اليوم التالى للحرب فى غزة.. واشنطن بوست تكشف عن خطة إسرائيلية بدون نتنياهو
اعتبر الروائي والصحفي الأمريكي ديفيد إغناطيوس في مقال رأي نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، أن منافسي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتجهون نحو اليوم التالي للحرب في غزة من دونه.
وفق إغناطيوس تزداد حدة المناورات السياسية في إسرائيل، ما يشكل اختبارًا لمهارات البقاء لدى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الماكر والمحاصر، على نحو متزايد.
وتطرق الكاتب الأمريكي في مقاله إلى تعرض نتنياهو لانتقادات لاذعة في مقالات رأي كتبها رئيسا وزراء سابقان، هما إيهود باراك وإيهود أولمرت.
وقال باراك وغيره من الإسرائيليين البارزين إنه ينبغي إلغاء دعوة نتنياهو للتحدث أمام الكونجرس في الشهر المقبل لأنه لا يمثل أغلب الإسرائيليين، مضيفًا: "قال لي أولمرت إنه يتفق مع هذا الرأي".
كما انتقد أولمرت في جلسة يوم الأربعاء الماضي، رئيس الوزراء واتهمه بـ"الغطرسة" في فشله في توقع أحداث 7 أكتوبر.
لم يقف إغناطيوس عند هذه النقطة بل أشار في مقاله إلى تعرض الائتلاف الحاكم الذي يتزعمه نتنياهو إلى هزات داخلية من اتجاهين هذا الأسبوع.
وقضت المحكمة العليا في إسرائيل بأنه لا ينبغي إعفاء اليهود المتزمتين من الخدمة العسكرية، وهو الموقف الذي يدعمه بعض أعضاء حكومته ويعارضه آخرون.
بحسب إغناطيوس، فإن عملية انتقال السلطة في غزة التي ناقشها وزير الجيش الإسرائيلي يوآف جالانت في واشنطن سوف تشرف عليها لجنة توجيهية برئاسة الولايات المتحدة وشركاء عرب معتدلين، وتشرف قوة دولية ربما تضم قوات من مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة والمغرب على الأمن، مع توفير القوات الأمريكية للقيادة والسيطرة والخدمات اللوجستية من خارج غزة، وربما في مصر وبالتدريج، سوف تتولى قوة فلسطينية مسئولية الأمن المحلي، "وفق المعلومات التي يسوقها الكاتب".
ويشير الكاتب إلى اتفاق جالانت والمسئولين الأمريكيين على ضرورة تدريب هذه القوة الأمنية الفلسطينية في إطار برنامج المساعدة الأمنية الحالي للسلطة الفلسطينية، برئاسة الجنرال مايكل فينزل، الذي يتمركز في القدس كمنسق أمني لإسرائيل والسلطة.
وينقل عن مسئولين أمريكيين تحدثوا إليه تأييدهم فحوى خطة جالانت، لكنه أوضح أن الحكومات العربية المعتدلة لن تدعمها ما لم تشارك السلطة الفلسطينية بشكل مباشر، ما يمنح العرب شرعية، كما يحذرون من أن العرب المعتدلين يريدون أفقًا سياسيًا نحو إقامة دولة فلسطينية في نهاية المطاف، وهو أمر يقول جالانت إنه ومعظم الإسرائيليين لن يدعموه.
وينتقل المقال إلى خطة سيتم تنفيذها على مراحل، بدءًا من شمال غزة حتى الجنوب مع تحسن الظروف، ويتصور جالانت توسيع «فقاعات» الأمن التي من شأنها أن تشمل في نهاية المطاف 24 منطقة إدارية في غزة، ويدعم مسئولو إدارة بايدن هذه الفكرة لكنهم يشككون في إمكانية توسيع «بقع الحبر» الأمنية هذه بسرعة.
هذه الخطط وفق مقال واشنطن بوست تفترض أن حماس قد تدهورت كقوة عسكرية بالقدر الكافي بحيث أصبحت غير قادرة على شن هجمات واسعة النطاق، وهو ما يعتقد القادة العسكريون الإسرائيليون أنهم أنجزوه إلى حد كبير، لكن مسئولًا أمريكيًا أخبر كاتب المقال أن قوة شبيهة بحماس توفر الآن بعض الأمن لتوزيع المساعدات الإنسانية في شمال غزة، وقال المسئول إن هذه القوة توصف بأنها سلطة الأمر الواقع من قِبل جماعات الإغاثة الإنسانية.