وزير الخارجية والهجرة: لن نقبل أو نسمح بإيجاد أى بديل لوكالة «أونروا» فى غزة
أكد وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، الدكتور بدر عبدالعاطى، أن مصر لن تقبل أو تسمح بإيجاد أى بديل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، باعتبارها الوكالة الوحيدة التى لها ولاية من الأمم المتحدة فى إغاثة ودعم اللاجئين الفلسطينيين.
وقال، فى كلمته خلال مؤتمر صحفى مشترك مع مفوض عام وكالة «أونروا»، فيليب لازارينى، أمس: «فى ظل ما تمر به المنطقة خلال الأزمة الفلسطينية أتوجه بخالص الشكر وعميق التقدير باسم الحكومة والقيادة المصرية والشعب المصرى على الجهد العظيم الذى يبذله مفوض عام وكالة أونروا شخصيًا، وما تبذله الوكالة، كما أتوجه له بخالص العزاء فى شهداء أونروا الذين ضحوا بأرواحهم نتيجة العدوان السافر والغاشم من أجل إغاثة المدنيين الفلسطينيين الأبرياء فى قطاع غزة». وطالب عبدالعاطى المجتمع الدولى والأطراف الدولية المانحة التى لا تزال تعلق مساهمتها المالية المخصصة لأونروا بضرورة إعادة النظر فى هذا الأمر غير المقبول، لأن هذا يعنى مشاركة فى المجاعة أو استخدام المجاعة كسلاح للعقاب الجماعى، الأمر الذى يزعزع مصداقية المنظومة الأممية ومصداقية النظام متعدد الأطراف، ويثير الكثير من القضايا حول ازدواجية المعايير وتطبيق القانون الدولى فى قضية ما وتجاهله فى قضية أخرى، وهذا يهدد المنظومة الدولية بأكملها بعدم الاحترام.
وأكد أن عمل «أونروا» لن ينتهى إلا بعد حصول اللاجئين الفلسطينيين على حقوقهم سواء بالعودة أو بالتعويض، وفقًا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم ١٩٤، مقدمًا الشكر والتحية والتقدير لأونروا وقياداتها وشهدائها وكل من يدعم سياسة المعايير الواحدة. وقال الوزير «إن مصر قدمت أكثر من ٧٠٪ من المساعدات لغزة رغم كل التحديات الاقتصادية التى تواجهها، لكن بفضل توجيهات القيادة الرشيدة قدمنا كل أشكال الدعم من موازنتنا الخاصة لإغاثة شعبنا فى قطاع غزة، وهذه ليست منحة وإنما هو واجب تجاه أشقائنا فى غزة، وسنواصل تقديم الدعم الكامل لهم».
ودعا وزير الخارجية المجتمع الدولى إلى تكثيف الضغوط لوقف إطلاق النار بشكل فورى، مؤكدًا أن مصر تقدم كل الدعم لأشقائها الجرحى من سكان القطاع، حيث تستضيف المستشفيات المصرية أعدادًا كبيرة من الجرحى وأسرهم.
وأوضح أن الطفل الفلسطينى لم يعد يحظى بأبسط حقوقه ولا يزال هناك نصف مليون طفل فلسطينى يعانون من الصدمات النفسية بسبب توقفهم عن التعليم بعد تدمير مدارسهم التى تديرها مؤسسة وكالة «أونروا». من جهته، قال المفوض العام لأونروا، فيليب لازارينى، إنه ناقش مع «عبدالعاطى» التعاون الوثيق مع مصر خلال هذه الأوقات الصعبة، والهجمات التى تتعرض لها الوكالة تسببت فى مقتل، مائتى موظف منذ بداية الحرب فى هجمات على مقرات الوكالة، كان آخرها هجمة مأساوية على إحدى المدارس التى اتخذها عدد كبير من الفلسطينيين مأوى لهم.
وأضاف: «منذ بداية الحرب كانت مقرات أونروا هدفًا للعمليات العسكرية والأمنية، إضافة إلى حملة ترمى لتفكيك أونروا وبعض الإجراءات التى جرى اتخاذها ضد الوكالة، وقد طالبت الدول الأعضاء بضرورة الرد على هذه الحملة ورفض هذا السلوك، لأن الأمر لن يقتصر على أونروا فقط ولكنه سيمتد للأمم المتحدة، ولن يقتصر على غزة ولكنه يمكن أن يتم مع الأزمات فى أماكن أخرى». وأشار إلى أن الأسبوع الحالى شهد نزوح ٢٥٠ ألف شخص من خان يونس بناءً على التعليمات الإسرائيلية، وهذه ليست المرة الأولى التى يُجبر فيها السكان على النزوح وهو ما يعنى أنه لا يوجد مكان آمن فى غزة. وأوضح أنه ناقش مع وزير الخارجية وضع الأطفال فى غزة، مشيرًا إلى أن نصف سكان غزة تحت ١٨ عامًا، ويوجد ٦٠٠ ألف فتاة وفتى يعيشون وسط الأنقاض، وهناك خطورة فى أن جيلًا بأكمله سيحرم من التعليم، وهذا أمر مروع لأن التعليم هو حق من حقوق الفلسطينيين، وهو الحق الوحيد الذى لم يتم أخذه منهم.