"الناس بتجيله من كل حتة".. موسم حصاد اللؤلؤ الأصفر بالعمار (بث مباشر)
في صباح كل يوم، تشرق الشمس على قرية العمار بمحافظة القليوبية، حيث تتألق الطبيعة بألوانها الخلابة، وتزهو المنازل بين حقول خضراء وأشجار مشمش مثمرة، يعم النشاط والحياة في كل زاوية، حيث يتسابق الشباب والرجال لحصد ثمار المشمش بحماس، بينما يقوم النساء بفرزه بعناية.
وتتزين وجوه الجميع بالبسمات، مع حلول موسم حصاد "اللؤلؤ الأصفر"، الذي يعتبر عيدا سنويًا لأهالي القرية، هكذا تتجسد جماليات العمار في تلاحم سكانها وروح المحبة التي تسودها، جاذبة بسحرها كل من يزورها.
مزارع: حالة تأهب قسوى لأهالي قرية العمار خلال موسم المشمش
قال عاطف جاد، أحد المزارعين بقرية العمار، إن موسم المشمش يبدأ كل عام في بداية الثلث الثاني من شهر مايو، حيث يبدأ بعض الشجر ما يطلق عليه "البشائر" بطرح ثماره، ويستمر الموسم حتى بداية شهر يونيو، وخلال هذه المدة تتأهب القرية بكل من فيها سواء مزارعين أو حتى موظفين أو عمال بالمهن والحرف الأخرى، رجالا ونساءً، لاستقبال هذا الموسم للعمل فيه، حيث يشارك الرجال والنساء في العمل في حقول المشمش، وكل منهم له دور لا يقل أهمية عن غيره.
وأضاف أن العمل في المشمش لا يقتصر فقط على هذا الموسم، بل يتم مراعاة الأشجار على مدار العام، ويبذل المزارعون جهدا كبيرًا يتوج هذا المجهود في هذا الموسم ليرى حصاد تعبه أمام عينيه يسر نظره، فشجر المشمش يعامل كأنه طفل صغير يتم تدليله وتقديم كافة احتياجاته من سماد وري ورش المبيدات الحشرية التي تنخر في سيقانه وأعواده وتؤثر على إنتاجه وثمرته، كما يتم تنظيف التربة من تحته بشكل دوري من المخلفات ومن النباتات الضارة لكي تتمتع الشجرة بتربة خصبة ونظيفة.
وأشار إلى أن عمر شجرة المشمش يتراوح ما بين 20 إلى 30 عاما، تقدم خلالهما إنتاجا جيدا، ثم تدخل في مرحلة الشيخوخة حيث يكون إنتاجها أقل جودة، فيقومون بعد ذلك باستبدالها بأخرى جديدة، مشيرًا إلى أن وقت طرح الثمار يقوم العامل والذي يطلق عليه "جمّيع" لديه دراية وخبرة بانتقاء الثمار التي نضجت على الشجرة وترك غيرها ممن لا تزال في مرحلة النضوج حتى يتسلق الشجرة في وقت لاحق لقطفها عندما تكون جاهزة.
ويتم تجميع المشمش بطريقة معينة، حيث يكون في استقبال "الجمّيع" شخص آخر يتولى عملية الفرز في الصناديق أسفل الشجرة التي يتم حصاد المشمش منها، ومن ثم يتم توريد الإنتاج إلى "السويقة" وهي المنطقة التي يُباع فيها أطنان المشمش بالمزاد في مناطق معلومة بالقرية للتجار، كما يتم أيضا بيع المشمش "قطاعي" بالكيلو من قبل أبناء القرية للراغبين في الحصول على مشمش العمار المميز.
السماد والمبيدات مشكلات تؤرق مزارعين العمار
وعن المشكلات التي تواجه المزارعين في قرية العمار، يقول عاطف جاد إن صاحب الحقل والمزارعين بشكل عام يتعرضون للويلات في الحصول على السماد، فلا بد من اختيارنا السماد بعناية ولايؤّمن للبدائل حيث أن جذور شجر المشمش لا تتحمل سوى أنواع محددة والتي ليست متوفرة بشكل كبير، والشق الآخر هو المبيدات حيث أنها غالية الثمن وشبه معدومه الفائدة، فبعد أن يقوم المزارع برش الأشجار بالمبيدات لأكثر من مرة يفاجئ بأن الكثير من الثمار مصابة ويتساقط الكثير منها على الأرض ويتم إعدامه، وهو أمر مستمر منذ قرابة 6 أعوام في جميع الحقول.
وطالب بضرورة تبني وزارة الزراعة لهذا الأمر وتتكفل وحدها بطرح السماد والمبيدات كما كان سابقا للمزارعين، وذلك لدعم هذه الصناعة العملاقة التي تشتهر بها القرية ومصر بشكل عام، فالمشمش المصري له اسم كبير في جميع الدول وللحفاظ عليه يجب أن يبذل المعنيون بالأمر جهودا في تقديم الوسائل الآمنة للمزارعين وتخليصهم من جشع التجار الذين يستوردون أردأ الأنواع ويبيعونها بأعلى الأسعار.