سيناريوهات معقدة.. هل تندلع الحرب بين إسرائيل وحزب الله؟ (خاص)
تتواصل أعمال التصعيد والقصف المتبادل بين حزب الله اللبناني وجيش الاحتلال الإسرائيلي، وسط مخاوف جدية من اشتعال حرب واسعة بين الجانبين لن تهدد لبنان فقط ولكن منطقة الشرق الأوسط برمتها.
وتبادل الطرفان اليوم التصعيد وعمليات الاغتيال، فمن جانبه نفذ حزب الله عملية استهدف فيها مبنى يستخدمه جنود جيش الاحتلال في منطقة المنارة بالأسلحة المناسبة وأصابوه إصابة مباشرة، فيما شن جيش الاحتلال سلسلة غارات جوية على راميا وخلة وردة في عيتا الشعب ويارون.
علي يحيى: الاحتلال يمارس حربا نفسية ضد لبنان
وفي هذا الإطار، أكد المحلل السياسي اللبناني علي يحيى في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن تزايد التهديدات الاسرائيلية كمحاولة تطبيق عقيدة "ادعاء الجنون" مرفقة برسائل دبلوماسية من دنو لحظة الصفر وبدء العد العكسي بفتج الجبهة اللبنانية بالتوازي مع إعلان الاقتراب من انتهاء عمليات رفح للانتقال نحو المرحلة الثالثة، أي عمليات موضعية يمكن أن تسمح بنقل قوات نحو الشمال.
وأوضح يحيى أن هذا الأمر يأتي في سياق الحرب النفسية لتحقيق مكاسب ميدانية سياسية دون أي انعكاس ميداني لها، بدليل عدم وجود تحركات عسكرية إسرائيلية جديدة في شمالي فلسطين توحي باستعدادات قتالية، على الأقل حتى الآن.
وتابع: "وقد لاقى حزب الله هذه اللحظة بإرسال 3 رسائل مهمة منذ 12 من يونيو بتنفيذه أكبر هجوم من نوعه منذ 8 أكتوبر، بالكشف عن فيديو الدقائق الـ9 فوق حيفا، والذي أراد منه توجيه رسالة للمجتمع الإسرائيلي المؤيد بنسبة 65% للحرب مع لبنان، وختامًا برسائل الأمين العام لحزب الله الحربية الاستراتيجية والإقليمية تاكيدًا على الاستعداد المتعدد المستويات لأسوأ الاحتمالات".
وقال المحلل السياسي اللبناني إننا أمام لحظة عد عكسي منذ إعلان فشل الزيارة الأخيرة للمبعوث الأمريكي إلى المنطقة، فإما نكون أمام عملية عسكرية إسرائيلية موضعية ضد لبنان، لا شاملة، لا يمكن التحكم بمآلاتها وغير مضمونة النتائج، أو نحو تبلور اتفاق إقليمي يضطر فيه نتنياهو للرضوخ للتهدئة.
لبنان ينفي خروج السفراء الأوروبيين من بيروت
وأمام التصعيد المتبادل وإعلان بعض الدول تحذير مواطنيها من السفر للبنان، نفي وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية زياد المكاري سحب دول أوروبية وغربية، منها ألمانيا والنمسا وبلجيكا وهولندا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا سفراءها من لبنان.
وقال المكاري، في بيان اليوم، إن هذا النمط من الأخبار الكاذبة يندرج في إطار الحرب النفسية التي غالبًا ما يلجأ إليها العدو الإسرائيلي ويغذّيها بمختلف الوسائل، مهيبًا بتوخي الحذر، واعتماد المهنية في التحقق من مصادر الأخبار قبل نقلها، انطلاقًا من المسئولية الوطنية أولا.
وأكد المكاري أن الوزارة لن تتهاون في متابعة ظاهرة الأخبار المفبركة لقطع الطريق على محاولات الدس والتخويف، مع الإشارة إلى أن كل من يبث أخبارًا مماثلة من دون التحقق، يشارك من حيث لا يدري في توتير الأجواء عبر المساهمة في نقل الأكاذيب.