رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد تداول فيديو لهم.. ما قصة تناول أهالى غزة أوراق الشجر؟

تناول أهالي غزة أوراق
تناول أهالي غزة أوراق الشجر

أزمة جوع ضارية ضربت قطاع غزة منذ حرب 7 أكتوبر الماضي وإلى الآن، فلم يعد هناك طعام صالح أو شراب للأطفال والكبار، لا سيما داخل مراكز إيواء النازحين الذين يتكاثر عددهم كل يوم.

وتظهر تلك الأزمة جالية في مقاطع الفيديو التي يتم تداولها للأهالي هناك وهم يعتمدون على أكل أي شيء نتيجة نقص الطعام وعدم كفاية المساعدات الغذائية التي تدخل نتيجة التعنت الإسرائيلي في إدخال الطعام.

أكل أوراق الشجر

وأعلنت "الأمم المتحدة" أن أهالي شمال القطاع ومدينة غزة يعتمدون على الأعشاب البرية لإطعام أنفسهم وأطفالهم، وبعض المعلبات التي ادخروها في أوقات سابقة حيث لم تدخل المساعدات إلى هذه المناطق منذ نحو شهرين، فضلًا عن إعلان مستشفى كمال عدوان وصول عدد من الأطفال مصابين بالتسمم نتيجة تناول أوراق الشجر.

ووثّق مصور فلسطيني مقطع فيديو متداول لبعض الأهالي وهم يتناولون أوراق الشجر، وأكد أن مظاهر المجاعة عادت إلى مدينة غزة وشمال القطاع مجددًا، بسبب استمرار إسرائيل في إغلاق جميع المعابر ومنع إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية والمواد الغذائية والدواء ضمن سياسة تضييق الخناق التي تتبعها في حربها المدمرة.

هاني جودة: "ورق الشجر لم يعد متوفرًا"

ويوضح هاني جودة، رئيس شبكة لاجئي فلسطين أن المجاعة تعود بقوة إلى غزة والشمال وتأخذ شكلًا جديدًا من المعاناة الإنسانية، مبينًا أن مقاطع الفيديو المتداولة لتناول الأطفال التراب وأوراق الشجر هي حقيقية وليست مصنوعة بالذكاء الاصطناعي.

أضاف لـ"الدستور":"يأكل الناس أوراق الشجر ويتم بيع ورق شجر التوت لاستخدامه طعامًا وبيع الحصرم وهي العنب غير الناضج لإعداد الطعام، بسبب نقص الغذاء بشدة في غزة وعدم كفاية المساعدات الإنسانية التي تدخل".

وتابع "هذه المرة لا يوجد أشجار ليمون ولا نبتة الخبيزة أو السلق أو السبانخ التي يعيش عليها أهالي غزة منذ بدء الحرب حيث أن النقص في الطعام والمنتجات أصحاب كل السلع، ففي رمضان الماضي خلال أوج المجاعة الماضية كان يتوفر نبات الخبيزة بكثرة الآن لا يوجد شيء".

واستطرد: "المتوفر في هذه المجاعة هو الطحين وأصبح الآن لا يوجد كعام غيره، حيث يتم توزيع طرد غذائي مكون من 25 علبة تحصل عليه في أفضل الأحوال الأسرة كل 40 يومًا وهو طرد لا يكفي 7 أيام فقط لمتوسط أسرة مكونة من 5 أفراد مثلًا".

كشفت منظمة الأمم المتحدة أن 1.9 مليون شخص هم اليوم نازحون في القطاع وأن المساعدات لا تصل بشكل كاف إلى القطاع الذي مزقته الحرب.

المجاعة تحاصر غزة والأطفال مصابون بالهزال

وأوضح هاني أن "هذا الطرد في الأغلب خال من السكر ومواد أساسية أخرى، حيث إن المجاعة مقترنة أيضًا بشح المياه الصالحة للشرب، فمعظم شبكات المياه الصالحة للشرب تم تجريفها والاعتماد في مناطق كثيرة على سيارات نقل المياه".

وكشف أن الهزل والضعف يظهر جليًا على أجساد الصغار والكبار فلا طعام يقوي الأجساد ولا عناصر غذائية أساسية متوفرة، مشيرًا إلى أن التدخلات الإنسانية اللازمة  أصبحت ضرورية الآن نتيجة المجاعة.

وكشف: "الاستجابة الإنسانية تستدعي سرعة التنسيق لإدخال أنواع الطعام واللحوم والأسماك والخضار والفواكه، والتعاقد مع تجار كتجربة ربما كانت ناجحة في فترة سابقة شمال غزة التي تحتاجها الآن بشدة".

عاجل