جمهورية فنزويلا البوليفارية والسيادة الشعبية
تحت عنوان "الانتخابات الرئاسية فى فنزويلا 2024: تقدم ديمقراطى جديد ف هوى المنطقة" أقام مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية، المعنى بالشئون اللاتينية ندوة، بالتعاون مع سفارة جمهورية فنزويلا البوليفارية بالقاهرة، وذلك بحضور عدد من سفراء دول أمريكا اللاتينية منها كوبا وبيرو والدومنيكان، وأعضاء اللجنة الشعبية لدعم فنزويلا وعدد من الصحفيين والإعلاميين.
أدار الندوة بجدارة الكاتب الصحفى الأستاذ محمد شلبى أمين.
كانت البداية مع كلمة ترحيبية من السيد اللواء أركان حرب حمدى لبيب "رئيس مؤسسة الحوار للدراسات والبحوث الإنسانية" والتى رحب فيها بالحضور وأشاد بدور دول أمريكا الللاتينية وفى القلب منها فنزويلا فى التعاون بين دول الجنوب (الدول النامية) من أجل صالح الشعوب ومن أجل تعزيز التنمية والرخاء والسلام والاستقرار، بجانب التصدى للصراعات والتحديات والأزمات، تلاها كلمة ترحيبية من السيد ويلمر أومار بارينتوس سفير جمهورية فنزويلا بالقاهرة، والتى أشار فيها إلى العلاقة المهمة مع مركز الحوار منذ عام 2019 ودور المركز فى تعزيز وتعميق العلاقات التاريخية المصرية الفنزويلية.
وبعدها تحدث مقرر برنامج الدراسات القانونية والبرلمانية بالمركز الأستاذ محمد حسنى عن "الإطار الدستورى والقانونى للإنتخابات الرئاسية فى فنزويلا"، ثم قدم الأستاذ محمد ربيع مساعد مدير المركز للشئون اللاتينية ومدير تحرير مجلة شئون لاتينية، خريطة المرشحين وبرامجهم الانتخابية.
وفى السطور التالية سأركز على ما جاء فى الحديث عن الانتخابات الرئاسية الفنزويلية فى 28 يوليو القادم، وإطارها الدستورى وضمانات الشفافية والديمقراطية لهذه الانتخابات.
إن الديمقراطية الفنزويلية الفعالة تقوم على المشاركة والقيادة والمسئولية المشتركة، أي أن هناك ضمان للمشاركة المباشرة للشعب في صنع القرار. في فنزويلا، الاقتراع حق ويتم ممارسته من خلال التصويت الحر والشامل والمباشر والسري، ويضمن القانون مبدأ تخصيص الاقتراع والتمثيل النسبي، حيث يكون الناخبون جميعهم من الرجال والنساء الفنزويليين الذين بلغوا سن الثامنة عشرة وليسوا محرومين من الحقوق المدنية أو فاقدي الأهلية السياسية، ومن الجدير بالذكر أنه في المراحل المختلفة للعملية الانتخابية، تتاح للمواطنين إمكانيات واسعة للمشاركة.
وفي فنزويلا، يتم انتخاب رئيس أو رئيسة الجمهورية عن طريق التصويت العام المباشر والسري، وفقًا للقانون، وسيتم إعلان انتخاب المرشح الذي حصل على أغلبية الأصوات الصحيحة.
الجدير بالذكر أنه وفقا للقانون الأساسي للعمليات الانتخابية، يضمن النظام الانتخابي المطبق على الانتخابات في فنزويلا أن تتكون أجهزة الدولة وفقًا لرغبة الشعب، بموجب أحكام المادة 5 من الدستور، التي تنص على أن السيادة فقط للشعب ولن تكون لأحد غيره، يمارسها بشكل مباشر بالشكل المحدد في هذا الدسـتور وفي القانون، وبشكل غير مباشر بواسطة انتخاب الأجهزة التي تمارس السلطة العامة..
ولقد أعلن المجلس الانتخابي الوطني لجمهورية فنزويلا البوليفارية، في 5 مارس 2024، قراره بالإجماع بالدعوة لإجراء انتخابات رئاسية للفترة 2025-2031.
ومن المهم الأخذ بعين الاعتبار أن المجلس الانتخابي الوطني اتخذ قراره استنادًا إلى صلاحياته الدستورية، فضلا عن الأخذ بعين الاعتبار نتيجة مشاورات واسعة مع جميع الفاعلين السياسيين فى البلاد، وهذه المشاورات التي هي نتاج الجهود المتواصلة التي بذلها الرئيس نيكولاس مادورو موروس في بناء وتنفيذ الحوار مع مختلف قطاعات المعارضة الفنزويلية، تم إجراؤها، مع الأطراف التي وقعت على مذكرة التفاهم لعام 2021 في المكسيك، واتفاقيات بربادوس فى 2023 برفقة ممثلين عن مملكة النرويج وروسيا والبرازيل وكولومبيا، وأيضا المشاورات السياسية مع الأحزاب والقوى السياسية التى تمت فى يناير وفبراير 2024.
وبمجرد انتهاء الموعد النهائي لتقديم الترشيحات، أعلن المجلس الانتخابي الوطني رسميا عن استلام ترشيحات من ثلاثة عشر (13) مرشحًا، بعضهم مدعوم من أكثر من حزب سياسي، ليصل العدد إلى سبعة وثلاثين (37) حزبًا سياسيًا.
وعقب الانتهاء من بعض الترتيبات السياسية الحزبية، تم تحديد العدد النهائي للمرشحين ليكون 10 مرشحين، يدعمهم 37 تشكيلًا سياسيًا، استفاد من المزايا التي يوفرها نظام الترشيح الآلي، الذي صممه المجلس الانتخابي الوطني، لغرض تبسيط العملية برمتها بحيث يكون لدى المنظمات ذات الأغراض السياسية، منصة موثوقة وفعالة لتقديم طلبات مرشحيها خلال الأوقات المحددة في الجدول الزمني للانتخابات.
وبهذه الطريقة، يستمر سير العملية الانتخابية الحالية بسلام وفي ظل ضمانات ديمقراطية كاملة، ومن بينها تبرز عملية المرافقة والمراقبة العديدة والمتنوعة، الوطنية والدولية، المعتادة في الانتخابات التي أجريت في فنزويلا، والأهم من ذلك،عمليات التدقيق واسعة النطاق التي تتم في المراحل المختلفة للعملية الانتخابية، والتي تشارك فيها جميع الأحزاب السياسية المرشحة.
ويجري المجلس الوطني للانتخابات 16 عملية تدقيق موزعة على النحو التالي:
12 قبل الحدث الانتخابي، و1 أثناء الانتخابات، و3 عقب إجراء استفتاء، وذلك بمشاركة خبراء دوليين.
ووفقا لما أعلنه المجلس الانتخابي الوطني رسميًا، فإن قائمة المرشحين تضم عشرة مرشحين من كافة الأطياف السياسية والحزبية.
ومن المهم الإشارة إلى أن المجلس الانتخابي الوطني، استجابة للطلبات التي قدمتها مختلف المنظمات ذات الأغراض السياسية المشاركة في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، منح تمديدات لضمان مشاركة جميع المنظمات الحزبية في فنزويلا، وبمنح التمديد، صدق المجلس الانتخابي الوطني على التزامه بضمان حق التصويت والمشاركة السياسية للشعب الفنزويلي، فضلا عن تفعيل مبادئ الشفافية والمساواة والموثوقية والحياد والكفاءة في العمليات الانتخابية المقررة في المادة 293 من الدستور الفنزويلي..
وقال السيد السفير فى ختام كلمته "جدير بالذكر أن جميع استطلاعات الرأي تشير إلى أن الرئيس نيكولاس مادورو هو المرشح الرئيسي للفوز الانتخابي في 28 يوليو 2024، ومن المتوقع أن يتم إعادة انتخاب الرئيس بفارق كبير في الأصوات"..
وأضاف "وتفتخر فنزويلا بنظامها الانتخابي وتحرص على الحفاظ على السلام والنمو الاقتصادي والاستقرار السياسي الوطني. وتظل حكومة جمهورية فنزويلا البوليفارية ثابتة على موقفها- سواء مع الحصول على تراخيص أو بدونها، أو تحت فرض إجراءات قسرية غير قانونية أو بدونها- مصممين على أن نكون أمة حرة وذات سيادة، بينما نبني مستقبلنا الذي ينعم بالسلام والازدهار، سائرين على درب الرفاهية الجماعية".
وفى النهاية أجمع الحضور على تمنياتهم بنجاح إجراء انتخابات ديمقراطية تعبر عن إرادة الشعب الفنزويلى، من أجل الاستمرار فى بناء وتقدم ونمو ونهضة دولة فنزويلا الصديقة.