رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما بعد «مذبحة النصيرات».. ناجون لـ«الدستور»: قصفونا بالصواريخ.. والطائرات طاردت الفارين

مذبحة النصيرات
مذبحة النصيرات

لا صوت يعلو فوق صوت المذبحة التى حدثت فى مخيم النصيرات فى قطاع غزة أمس، فالكاميرات لا تكذب والعين لا تخطئ النظر وهى تشاهد الجثث والأشلاء المبعثرة على الأرصفة والشوارع، والتى وصلت أعدادها وفق آخر إحصائية إلى نحو ٢٧٤ شهيدًا و٦٩٨ مصابًا.

هذه المذبحة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلى فى المخيم، لتغطى على انسحابها خلال عملية تحرير ٤ من المحتجزين الإسرائيليين فى منطقة النصيرات، بشكل يعيد التأكيد على الفشل العسكرى الكبير وانعدام الخبرة الذى يعانى منه الاحتلال. 

«الحمدلله نجونا من الموت المحقق»، بتلك الكلمات بدأت إسراء موسى، من النصيرات، حديثها مع «الدستور»، كاشفة عن لحظات الرعب التى عاشها السكان فى أثناء المجزرة المروعة.

وقالت: الأهالى عاشوا أحداثًا قاسية جدًا، وتعرضنا للرعب والقصف العنيف الذى ليس موجودًا حتى فى الخيال ولا فى أفلام الأكشن، «بس موجود عند المجرمين الصهاينة، وربنا وحده ينجينا من هذا الإجرام».

وذكرت أن القصف فى البداية كان مركزًا فى منطقة سوق بالنصيرات، ودخلت قوات خاصة اقتحمت المنطقة بالقرب من منزلها، متابعة: «كنا جالسين فى أمان الله نستعد لتحضير وجبة الغداء، فجأة ومن دون سابق إنذار قصفتنا الصواريخ ونزلت علينا كالمطر، وطائرات الكوادكابتر أطلقت النار على الناس الهاربة من القصف وصارت ترمى قنابل متفجرة، والدبابات تطلق القذائف، والقصف كان عشوائيًا دون أى تفريق بين المدنيين والأطفال والنساء، وقصفوا أيضًا خيام النازحين».

وتابعت: «لم أعرف كيف أتصرف من شدة الخوف فضلت أبكى وأحضن أخى فى زاوية فى إحدى غرف المنزل طوال اليوم، وخاصة أنه من ذوى الهمم وكان يصرخ كثيرًا، لأن الحدث كان فوق الوصف».

وأكملت: «القصف العشوائى استمر ٤ ساعات متواصلة، الدنيا كانت عبارة عن ضباب كثيف حجب الرؤية، وحتى الآن نعيش فى صدمة من هول الحدث والمفاجأة التى تعرضنا لها».

وتابعت: «الشهداء والجرحى كانوا فى الشوارع ولم يستطع أحد إنقاذهم أو انتشالهم، وتم دفن عدد منهم فى مقابر جماعية، وهناك جثث أخرى لم يتمكن الأهالى من دفنها فى قبر واحد، وفتحوا قبور شهداء آخرين، وتم وضعها فوقهم».

وحول الوضع الحالى فى المنطقة، قالت: «انسحبت قوات الاحتلال، لكن قصف الطائرات ما زال مستمرًا والدبابات فى مناطق حول المدينة، وبين كل وقت يتم قصف عدة قذائف».

وواصلت: «وقت القصف كنت أريد أن أذهب لرؤية بناتى، وفجأة سمعت صراخ أحد الجيران عقب إصابته إصابة خطرة، واستشهد على إثرها، وبعد ذلك عرفت أن بنتًا من بناته استشهدت أيضًا، وبقيت زوجته ونجلته الأخرى».

بدوره، قال حسام الطهراوى، من أهالى المخيم: «عشنا أهوالًا كأن القيامة قامت، الكفار أيام الرسول لم يفعلوا بالمسلمين مثل ما يفعله الصهاينة الآن بنا».

وأضاف: «ما حدث معنا فى النصيرات من قصف مستمر عنيف هو مجزرة حقيقية، لا وصف له ولا كلمات تعبر عن هول ما حدث، حتى فى أفلام الرعب لم نشاهد مثل ما تعرضنا له».