"يوم السلام والضحك والوفاء".. ماذا كتب مصطفى صادق الرافعى عن يوم العيد؟
تنعش سعادة العيد القلوب جميعًا، من الكبير إلى الصغير، ومن الغفير إلى الوزير، وبحلول عيد الأضحى المبارك، انتشرت التهنئة والمجاملات والكلمات الطيبة بين أفراد المجتمع، ولكن هناك من استطاع التعبير عن هذه "الفرحة" التي لا مثيل لها، بدقة شديدة، وهم الشعراء والأدباء والمثقفون.
مصطفى صادق الرافعي عن العيد: يوم السلام والضحك والوفاء
ومن بين أهم هؤلاء الأدباء المصريين، تحدث مصطفى صادق الرافعي، عن العيد، وما يشغل تفكيره في هذا الوقت.
فقال “الرافعي” في كتابه "من وحي القلم" عن العيد: جاء يوم العيد، يوم الخروج من الزمن إلى زمنٍ وحده لا يستمر أكثر من يوم.
ووصف عيد الأضحي قائلًا: “زمنٌ قصير ظريف ضاحك، تفرضه الأديان على الناس؛ ليكون لهم بين الحين والحين يومٌ طبيعي في هذه الحياة التي انتقلت عن طبيعتها.. يوم السلام، والبِشر، والضحك، والوفاء، والإخاء، وقول الإنسان للإنسان: وأنتم بخير”.
وأضاف: “يوم الثياب الجديدة على الكل؛ إشعارًا لهم بأن الوجه الإنساني جديد في هذا اليوم، ويوم الزينة التي لا يُراد منها إلا إظهار أثرها على النفس؛ ليكون الناس جميعًا في يوم حب”.
ماذا كتب مصطفى صادق الرافعي عن مظاهر الاحتفال بالعيد؟
وعن مظاهر الاحتفال بـ عيد الأضحي بين المصريين، أوضح: يوم العيد؛ يوم تقديم الحلوى إلى كل فم لتحلو الكلمات فيه.. يومٌ تعم فيه الناس ألفاظُ الدعاء والتهنئة مرتفعةً بقوة إلهية فوق منازعات الحياة.
وأكمل: ذلك اليوم الذي ينظر فيه الإنسان إلى نفسه نظرةً تلمح السعادة، وإلى أهله نظرة تبصر الإعزاز، وإلى داره نظرة تدرك الجمال، وإلى الناس نظرة ترى الصداقة، ومن كل هذه النظرات تستوي له النظرة الجميلة إلى الحياة والعالم؛ فتبتهج نفسه بالعالم والحياة.
وعن أسمى نظرة فيهم، قال الرافعي: وما أسماها نظرةً تكشف للإنسان أن الكل جماله في الكل!
وكشف الرافعي، عن يوم خروجه في العيد، قائلًا: وخرجتُ أجتلي العيد في مظهره الحقيقي على هؤلاء الأطفال السعداء، على هذه الوجوه النضرة التي كبِرَت فيها ابتسامات الرَّضاع فصارت ضحكات.
وأكمل: وهذه العيون الحالمة، الحالمة التي إذا بكتْ بكتْ بدموع لا ثقلَ لها، وهذه الأفواه الصغيرة التي تنطق بأصواتٍ لا تزال فيها نبرات الحنان من تقليد لغة الأم، وهذه الأجسام الغضَّة القريبة العهد بالضَّمَّات واللَّثَمات؛ فلا يزال حولها جو القلب.