأسلحة المضادة للسفن، بما في ذلك صواريخ كروز والصواريخ الباليستية، والتي استخدموها مؤخرًا لتهديد الملاحة في البحر الأحمر، ويثير الدور الحاسم الذي لعبته إيران في هذا الحشد تساؤلات أوسع حول استراتيجية طهران الإقليمية.

وأضاف التقرير، أن إيران هي المصدر الرئيسي لتكنولوجيا الصواريخ الحوثية المضادة للسفن، باستثناء عدد قليل من أنظمة الحقبة السوفيتية المتقادمة والتصميمات الصينية الأقل قديمة قليلًا، وأصبحت الصواريخ المضادة للسفن، إلى جانب المركبات الجوية غير المأهولة والزوارق السريعة، هي الأسلحة المفضلة لدى الجماعة في حملتها المستمرة ضد الشحن في البحر الأحمر.

وأشار إلى أن الجماعة الحوثية تمتلك صواريخ مضادة للسفن منذ ما يقرب من عقد من الزمن، وتستخدمها لمضايقة حركة المرور البحرية العسكرية والتجارية. 

في أواخر عام 2014 وأوائل 2015، حصلت على أول صواريخ مضادة للسفن على شكل صواريخ سوفيتية الصنع من طراز P-21 وP-22 (RS-SSC) -3 Styx)، بالإضافة إلى الطائرة الصينية الأكثر حداثة قليلًا من طراز C-801 (YJ-81/CH-SS-N-4 Sardine)، من المخزون العسكري اليمني، ولا يزال الحوثيون يستعرضون هذه الصواريخ المسماة روبيز بي 21/ بي 22 والمندب 1، لكن من غير الواضح ما إذا كانت لا تزال عاملة أو عدد الصواريخ التي يمتلكونها، لكن الأهم من ذلك هو أن قوات الحوثيين حصلت على معدات جديدة أفضل منذ تلك الاستحواذات المبكرة.

وفي 2019، اعترضت مدمرة الصواريخ الموجهة USS Forest Sherman (DDG-98) التابعة للبحرية الأمريكية سفينة في بحر العرب تقوم بتهريب أسلحة إيرانية الصنع إلى اليمن، بما في ذلك نسخة من الطائرة الصينية C-802 (YJ-82/CH-SS-). N-6 Saccade) صاروخ كروز مضاد للسفن (ASCM).

بدأت إيران في إنتاج صاروخ C-802 الذي يبلغ مداه 120 كيلومترًا محليًا باسم نور في التسعينيات وطورته إلى مدى 200 كيلومتر غدير ومدى غدير 300 كيلومتر، وفي حين أنه من غير المؤكد ما هي النسخ التي تلقاها الحوثيون، زعمت الجماعة أن طائراتهم من طراز C-802 (المسماة المندب 2) يبلغ مداها 300 كيلومتر، ما يشير إلى احتمال نقل غدير إلى اليمن.

وفي العروض التي جرت في عامي 2022 و2023، كشف الحوثيون عن صواريخ كروز إضافية للسفن، بما في ذلك ما يبدو أنه نسختان مضادتان للسفن من صاروخ القدس الإيراني/351 LACM يُزعم أن أحد الإصدارات مزود بباحث راداري (صياد)، والآخر مزود بباحث كهربائي بصري يعمل بالأشعة تحت الحمراء (Quds Z-0)، واستنادًا إلى مدى صاروخ "قدس" الأصلي وتصريحات الحوثيين، يمكن أن يصل مدى كلا النظامين إلى 800 كيلومتر على الأقل.

وبحسب التقرير، فقد تضمنت المُسيرات أيضًا مجموعة متنوعة من الصواريخ الباليستية المضادة للسفن (ASBMs) والصواريخ الموجهة التي تستخدم الأشعة تحت الحمراء الإيرانية أو تكنولوجيا التصوير بالأشعة تحت الحمراء. ويبدو أن صاروخ "آصف" الذي يبلغ مداه 450 كيلومترًا هو نسخة معدلة من صواريخ ASBM لصاروخ "فتح 313" الإيراني، في حين يمثل "تانكيل" نسخة مضادة للسفن لم تُر من قبل من صاروخ "زهير" الذي طوره الحرس الثوري الإيراني ويبلغ مداه 500 كيلومتر، ويشكل التصميمان أثقل الصواريخ الحوثية المضادة للسفن، وكلاهما مزود برءوس حربية يزيد وزنها عن 300 كيلوجرام، وهما من أصل إيراني.

وأضاف التقرير أن الحوثيين يملكون ثلاثة صواريخ مضادة للسفن أصغر حجمًا - فالق وميون والبحر الأحمر - التي يبلغ مداها 140 كيلومترًا - تشبه بقوة فلسفة التصميم الإيرانية والتكنولوجيا الباحثة، ولكنها لا تتطابق بدقة مع الأنظمة الإيرانية المعروفة. يمكن أن تكون إما أنظمة إيرانية لم تتم مراقبتها من قبل وتم تهريبها إلى اليمن، أو صواريخ ينتجها الحوثيون مجتمعة باستخدام مجموعات التوجيه الإيرانية، على غرار التطورات التي قام بها وكيل آخر لإيران، حزب الله اللبناني، في برنامجه الصاروخي أرض-أرض موجه بدقة، وأخيرًا، قدم الحوثيون صاروخ أرض-جو من طراز S-75 (SA-2)، من المرجح أن يكون من مخزونات الجيش اليمني قبل الحرب، وتم تعديله للقيام بدور مضاد للسفن باستخدام مجموعة أدوات توجيه إيرانية.

بينما أكدت صحيفة "إيكونوميك تايمز" الهندية، أن ترسانة الأسلحة الحوثية، تتضمن الأسلحة المصنوعة بمعدات أو مكونات إيرانية صواريخ باليستية وصواريخ كروز بالإضافة إلى طائرات بدون طيار، ويشمل ذلك الصواريخ الباليستية التي يطلق عليها الحوثيون اسم تايفون، وهي نسخة معدلة من صاروخ قدر الإيراني بمدى يتراوح بين 1600 إلى 1900 كيلومتر (995 إلى 1180 ميلًا)، وفقًا لفابيان هينز من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.

وأضافت أن هناك إصدارات مختلفة من صاروخ القدس، يصل مدى بعضها إلى حوالي 1650 كيلومترًا، وهو ما يكفي للوصول إلى إسرائيل.