حافظ إبراهيم.. شاعر النيل الصوفي الذي أحب السيد البدوي وتصدى للخرافات
محمد حافظ إبراهيم (24 فبراير 1872 - 21 يونيو 1932م)، شاعر النيل الذى أحب القطب الصوفي السيد البدوي؛ وتردد كثيرًا على قبره كلما شد الرحال إلى طنطا؛ ناظمًا في ثالث أقطاب الولاية الأربعة لدى المتصوفين قصائده.
شاعر النيل.. الصوفى الذي أحب السيد البدوي
نادى الشاعر حافظ الشيخَ محمد عبده لمّا كانت الرحال تُشدّ إلى طنطا لزيارة السيد البدوي: “إمامَ الهدى إني أرى القوم أبدعوا لهم بدعًا عنها الشريعة تعزف.. رأوا في قبور الميتين حياتهم.. فقاموا إلى تلك القبور وطوّفوا.. وباتوا عليها جاثمين كأنهم.. على صنمٍ في الجاهلية عُكّفُ”.
استشهد المفكر السوري محمد كرد بتفاصيل حواره مع حافظ إبراهيم عن مرقد السيد البدوي وزائريه، والذى قال فيه "أنشدني ذات يوم قطعة من شعره يشكو فيها بؤسه، ويعرض لما يُبذّر من الأموال، ويُتلى من الأدعية على قبر السيد البدوي، فقلتُ له: الحقَّ أقول: إن القوم ربما آذوك، ومنزلة السيّد من بعض النفوس منزلته، فإيّاك وهذا التصريح في بلد كثر سواد القبوريين فيه، فأجاب جواب مَن لا يبالي، ولمّا طَبعَ ديوانَه أثبت الأبيات بنصّها، وكان حذف منها بيتين وهذه بنصّها التام".
كيف تصدى حافظ إبراهيم للبداع والخرافات ؟
لحافظ إبراهيم حامل للقب "شاعر النيل" الذي لقّبه به صديقه الشاعر أحمد شوقي، وأيضا للقب "شاعر الشعب"؛ رأى فى مسألة النذور منتقدا بفطرته السليمة مايفعل عند الأضرحة والقبور من طواف ونذور وصلوات؛ وهو ما تجلى فى أبيات شعره حيث رصد حالة البدع والخرافات:
أحـيـاؤنــا لايــرزقــون بــدرهــم ٍ
وبـألـف ألــف ٍ تــرزقُ الأمــوات
مَـنْ لـي بـخـط النائمـيـن بحـفـرة ٍ
قامت علـى أحجارهـا الصلـوات ُ ؟
يسعـى الأنـام لهـا ويجـري حولهـا
نـحــر الـنــذور ِ وتُـقــرأ الآيـــاتُ
ويقال: هذا القطب باب المصطفى
ووسيلـة تقـضـى بـهـا الحـاجـاتُ