عودة النينيو.. كيف تستطيع الأرض الهروب من هلاك الظواهر الجوية؟

في تصريحات جديدة عن أسباب هذا الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة، حذر عبدالمسيح سمعان، أستاذ الدراسات البيئية وتغير المناخ، من عودة ظاهرة النينيو وتأثيراتها المدمرة على كوكب الأرض.

ظاهرة "النينيو" هى نمط مناخي يحدث بشكل طبيعي ويقترن بارتفاع درجات حرارة سطح المحيط في وسط وشرق المناطق الاستوائية في المحيط الهادئ، لكنه يحدث في سياق تغير مناخي ناجم عن الأنشطة البشرية.

وهي ليست ظاهرة حديثة إنما عانى منها سكان الأرض في سنوات سابقة، وتحدث كل سنتين أو 7 سنوات وتمتد نوباتها من 9 لـ12 شهرًا.

ففي عمق محيطات العالم المضطربة، يفرض خطر "النينيو" وجوده القاسي على خريطة التحديات التي تواجه الإنسانية، وفي أعالي المحيط حيث تتلاطم أمواجه المتمردة، ترتفع درجات الحرارة بشكل غير مألوف، مرسلة إشارات تحذير لا لبس فيها عن كارثة وشيكة، وكأن البحار أخذت على عاتقها مهمة توجيه صفعة ساخنة للبشرية لإيقاظها من غفلتها تجاه مصير الأرض.

وفي هذا الإطار، يتحدث عدد من المتخصصين عن أسباب هذا الارتفاع في درجات الحرارة مع وضع حلول لكيفية التغلب على تلك الظاهرة وإعادة الأرض إلى طبيعتها.

خبير جغرافي: تداعيات "النينيو" ستلازمنا طوال الصيف

بداية، حذر محمد حامد، الخبير الجغرافي، من تداعيات ظاهرة النينيوالتي ستلازمنا خلال الصيف الحالي ما سيؤدي إلى تقلبات كبيرة في درجات الحرارة وحالات الطقس، موضحًا أنها ظاهرة ناتجة عن تفاعلات شديدة بين المحيط والغلاف الجوي، حيث ترتفع درجات حرارة البحر بشكل ملحوظ، خاصة في المنطقة الاستوائية الشرقية الوسطى للمحيط الهادئ.

وأوضح حامد في حديثه، أنه يترتب على هذا الارتفاع الشديد في درجات الحرارة آثار سلبية على الطقس العالمي، كحدوث رياح شديدة وأعاصير في المحيط الهادئ، إضافة إلى زيادة معدلات هطول الأمطار في بعض المناطق كالولايات المتحدة وبيرو وتشيلي والإكوادور، فيما تنخفض معدلات صيد الأسماك في أمريكا الجنوبية.

من ناحية أخرى، حذر الخبير الجغرافي أيضًا، من العواصف الشمسية التي ستصاحب هذه الظاهرة، داعيًا إلى تجنب التعرض للشمس قدر الإمكان، مشيرًا إلى أن ظاهرة النينيو والنينا، المتمثلة في ارتفاع وانخفاض درجات حرارة المحيط الهادئ الاستوائي على التوالي تتعاقبان في دورات غير منتظمة على مر السنين في ما يُعرف باسم "التذبذب الجنوبي للنينو" وهو ما سيعاني منه الطقس العالمي خلال الأشهر المقبلة، محذرًا من احتمال حدوث تقلبات حادة غير مسبوقة.

أمين اتحاد خبراء العرب: "النينيو" قد تمتد لـ12 شهرًا

واتفق معه في الحديث، الدكتور مجدي علام، مستشار برنامج المناخ العالمي وأمين اتحاد خبراء البيئة العرب، من احتمال تعرض العالم لظاهرة "الاكستريم نينو" وهي التطرف الشديد في الطقس، بعد رصد ظاهرة النينيو في المحيطات خلال السنوات الأخيرة.

وأوضح "علام"، في حديثه، أن ظاهرة "النينيو" تبدأ في المناطق الاستوائية، خاصة في المحيط الهادي من ناحية آسيا وجنوب إفريقيا، وتحدث كل سنتين أو 7 سنوات، ويمكن أن تمتد لفترات تصل إلى 9 أو 12 شهرًا.

وحذر من التداعيات السلبية لهذه الظاهرة، كتأثيرها على الكائنات البحرية ونظمها المعيشية، إلى جانب احتمال حدوث فيضانات وموجات جفاف وحرارة وبرودة شديدة في مناطق مختلفة من العالم.

منظمة "نايتشر كونزيرفانسي": الحلول المناخية الطبيعية ستواجه التغيرات المناخية

في تصريحات سابقة، ذكر المدير العام العالمي للأراضي في منظمة "نايتشر كونزيرفانسي" للمحافظة على البيئة، أن "الحلول المناخية الطبيعية" كالمحافظة على الغابات وإعادة التشجير والإصلاح الزراعي تعتبر من أبرز الطرق الواعدة لمواجهة تغير المناخ، حيث يمكنها خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 11.3 مليار طن سنويًا. 

وأوضح المدير العام، أن الجهود العالمية في هذا الصدد لا تزال محدودة، إذ سُجلت في 2016 زيادة بنسبة 51% في فقدان الغابات، لذا يتعين على الحكومات والشركات التحرك لحماية الأراضي وإزالة الدعم المشجع للاستهلاك المفرط للموارد، فضلًا عن دعم الابتكار وتوفير التمويل اللازم للحلول الطبيعية.