أضرار بالغة وتهديد استراتيجى.. خسائر الشمال الإسرائيلى تضع نتنياهو فى ورطة
أكدت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن إسرائيل تواجه أضرار بالغة في الشمال نتيجة إطلاق الصواريخ المكثف من حزب الله تجاه مستوطنات الشمال الإسرائيلية، حيث دوت صافرات الإنذار للمرة الأولى في طبريا، أمس الأربعاء، منذ أكتوبر الماضي.
وأضافت أن استمرار اشتعال التوترات على الحدود الشمالية وإطالة أمد حرب غزة والخسائر الإسرائيلية الكبرى، تكشف انتصار حماس الحقيقي وهو جر إسرائيل للقتال في عدة جبهات مع نفاد شرعيتها الدولية بسرعة، وتحت ضغوط شعبية داخلية شديدة لإطلاق سراح المحتجزين، لقد كانت هذه خطة مثالية من زعيم حماس يحيى السنوار.
أضرار كبرى في شمال إسرائيل وتهديدات لمواقع استراتيجية
وحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فقد أطلق حزب الله عدة وابل من الصواريخ على شمال إسرائيل ردا على غارة إسرائيلية أسفرت عن مقتل أحد كبار قادتها، ووفقًا للتقارير الإسرائيلية، فقد عبرت أكثر من 200 قذيفة الحدود يوم الأربعاء، وأدى بعضها إلى اندلاع حرائق في مستوطنات الجليل وتمت إصابة مبنى بأضرار بالغة، لكن لم يبلغ عن وقوع إصابات.
ووصفت وسائل إعلام إسرائيلية إطلاق حزب الله الصواريخ والقذائف يوم الأربعاء بأنه "غير مسبوق" منذ تصعيد الصراع قبل ثمانية أشهر، حيث دوت صفارات الإنذار في أنحاء شمال إسرائيل طوال الصباح، عندما تم تحديد أكثر من 170 قذيفة على أنها تعبر من لبنان، وفقا لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأضافت أنه تم اعتراض بعض القذائف وسقط البعض الآخر في عدة مناطق شمال إسرائيل، ما أدى إلى اندلاع حرائق في بعض المواقع.
وبحلول وقت متأخر من بعد الظهر، وصل العدد الإجمالي للقذائف التي تم إطلاقها من لبنان إلى 215، حسبما ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.
كما نقلت عن هيئة الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية قولها إن الحرائق التي أشعلتها الصواريخ عرضت "مواقع ومنشآت استراتيجية" للخطر.
وأضافت أن رجال الإطفاء والمتطوعين وحراس المتنزهات والجنود كانوا على وشك السيطرة على الحرائق في بلدات بيريا وقديتا وعين زيتيم وتسيفعون الشمالية.
انتصار جديد لحماس وحزب الله ومأزق دبلوماسي لنتنياهو
وأشارت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إلى أن الانتصار الذي حققته حماس تم تتويجه مساء يوم الثلاثاء الماضي عندما طلبت حماس بعض التعديلات على مقترح الهدنة، على رأسها طلب من الولايات المتحدة تقديم ضمانات بأن تتوقف إسرائيل عن حرب غزة نهائيًا ما يعني الاعتراف بالهزيمة في إسرائيل.
وأضافت أن الوقت ينفد لدى نتنياهو لاتخاذ قرارات بشأن غزة ما بعد الحرب ومدة العمل العسكري في رفح الذي من المتوقع أن ينتهي في غضون أسابيع قليلة، وبعد ذلك، يستطيع جيش الاحتلال الإسرائيلي أن يزعم عن حق أنه قام بتفكيك البنية الأساسية العسكرية لحماس، وهو ما من شأنه أن يحول بالتالي العبء إلى القيادة السياسية لاتخاذ القرار بشأن كيفية المضي قدمًا، لأن نطاق القوات الإسرائيلية العاملة في قطاع غزة هو بالفعل أقل من فرقتين.
وأشارت إلى أن انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية من غزة تعني تعزيز القوات على الجبهة اللبنانية المشتعلة في محاولة لتقليل الأضرار التي أصابت الشمال الإسرائيلي.
ووعد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو، الذي زار الأسبوع الماضي مدينة كريات شمونة المتضررة للمرة الأولى، باستعادة الأمن في الشمال لكنه لم يذكر شيئا عن العمل البري، على الرغم من حقيقة أنه سمع من مسؤولين أمنيين أن الآن قد يكون الوقت مناسبا لشن هجوم على لبنان.
وتابعت الصحيفة أنه سواء شئنا أم أبينا، فإن إسرائيل تقترب من منعطف مهم في عملية اتخاذ القرار في حربها ذات الجبهتين، لأن العلاقة الواضحة بين لبنان وغزة هي التوصل إلى اتفاق مع حماس، من شأنه أن ينهي القتال ليس فقط في قطاع غزة ولكن على الجبهة اللبنانية أيضا، ويسمح، وفقا لمصادر مطلعة على الأمر، بتوقيع اتفاق بين إسرائيل ولبنان.