الكنيسة اللاتينية تحتفل بذكرى القدّيس أفرام السريانيّ الشمّاس ومعلِّم الكنيسة
تحتفل الكنيسة اللاتينية بذكرى القدّيس أفرام السريانيّ، الشمّاس ومعلِّم الكنيسة، الذي ولد في نصيبين نحو سنة 306 في اسرة مسيحية. رُسِمَ شماساً، وخدم في نصيبين وفي مدينة الرها حيث أسَّس مدرسة للاهوت. سلك طريق التجرد والزهد، ولكنه لم يترك خدمة الوعظ وتأليف الكتب لدحض أضاليل زمنه. توفي عام 373.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية جاء نصها كالآتي: إِنَّ ٱلَّذينَ ٱختارَهُم بِسابِقِ ٱختِيٱرِهِ، أَعَدَّهُم قَديمًا لِأَن يَكونوا عَلى مِثالِ صورَةِ ٱبنِهِ، لِيَكونَ هَذا بِكرًا لِإِخوَةٍ كَثيرين" لأنّه، كونه الابن الوحيد بالطبيعة، ارتبط بالنعمة مع العديد من الإخوة الذين هم واحد معه: "أَمَّا الَّذينَ قَبِلوه وهُمُ الَّذينَ يُؤمِنونَ بِاسمِه فقَد مَكَّنَهم أَنْ يَصيروا أَبْناءَ الله" فبصيرورته ابنًا للإنسان، جعل من جماعة النّاس أبناءً لله. وهو قد ارتبط بهم، في حين أنّه فريد في حبّه وقوّته. إنّ البشر، في حدّ ذاتهم، بولادتهم وفقاً للجسد، هم جماعة؛ لكنّهم بالولادة الثانية، الولادة الإلهية، ليسوا معه إلّا واحدًا فقط. فالرّب يسوع المسيح الوحيد، الفريد والجامع، هو الرأس والجسد
والرّب يسوع المسيح الوحيد هو ابن إلهٍ واحد في السَّماء وأمٍّ واحدة على الأرض. هناك العديد من الأبناء، ورغم ذلك هناك ابنٌ واحدٌ فقط. فكما أن الرأس والجسد هم في الوقت ذاته ابنٌ واحدٌ وعديد من الأبناء، هكذا مريم والكنيسة هم أمّ واحدة والعديد من الأمّهات، عذراء واحدة، والعديد من العذارى. كلاهما أمهات؛ على حدٍّ سواء، وعذارى. كلاهما حَبلَتا من الرُّوح القدس، دون رغبة جسد. كلّ منهما أعطت ذريّة إلى الله الآب، دون خطيئة. إحداهما أَنجَبت، من دون أيّة خطيئة، رأسًا للجسد. والأخرى وَلَدت، من خلال مغفرة الخطايا، جسدًا للرأس. كلاهما أمّهات للرّب يسوع المسيح، ولكن أيًّا منهما لم تلده بأكمله دون الأخرى. إنّه لَمِن الصحيح، إذن، في الكتاب المقدّس الموحى إلهيًّا به، أنّ ما يقال عمومًا عن الأمّ العذراء التي هي الكنيسة، ينطبق على وجه الخصوص على مريم العذراء. وما يقال عن الأمّ العذراء أي مريم على وجه الخصوص، يُفهَم عموماً بأنّه عن الأمّ العذراء التي هي الكنيسة.