رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حازم عمر: ثورة 30 يونيو أنقذت الدولة من انفلات الإخوان وتوريطها فى حرب

المهندس حازم عمر
المهندس حازم عمر

قال المهندس حازم عمر، مؤسس ورئيس حزب «الشعب الجمهورى» والمرشح الرئاسى السابق، إن إحباطه من أداء برلمان الإخوان فى عام ٢٠١٢ ومشهد حلف الرئيس الإخوانى محمد مرسى اليمين الدستورية فى ميدان التحرير كان السبب فى تغيير وجهة نظره واتخاذه قرار تأسيس حزب سياسى لمعارضة الجماعة، مشيرًا إلى أن اسم الحزب تم اختياره ليكون مشابهًا لحزب كمال أتاتورك الذى أنهى الفاشية الدينية فى تركيا، ويؤكد رغبته فى تأسيس دولة مدنية حديثة.

وأوضح «عمر»، خلال حديثه لبرنامج «الشاهد»، أنه قرر عدم المشاركة فى تأسيس «جبهة الإنقاذ»، التى تم تشكيلها على يد المرشح الرئاسى السابق عمرو موسى وهو معه فى نفس السيارة فى نفس يوم صدور الإعلان الدستورى فى ٢٠١٢، ليحافظ على الحزب الجديد، الذى لم يكن قد اكتمل بناؤه التنظيمى بعد، مؤكدًا أن الحزب ركز فى تلك المرحلة على التمهيد لثورة ٣٠ يونيو، وتوعية الشعب حول خطورة استمرار حكم الإخوان، الذين كانوا «شطار فى الانتخابات»، لكن لم يملكوا أى رؤية أو كوادر تصلح لإدارة شئون دولة بحجم مصر.

■ كيف رأيت الأحداث التى مرت بها مصر فى ٢٥ يناير ٢٠١١؟

- ٢٥ يناير ٢٠١١ كانت مظهرًا طبيعيًا لا يدعو إلى القلق، لكن فى ٢٨ يناير كان الأمر مقلقًا جدًا، وقلت لزوجتى، رحمها الله، عندما رأيت المشهد يومها إننا اقتصاديًا سنعود ١٥ سنة إلى الخلف، وقد كان.

المشهد الذى رأيته يوم ٢٨ يناير كان صعبًا جدًا، وبدأت تتضح أبعاد الموضوع وكان الأمر لا يدعو للتفاؤل أبدًا، إنما فى ٢٥ يناير خرج الشباب ينادون ببعض المطالب المشروعة، وكل الناس كانوا يريدون تلك المطالب ويمكن التفاعل معها، لكن الوضع تغير تمامًا فى ٢٨ يناير، وظهرت مؤشرات مقلقة للغاية، ليس فقط اقتصاديًا، لكن حتى على المستوى الأمنى والوجودى وعلى البلد كلها.

■ أين كنت فى هذا الوقت على الخريطة السياسية العامة؟

- لم أكن «غاوى» أحزاب، فأنا من عائلة سياسية قديمة ونمتهن السياسة، لكن بعيدًا عن الأضواء والمناصب، العائلة تفعل لكن أنا بشخصى لا، فقد كنت أعمل فى السياسة لكن فى العلاقات الخارجية، وأوظفها لصالح بلدى، لكن لم أكن رئيس حزب أو عضوًا برلمانيًا.

وقبل ٢٥ يناير، أحزاب مصر كلها عرضت علىّ الانضمام إليها ورفضت، وقلت: «لا.. أنا حبيب الكل»، وكنت على تواصل مع جميع الرموز ورؤساء الوزارات والوزراء والسياسيين، معارضة وغيرها.

■ هل توقعت هذا الحراك ضد الرئيس الأسبق حسنى مبارك؟

- كانت الأمور متوقعة، وأنا أميل دائمًا إلى التسليم الهادئ للسلطة، فالسياسة هى فن الممكن، ويمكن أن يؤدى الحراك إلى مكاسب، فقد كان من الممكن عمل دستور جديد وعلاج كل الأمور السلبية، وكان من الممكن أيضًا الحصول على بعض المكاسب الديمقراطية، وانتزاع مساحات الحرية عن طريق هذه الحركات، لكن مع تسليم هادئ للسلطة، فيجب أن نفكر فيما ستتحمله الدولة.

ولكن، كل المنطقة أصابتها رياح التغيير، وانتقلت إلى احتراب وفوضى، وهذا حدث نتيجة أن البنية التحتية غير جاهزة وغير مؤهلة، لذا فأنا مؤمن بالتغيير التدريجى ولست مؤمنًا بالتغيير الفجائى، لأنه يأتى بنتائج عكسية.

■ متى قررت أن الحراك فى البلد يستدعى أن تنتقل إلى العمل السياسى المباشر؟

- أصابنى بعض الإحباط فى يناير ٢٠١٢ عندما رأيت شكل البرلمان وأسلوبه وطريقه أدائه، وكنت أتمنى أفضل من ذلك، وحدث مع بعض الأصدقاء جدل ونقاش ساخن بسبب ذلك، وقالوا: «إحنا هنعمل إيه؟»، فنحن لا نريد تدخلًا بل على العكس كلنا نطالب بالانتخاب الحر والنزاهة.

وكان من الممكن أن تؤجل انتخابات البرلمان حتى تتشكل قوى سياسية جديدة، خصوصًا أنه قد تم حل الحزب الوطنى فى أبريل ٢٠١١، وكل من كان على الساحة هى القوى السياسية المنظمة، أما باقى القوى فلم تنظم نفسها بعد، وكان من الممكن تأجيل تلك الانتخابات، ووقتها الإخوان فازوا بأغلبية ساحقة وكان منظر البرلمان سيئًا.

وكان أملنا فى السلطة التنفيذية من أجل التعايش مع هذا البرلمان، ومعالجة الخلل، لكن جاءت الانتخابات الرئاسية وجاء الإحباط الثانى، ولم يكن لى وقتها أى حراك على الأرض، وحتى حلف اليمين فى ٢٠١٢ للدكتور محمد مرسى لم يكن لى أى عمل جماهيرى، بل كان الأمر عبارة عن قلق ومتابعة وتحليلات وأفكار سياسية، لكن لم تكن لى نشاطات أكثر من ذلك.

وبعد فوز محمد مرسى قررت إنشاء حزب معارض فى يوم حلفه اليمين، فقد كنت أريد أن أفهم بعض الكواليس والمعلومات، والتقيت وقتها بعض المسئولين فى الدولة من الإخوان، واللقاء كان حول مستقبل البلد والقلق عليها، فقالوا لى: «نقلق ليه؟ هنروح فين؟»، فقلت لهم: «إنتوا أول ناس هتمشوا»، فقالوا لى: «لو إحنا مشينا الجيش هيروح فين؟»، والكلام لم يكن مقنعًا بالنسبة لى، خصوصًا مع الحالة الذهنية والنفسية التى كنت فيها.

وقد خرجت من الاجتماع وقلت إنى سأنشئ حزب معارضة، وعقدت النية والعزم، وبدأت أعتمد على أصحاب الخبرة الحزبية الذين لا تشوبهم شائبة، وبدأت أجمع رموزًا وقيادات شعبية وأطرح عليهم الفكرة، والعديد منهم كان قد خرج مكسورًا بعد أحداث ٢٠١١، وكان يقول: «أنا راجل وطنى»، لكنهم كانوا يشتمون كل يوم فى الفضائيات.

وكنت أريد للحزب قيادات حزبية لديها الخبرة، لأنى «مش هروح أجيب قيادات من الإخوان أو السلفيين ولا حتى شباب الميدان».

■ هل قلقت من أن يُقال إن حزبك هو «حزب فلول»؟

- الحزب كان توليفة، وكان عندى تحد كبير فى أن الحزب يجب أن يكون لديه برنامج شامل وخبرات فى كل المجالات، وكنت أريد أشخاصًا من قطاعات التشريع والأمن والاقتصاد، وأريد قيادات تكون لها سيرة ذاتية محترمة جدًا، وأيضًا كنت أريد شخصيات فى الجانب الدبلوماسى والخارجية.

وكانت لدينا بعض العناصر التنظيمية التى كانت موجودة من قبل فى الحزب الوطنى لكن لم يطلها أى اتهامات، مثل الوزير الأسبق الدكتور صفى الدين خربوش، الذى شارك معى فى بناء الحزب طوبة طوبة، وهو قامة علمية كبيرة ومتخصص فى العلوم السياسية والعمل الحزبى، وهو رجل طاهر اليد.

■ متى تم الاستقرار على اسم الحزب ولماذا كان «الشعب الجمهورى» تحديدًا؟

- اسم الحزب كانت له قصة، وكنا نفكر فى اتجاهين، الأول هو اختيار اسم سهل يُحفظ فى الذاكرة ويكون من كلمة واحدة، أو أن يكون الاسم يعبر عن اتجاه الحزب.

فقلنا عندما يثبت الحزب نفسه على الأرض ستعرفه الناس، فأطلقنا اسم «الشعب الجمهورى» لكى تكون له دلالة؛ لأن حزبًا يحمل نفس الاسم هو الذى أنهى الفاشية الدينية فى تركيا، على يد مصطفى كمال أتاتورك، الذى أسس هناك لدولة مدنية حديثة، وهذا كان أحد أهدافنا، فنحن نعارض الإخوان بسبب أنها لا تمتلك الخبرات والكوادر والرؤية التى يمكن أن تؤسس دولة مدنية حديثة، واخترنا الاسم الذى أنهى الفاشية الدينية.

■ هل تمت إجراءات تأسيس الحزب بسهولة؟

- القدرات التنفيذية التى استعنا بها وانضمت إلى الحزب كانت متجانسة جدًا، فجمعنا التوكيلات بمنتهى السهولة وقتها، وكان يجب أن نجمع ٥ آلاف توكيل من ١٠ محافظات، أى بحد أدنى ٣٠٠ توكيل فى كل محافظة تقريبًا، وكانت الأمور سهلة جدًا، لأننا كونا النواة الصحيحة فى البداية.

وقد جمعنا التوكيلات فى شهر يوليو وأول أسبوع من أغسطس، ثم تقدمنا للجنة شئون الأحزاب، التى أخرتنا بعض الشىء، لكن صدر الترخيص بمزاولة العمل السياسى فى ١٢ سبتمبر ٢٠١٢.

■ كيف عمل الحزب فى الفترة من تأسيسه فى سبتمبر وحتى ٢٢ نوفمبر وصدور الإعلان الدستورى المكمل لمحمد مرسى؟

- «اشتغلنا معارضة» لكن لم نتدخل فى المسار الثورى ولم نخرج بيانات، بل كنا نعمل على البناء الحزبى، مع العمل على انتشار الحزب فى المحافظات، وكان العمل تنظيميًا بشكل كبير، وفى الوقت نفسه كانت هناك معارضة للقرارات التى ليست فى صالح الشعب، وكان العمل ديمقراطيًا هادئًا حتى يوم ٢٢ نوفمبر وصدور الإعلان الدستورى المكمل، ولم تتم أى اتصالات من الإخوان فى هذه الفترة، ورغم ذلك، فإن الإخوان افتعلوا مشكلة معنا.

وبعد إعلان اسم الحزب فى المؤتمر التأسيسى الأول والتقدم بالأوراق للجنة شئون الأحزاب، أخذنا الموافقة على إقامة المؤتمر التأسيسى الأول فى دار الأوبرا، وكانت رئيسة الأوبرا وقتها هى الدكتورة إيناس عبدالدايم، وبالفعل خرج الشيك للأوبرا، وكان لدينا خطأ وهو أن الحزب به عدد كبير من الشخصيات العامة، كما دعا شخصيات عامة أخرى لحضور ليلة المؤتمر التأسيسى، وأرسلنا فاكسًا بالأسماء لإدخال كل هؤلاء من الباب الرئيسى للأوبرا عند كوبرى قصر النيل.

ويبدو أن تلك الأسماء تسربت وأزعجت جماعة الإخوان، ووفقًا لطريقتهم بدأ بعضهم يذهب لهؤلاء الشخصيات ويهددهم تليفونيًا، حتى إن البعض منهم اعتذر عن عدم الحضور، وقال لى مدير أمن الأوبرا وقتها إن المؤتمر قد تم إلغاؤه، لأن الإخوان أرسلوا رسائل تهديد بالتظاهر حول الأوبرا، لأنهم كانوا قد طلبوا فى عدة مناسبات، ومنها الانتخابات الرئاسية، أن يقوموا بمؤتمرات هناك ولم يُسمح لهم بذلك.

ونتيجة ذلك توجهت على الفور لفندق شهير فى الزمالك وأحضرت أتوبيسات لنقل الشخصيات العامة والمواطنين للفندق القريب، خاصة أن كثيرًا من الشخصيات المهمة استجابت لدعوتنا ولم تلتفت للتهديدات، ومنهم المرشح الرئاسى عمرو موسى وغيره، وحقق المؤتمر زخمًا كبيرًا.

وكانت هناك أيضًا مضايقات كثيرة لعمل الحزب من قبل الإخوان، لأن الحزب نزل للشارع وعمل على الأرض واصطدم بهم، وركز فى العمل على أرض الواقع.

■ كيف استقبل الحزب الإعلان الدستورى فى ٢٢ نوفمبر؟

- انزعجنا من الإعلان الدستورى الذى أعلنه محمد مرسى فى ٢٢ نوفمبر، لأنه كان تغولًا من النظام الذى لم يكن ديمقراطيًا، وكنت فى هذا التوقيت فى أبوحماد بالشرقية، بصحبة السيد عمرو موسى، فى عمل تنظيمى خاص بالحزب، وكان هناك مؤتمر شعبى لزيادة شعبية الحزب فى الأقاليم، واستقبلنا هناك هذا الخبر، وتم قطع المؤتمر.

وفى طريق العودة من الشرقية للقاهرة، شكل عمرو موسى «جبهة الإنقاذ» ونحن فى السيارة، وقال لى: «لازم ولا بد النهارده من حضور كل القوى السياسية»، فتحدث مع الدكتور سيد البدوى، رئيس حزب «الوفد» وقتها، ورحب بأن يستضيف الحزب كل «جبهة الإنقاذ»، كما تحدث مع كل المنافسين فى انتخابات الرئاسة، ومنهم السياسى حمدين صباحى، وحضر كل واحد منهم بحاشيته، ووصلنا القاهرة فى الـ١٠ مساءً، ووجدنا الجميع حاضرًا.

وكانت لدى الجميع قناعة بأن الديمقراطية لن تفيد مع الإخوان لأنهم لا يستمعون لأحد، وأنه لا بد من التحول لمسار ثورى.

وعندما وصلنا لمقر حزب «الوفد» وجدت هناك وسائل إعلام، فانسحبت فى هدوء، وتركت عمرو موسى يكمل ما بدأه، لأن تلك الفترة لم تكن تسمح بظهور الحزب فى المؤتمر، وقد لامنى عمرو موسى فى اليوم التالى على انسحابى، فبررت له قرارى بأن الأجواء كانت مزدحمة، وكانت لدىّ آلية فى الحزب للتركيز على التخلص من حكم الإخوان، وكنت أرى أن وجود الحزب فى هذه الجبهة خطر عليه، لأنه «هايتحرق وهو لم يكون هيكله التنظيمى بعد».

وعندما رجعنا للحزب بدأنا العمل الجماهيرى للتخلص من حكم الإخوان وبدء المسار الثورى المؤهل، وكل المؤسسات قامت بأدوار مختلفة، فالإعلام قام بدوره، وحركة «تمرد»، والأحزاب، ومنها حزب «الشعب الجمهورى»، الذى كان من أوائل من بدأوا العمل للتخلص من الإخوان، فهو جزء من مشهد ٣٠ يونيو.

وكان تحركنا من خلال جولات فى محافظات مصر كلها، بغرض توعية الشعب بأن هذه الجماعة لا تصلح لإدارة الدولة، ولا يأمل أحد خيرًا فى قيادتها، لأن كوادرها وفكرها لا تستطيع أن تتولى حكم دولة بحجم مصر.

وكانت اللقاءات مع الشعب تتم من خلال ندوات جماهيرية عامة للمواطنين فى المحافظات، وكان همى وشغلى الشاغل وقتها هو أن يكون آلاف من المواطنين موجودين وليس المئات، لإقناع جميع الشعب بما نتحرك من أجله.

■ ما العقبات التى واجهتكم وقتها؟

- أهم العقبات كان التأمين، لحضور شخصيات مشهورة فى هذه الندوات، وكان لا بد من حضور عدد من الشخصيات العامة التى لها مصداقية عند الشعب، وكان تأمينهم صعبًا ومكلفًا للغاية وله ترتيبات خاصة، لكن لم يكن هناك أى أمل فى إصلاح الإخوان.

ورغم التكلفة تم تنظيم مؤتمرات ضمت ١٥ ألف كرسى، وكان هذا يتسبب فى الوجع للإخوان بشكل كبير، لأن مؤتمرات الشعب الجمهورى لم تنقطع لتجهيز الناس وشحنهم، وكان آخر مؤتمر للحزب فى الشرقية فى ٢٣ يونيو ٢٠١٣، بينما كان أول مؤتمر فى قنا فى نوفمبر ٢٠١٢، وبعد الإعلان الدستورى بـ٤٨ ساعة، ركزنا على توعية الناس وشحنهم معنويًا، وحدثناهم عن القضايا التى تهمهم وكيف تؤثر على حياتهم، وقلنا إن مجىء الإخوان كان نتاج سوء رؤية وسوء تقدير، وإننا نشعر بالقلق إزاء حكمهم لأنهم لا يمتلكون الخبرة التى تؤهلهم لحل مشاكل بلد بحجم مصر.

■ كيف تواجد «الشعب الجمهورى» فى أيام الحراك الأساسية، أى فى ٣٠ يونيو و١ و٢ و٣ يوليو؟

- كان لنا دور تنظيمى خلال أيام المظاهرات فى ٣٠ يونيو، وكنا نتابع المناطق التى يقل بها وجود المتظاهرين ونذهب لملئها، لأن التظاهر عبارة عن عدوى، وعندما يرى المواطنون فى التليفزيون أن كل الناس نزلوا الشارع ضد الإخوان فهم سينزلون بدورهم.

وقد ظهرت فى أحد اللقاءات التليفزيونية القليلة لى، وعبرت عن قلقى وخوفى من أن يتم إجهاض الثورة، خاصة أن الإخوان راهنوا على قصر نفس المواطنين الذين نزلوا إلى الشوارع للتظاهر ضدهم، واعتمدوا فى رهانهم هذا على أن سبل الإعاشة غير متوافرة فى هذا الحراك العفوى الشعبى، وكنا نعلم أن هذا الحراك لن ينجح إلا إذا انحازت إليه القوات المسلحة.

لذا كنت شديد القلق من أن يطول الأمر، فيشعر الناس بالإحباط ويعودون إلى بيوتهم، ويتم إجهاض حراك ٣٠ يونيو العظيم. 

■ من وجهة نظرك لماذا كانت ثورة 30 يونيو لازمة وضرورية؟

- ثورة ٣٠ يونيو كانت لازمة لعدة أسباب؛ أولها أن الإخوان كانوا لا يستمعون إلى الخبرات، كما أنهم لا يمتلكون أى خبرات أو أدوات فى الحكم، فهم فقط «شطار فى الانتخابات»، لكن ليس كل من هو «شاطر فى الانتخابات» يستحق أن يدير دولة. 

كما أن الإخوان كان لديهم عناد وكبر غير طبيعى، وهذا كان خطرًا جدًا، لأن قراراتهم لم تكن مدروسة، وبالتالى كان من الممكن أن يورطوا الدولة المصرية فى أمور كثيرة، وأنا رجل سياسى وأفهم ماذا يعنى أن يتولى شخص لا يمتلك الخبرة أو الرؤية أو البعد السياسى أعلى المناصب التشريعية والتنفيذية. 

والإخوان أيضًا لم يكتفوا بالبرلمان ورأس الدولة، لكنهم حتى فى الحكومة التى شكلوها لم يأتوا بوزراء تكنوقراط من ذوى الخبرة، بل جاءوا بأفراد من أعضاء الجماعة، ولم يكن يمكن أن ننتظر حتى تقع الفأس فى الرأس. 

وأيضًا كان من الطبيعى أن يتم التدرج فى السياسة، لكننا رأينا فى حكم الإخوان الانفلات وعدم الرجوع إلى مؤسسات الدولة قبل التصريحات، وكان من الممكن أن يورطوا الدولة فى حرب، بالإضافة إلى العمليات الإرهابية والقتل التى قاموا بها، والتى لم تكن وليدة الصدفة.