أبرزهم الشيخ على يوسف والزعيم مصطفى كامل.. رجال عرفهم عباس العقاد
وثق الأديب والمفكر والصحفي والشاعر عباس محمود العقاد (29 شوال 1306 هـ - 28 يونيو 1889)، علاقته بطائفة من الأعلام الذين كان يسميهم بالشيوخ أو الأقطاب، حيث بدأت حياته الصحفية قبل الحرب العاملية الأولى بسنوات، ومنهم من لم يكن من الشيوخ والأقطاب في تلك الفترة، ولكنهم لحقوا بهم في الطريق وعرفهم، كما عرف الأولين، ووصف معرفته بهم كما وصف معرفته بأولئك الشيوخ والأقطاب، من زاوية خاصة تتيح له أن يقول عنهم ما ليس في التاريخ العام الذي يقال في كل تعليق أو تقدير.
ومن أبرزهم الشيخ علي يوسف، مصطفى كامل، الدكتور يعقوب صروف، محمد فريد، مصطفى المنفلوطي، محمد المويلحي، جميل الزهاوي، محمد فريد وجدي، الشيخ علي رضا، عبد العزيز جاويش، إبراهيم الهلباوي، فرح أنطون، جرجي زيدان، أحمد لطفي السيد، ورجال حول مي زيادة؛ وغيرهم.
عباس العقاد وكوكبة من أعلام الفكر والأدب والصحافة
وعن أبرز الرجال الذين عرفهم عباس محمود العقاد لخصت مقدمة كتابه "رجال عرفتهم" مدى تأثره بهؤلاء ممن ذكرناهم فى السطور السابقة؛ وهو ما تتأثر حياتنا غالبًا بمن نقابل ونعرف من بشر، بعضهم قد يخط سطورًا في عقولنا وأرواحنا وذكرياتنا، والبعض الآخر لا يترك ثمة أثرًا.
وعندما نتطرق لحياة عظيمة ثرية لمفكر كالعقاد يكون من الأهمية بمكان أن نتعرف على هؤلاء الذين قابلهم في مشوار حياته الشخصي والمهني، وقد أدرك العقاد هذا الأمر فدوَّن هذا الكتاب، الذي لم يجعل منه مَسردًا للسِيَر أو التراجم، بل كانت كتاباته عن الذين قابل مجرد تعليقات راصدة، كصور فوتوغرافية أخذت كيفما اتفق لا تحليلات مُتعمقة، مقدمًا إياهم للقارئ دُون تحيز؛ لذلك يمكن اعتبار هذا العمل «حفلة استقبال» اجتماعية كما أسماها المُؤلف، نتعرف فيها على عجل بكوكبة من أعلام الفكر والصحافة والأدب من الذين عاصروا العقاد.
عباس العقاد والشيخ علي رضا والزعيم مصطفى كامل
وكانت علاقة عباس محمود العقاد بالشيخ علي يوسف، رئيس تحرير جريدة "المؤيد" علاقة وطيدة؛ حيث وصفه في كتابه: أنه كان يصنع «صناعته» الصحفية ليتعلمها الناس منه، ولم يكن يتعلم تلك الصناعة على أساتذتها في الشرق والغرب، ولا على أدواتها التي تمليها عليه"، بينما يرى "العقاد" مصطفى كامل أن ما بقي في نفسه من أثر لهذا الزعيم المجاهد كما عرفه أنه كان نعم الزعيم على منهجه وسجيته، ولكن زعامته كانت تتسع في عصره - وبعد عصره - لزعماء آخرين على مناهجهم وسجاياهم؛ لأن الوطنية المصرية كانت تشمل مصطفى كامل بكل ما احتواه من غيرة وحماسة، ولكنه رحمه الله لم يكن يستغرق الوطنية المصرية بكل ما تحتويه أو ينبغي أن تحتويه.
عباس العقاد ويعقوب صروف
ويرى عباس محمود العقاد أنه منذ أن رأى الدكتور يعقوب صروف وفي كل مقابلة صورة واحدة لم تتغير وهي صورة فيلسوف له عقل عالم مشغول بالواقع من الخبرة العملية، وله مع هذا العقل العلمي قلب إنسان ودود يحب الخير للناس ويغتبط بتوفيقهم للنجاح.