الكنيسة المارونية تحتفل بحلول الأحد الرابع من زمن العنصرة

تحتفل الكنيسة المارونية بحلول الأحد الرابع من زمن العنصرة.

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها إن الآية التّالية تعبّر عن ملء الإيمان المسيحي: "اِبتَهجَ أَبوكُم إِبراهيم راجِياً أَن يَرى يَومي ورآهُ فَفَرِح" وبحسب كلام المسيح هذا، فإن إيمان إبراهيم كان موجّهًا نحوه، إذ يمكن اعتبار إيمانه رؤية مُسبقة لسرّه. وهذا ما فهمه القديّس أوغسطينوس إذ أكّد أن الإيمان يخلّص الآباء: ليس الإيمان بالرّب يسوع المسيح الذي أتى إنّما الإيمان بالمسيح الذي سيأتي، أي الإيمان الموجّه نحو حدث مجي الرّب يسوع في المستقبل.

إن الإيمان المسيحي يتركّز حول الرّب يسوع المسيح، وهو اعترافٌ أن المسيح هو الّرب وأن الله أقامه من بين الأموات. وإن جميع خطوط العهد القديم تلتقي في الرّب يسوع المسيح. فهو قد أصبح جواب الـ "نَعَم" النّهائيّ لجميعَ مَواعِدِ اللهِ، والأساس الذي عليه نقول "الآمين" النهائية لله. إن تاريخ الرّب يسوع المسيح هو التجلّي الكامل لموثوقية الربّ. فإن كان إسرائيل يذكّر بأعمال محبة الرَّب العظيمة التي شكلّت محور اعترافه وفتحت أعين إيمانه، فإن حياة الرّب يسوع المسيح تبدو من الآن فصاعدًا المركز الحاسم لتدخّل الربّ، وأعلى مظهر لتجلّي محبة الله لنا.

إن الكلمة التي يوصلها الربّ لنا من خلال المسيح ليست كلمة إضافية بين ما سبقها، بل هي كلمته الأزلية  وما من ضمانة أقوى يعطينا إياها الربّ ليؤكّد لنا محبتّه وهو ما يذكرنا به القديس بولس فالإيمان المسيحي إذًا هو إيمانٌ بالمحبة الكاملة، وسلطانها المؤثّر وبقدرتها على تغيير هذا العالم وعلى إضاءة الزمان.  "ونَحنُ عَرَفْنا المحبَّةَ الَّتي يُظهِرُها اللهُ بَينَنا وآمنَّا بِها." فالإيمان يشكّل الأساس الّذي ترتكز عليه الحقيقة وغايتها النّهائيّة من خلال محبّة الله الّتي تجلّت لنا بالرّب يسوع المسيح.