فريدة فهمى.. الفراشة المُحلّقة (بروفايل)
رحلة طويلة خاضتها الفنانة فريدة فهمي، مع الرقص الشعبي استمرت لـ25 عامًا، فقد استطاعت من خلال فنها أن تخرج الفن الشعبي من الشكل النظري إلى واقع خشبة المسرح، من خلال فرقة رضا منذ تأسيسها عام 1959، على يد كل من زوجها علي رضا وشقيقه محمود رضا، ونجحوا في الارتقاء بفن الرقص في مصر، فقد كانت ترقص مع فرقة رضا وهي في الثامنة عشرة من عمرها.
أبرز المحطات في حياة الفنانة فريدة فهمي
نشأت الفنانة فريدة فهمي وسط بيئة فنية متكاملة، فقد تعلمت على يد والدها حسن فهمي، الذي كان يعمل عميدًا لمعهد السينما المصري، إذ كان تركيبة خاصة تجمع بين المهندس والفنان والشاعر والأديب؛ بحسب ما أوضحته فريدة فهمي في حوار لها بجريدة "العربي" بعددها الصادر بتاريخ 4 يونيو لعام 1999، لافتة إلى أنه علمها أن تحترم آثار بلادها وكيف تتذوقها وتعشقها بكل ما تحمل من حضارات فرعونية وإسلامية وقبطية، فكان يحرص على اصطحابها هي وشقيقتها لمشاهدتها باستمرار.
كما كان لوالدها دور كبير في مساندة فرقة رضا منذ بدايتها وشجع أعضاءها على خوض التجربة بلا تردد، فضلًا عن وقوفه أمام العقبات التي صادفتهم وذللها لهم وساندهم حتى وضعوا أسسًا سليمة وغيروا نظرة المجتمع لفن الرقص والمنتمين إليه.
أما زوجها علي رضا فقد عاشا سويًا حياة جميلة وهادئة، وساهم في تطورها كراقصة دارسة، إذ شكل جانبًا مهمًا في وجدانها وتاريخها الفني، حيث كان راقصًا قبل أن يكون مخرجًا.
ولعب محمود رضا دورًا كبيرًا في شهرتها الفنية، فنظرًا لاهتمامه بإعادة اكتشاف الفنون الشعبية التراثية وإحيائها وتطويرها بعد جولات عديدة وطويلة لدراسة الأغاني والموسيقى الفلكلورية والأزياء ووضع المنهج الأكاديمي الصحيح، ما شجعها على إعداد رسالة ماجستير حول فنه الإبداعي في مجال الفنون الشعبية.
سافرت فريدة فهمي إلى أمريكا عام 1983 والتحقت بجامعة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا درست بها فن الرقص الشعبي، وحصلت على الماجستير بعد ثلاث سنوات كانت الدراسة العملية أكثر من النظرية أعقبها عامان دراسة تمهيدية للدكتوراه، التي كانت تنوي تحضيرها في التاريخ.
حصلت الفنانة فريدة فهمي على العديد من الجوائز لعل أهمها لديها هو "وسام الفنون" الذي تسلمته من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عام 1965 بعد سنوات قليلة من عملها بفرقة رضا، كما حصدت ميداليات ذهبية كثيرة من عدة دول عالمية.