الفرصة الأخيرة.. مصدر رفيع: القاهرة تلقت إشارات إيجابية من «حماس» بشأن الهدنة
قال مصدر رفيع المستوى إن مصر أجرت لقاءات واتصالات مصرية مكثفة خلال الساعات الأخيرة لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار بقطاع غزة، مشيرًا إلى دعوة قيادات حماس لزيارة القاهرة ومناقشة كل التفصيلات المتعلقة بالأوضاع الحالية.
وأضاف أن قيادات حماس أبلغت القاهرة أنها تدرس بجدية وإيجابية مقترح الهدنة، الذى طرحه الرئيس الأمريكى جو بايدن، موضحًا أن مصر تلقت إشارات إيجابية من الحركة تُشير إلى تطلعها لوقف إطلاق النار.
وأوضح أن «حماس» ستقدم ردها بشأن مقترح الهدنة خلال الأيام المقبلة.
وبالتزامن، قال المصدر إن هناك تحركات مصرية مكثفة، خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، وإن زيارات وفود حركة فتح والجهاد الإسلامى والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تأتى ضمن جهود مصر لاستعادة مسار المصالحة الفلسطينية وتحقيق الاستقرار بقطاع غزة.
فى السياق ذاته، أعرب قادة ١٦ دولة، فى بيان مشترك صدر أمس، بشأن غزة، عن دعمهم لمقترح الرئيس الأمريكى جو بايدن لوقف إطلاق النار فى غزة والإفراج عن المحتجزين.
والدول هى: المملكة المتحدة والأرجنتين والنمسا والبرازيل وبلغاريا وكندا وكولومبيا والدنمارك وفرنسا وألمانيا وبولندا والبرتغال ورومانيا وصربيا وإسبانيا وتايلاند.
وقال القادة، فى البيان الذى نشره الموقع الرسمى للحكومة البريطانية: «باعتبارنا قادة الدول التى تشعر بالقلق العميق بشأن المحتجزين الذين تحتجزهم حماس فى غزة بما فى ذلك العديد من مواطنينا، فإننا ندعم بالكامل التحرك نحو وقف إطلاق النار واتفاق الإفراج عن الرهائن المطروح الآن على الطاولة، وكما حدده الرئيس بايدن فى ٣١ مايو ٢٠٢٤».
وأشار القادة إلى أن هذا الاتفاق من شأنه أن يؤدى إلى وقف فورى لإطلاق النار وإعادة تأهيل غزة إلى جانب ضمانات أمنية للإسرائيليين والفلسطينيين، وإتاحة فرص لسلام طويل الأمد أكثر استدامة وحل الدولتين.
وأضافوا: «فى هذه اللحظة الحاسمة، ندعو قادة إسرائيل وكذلك حماس إلى تقديم أى تنازلات نهائية ضرورية لإبرام هذه الصفقة وتوفير الراحة لكلا جانبى هذا الصراع الرهيب، لقد حان وقت انتهاء الحرب وهذه الصفقة هى نقطة البداية الضرورية».
فيما أكد مستشار الأمن القومى فى البيت الأبيض، جيك سوليفان، لشبكة «إن بى سى»، أن اقتراح صفقة المحتجزين الإسرائيليين «لا يزال حيًا»، مضيفًا: «الحكومة الإسرائيلية أكدت مجددًا، حتى اليوم، أن الاقتراح لا يزال مطروحًا على الطاولة، وأن الأمر متروك لـ(حماس) لقبوله».
كما أجرى كبير مستشارى بايدن لشئون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، فى القاهرة، يوم الأربعاء، محادثات مع المسئولين المصريين حول الاتفاق المرتقب.
وكشفت تقارير أمريكية عن وجود محاولات من إدارة الرئيس جو بايدن للضغط على إسرائيل، من أجل قبول صفقة تهدئة فى قطاع غزة، تتضمن إيقاف الحرب مقابل الإفراج عن المحتجزين، وذلك فى أقرب وقت ممكن.
وذكرت مجلة «بوليتيكو» الأمريكية، أن «بايدن» يضغط على بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، من أجل وقف حرب غزة، من خلال ما وصفه مراقبون بأنه «عناق الدب».
وشرحت: «بايدن ومساعدوه يعملون على التأكد من أن نتنياهو يشعر بالضغط من جميع الأطراف، ما يدفعه لإنهاء الحرب بسرعة»، معتبرة أن «بايدن» أصبح «أكثر عدوانية» فى هذا الاتجاه، ويدفع من خلال خطاباته المعلنة وخلف الكواليس لزيادة الضغط على «نتنياهو»، من القوى الإقليمية والأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة، إلى جانب المواطنين الإسرائيليين، وحتى الحلفاء والأعداء السياسيين لرئيس الوزراء الإسرائيلى على حد سواء. وأضافت: «هناك خوف بين العديد من المسئولين الأمريكيين، وغيرهم من العالقين فى الأزمة، من أن تكون هذه هى الفرصة الأخيرة الأفضل لإعادة المحتجزين الإسرائيليين إلى وطنهم وإنهاء الحرب دون وقوع المزيد من الضحايا».
وواصلت: «من نواحٍ عديدة، يتجاوز فريق بايدن جهوده السابقة لإقناع نتنياهو بالعمل بناءً على نصيحة الولايات المتحدة، ويلجأ إلى عدد أكبر من الأشخاص والمؤسسات أكثر من المعتاد، حتى يشعر رئيس الوزراء الإسرائيلى بوجود ضغط كبير عليه»، وهو ما وصفه جوناثان لورد، المسئول السابق فى وزارة الدفاع بقوله: «يبدو الأمر أشبه بأداة حادة».
وبطبيعة الحال، تستهدف حملة الضغط حركة «حماس» أيضًا، لكن «نتنياهو هو فى بعض النواحى صانع القرار الأكثر تعقيدًا، والشخص الذى تتمتع الولايات المتحدة بسلطة أكبر للتأثير عليه بشكل مباشر»، وفق المجلة الأمريكية.
وأشارت إلى مواجهة «نتنياهو» ضغوطًا من داخل حكومته للتخلى عن خطة وقف إطلاق النار، لأن ذلك يعنى فقده وظيفته، وربما ينتهى به الأمر إلى السجن، مضيفة: «مثل هذه العواقب تجعل من الصعب عليه أن يوافق ببساطة على المناشدات الأمريكية لدعم الصفقة، على الرغم من أنها اقتراح إسرائيلى فى المقام الأول، من الناحية الفنية».