رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الجامعة العربية ترحب بجهود مصر لعقد مؤتمر للقوى السياسية المدنية السودانية

جانب من الاجتماع
جانب من الاجتماع

عبر المشاركون في الاجتماع التشاوري للمجلس التشاوري بالجامعة العربية عن اعتراضهم الشديد على استمرار التصعيد العنيف في السودان، الذي استمر لمدة 14 شهرًا، مما أدى إلى خسائر بشرية فادحة، وإصابة آلاف الأشخاص، وتشريد أكثر من 11 مليون سوداني، وتدمير البنى التحتية والمرافق الحيوية مثل المدارس والمستشفيات، وتفكك النظام الصحي الوطني، مؤكدين أن هذه الأحداث تشكل خطرًا جسيمًا على الأمن الإنساني والسلام والاستقرار في المنطقة.

كما أعرب البيان الصادر عن الاجتماع التشاوري بشأن الوضع في السودان عن القلق العميق إزاء تفاقم حالات انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، والعنف العرقي الذي قد يصل إلى مستوى جرائم التطهير العرقي في بعض مناطق دارفور، مما ينذر بانتشار الصراع عبر الحدود ويشكل تهديدًا خطيرًا للسلام والاستقرار في المنطقة.

وأشاد المجتمعون، بدعوة جامعة الدول العربية لعقد الاجتماع التشاوري الذي ضم منظمات إقليمية ودولية مهمة، وذلك بهدف تعزيز التنسيق والتعاون في البحث عن حلول للأزمة في السودان.

 

التأكيد على حماية السودان

كما أكد المجلس التشاوري التزام المشاركين بحماية سيادة ووحدة واستقلال جمهورية السودان وسلامة أراضيها، ودعم الجهود المبذولة لتحقيق وقف شامل لإطلاق النار وتعزيز الحوار السياسي الشامل لاستعادة السلام والاستقرار في البلاد.

وأضاف البيان: "بناءً على ما سبق، فإن المشاركين يؤكدون أهمية تكثيف الجهود المشتركة من أجل إيجاد حلول دائمة وشاملة للأزمة السودانية، وذلك من خلال التعاون الفعال والتنسيق الوثيق بين المنظمات الإقليمية والدولية المعنية".

فيما أدان بشدة لجميع أشكال الجرائم المرتكبة ضد المدنيين خلال النزاع، بما في ذلك المجزرة البشعة التي وقعت في قرية ود النورة بولاية الجزيرة في 5 يونيو 2024، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 158 شخصًا بينهم 35 طفلًا، بالإضافة إلى الهجوم على مستشفى الجنوب بالفاشر، مما أدى إلى إغلاقه وتعريض حياة العديد من المرضى للخطر.

 

الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية

كذلك أكد ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية كعمود فقري للحفاظ على وحدة واستقرار البلاد وسلامتها الإقليمية.

وثمن المجتمعون، الجهود المختلفة المبذولة من قبل الحكومات والمنظمات الدولية والإقليمية لصالح السودان، بما في ذلك مبادرة جدة التي ترعاها المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق وقف إطلاق نار شامل بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، ومبادرة الاتحاد الإفريقي وإيجاد لدعم الحل السياسي الشامل، ومبادرة دول جوار السودان برعاية جمهورية مصر العربية.

ودعوا إلى دعم الجهود الموجهة نحو استئناف محادثات جدة وتنفيذ مخرجاتها، بما في ذلك إعلان جدة للالتزام بحماية المدنيين في السودان والتي صدرت في 11 مايو 2023، بالإضافة إلى إعلان هدنة لحقن دماء السودانيين بمناسبة عيد الأضحى المبارك.

كما جددوا التزامهم بتعزيز التنسيق لتحقيق سلام مستدام في السودان، من خلال التوصل إلى وقف كامل وشامل لإطلاق النار وإطلاق حوار سياسي وطني بقيادة سودانية، والاستفادة من آليات الوساطة المحلية والوجهاء السودانيين في عملية نزع فتيل النزاع وبناء الثقة.

ورحبوا بجهود مصر لعقد مؤتمر للقوى السياسية المدنية السودانية، والذي من المقرر عقده في نهاية الشهر الحالي، كمساهمة مهمة في تعزيز التوافق بين القوى السياسية المختلفة وتهدئة الأزمة وتقريب وجهات النظر.