مجازر الاحتلال في جباليا.. كيف تحول المخيم إلى مكان غير صالح للعيش؟
واحدة من المجازر التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في قطاع غزة منذ حرب السابع من أكتوبر وحتى الآن، وهي الهجوم على مخيم جباليا شمال القطاع بالأمس، والذي أدى تدمير البنية التحتية وسقوط العديد من الشهداء.
هجوم مخيم جباليا
واتساقًا مع ذلك، أعلنت الأمم المتحدة أن الهجوم الإسرائيلي الأخير على مخيم جباليا شمال قطاع غزة خلف آلاف الوحدات السكنية المدمرة وانتشار واسع للأوبئة والأمراض بين سكانه، بسبب تمركز قوات الاجتلال لمدة ثلاثة أسابيع بالقرب منه لتنفيذ عمليات عسكرية.
وأصبح المخيم به بكمية الدمار خلفتها العملية العسكرية الإسرائيلية عليه، حيث شهد المخيم معارك عنيفة بين قوات المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، وفق الأمم المتحدة التي وصفته بالمنطقة المنكوبة.
ودمر الاحتلال 50 ألف وحدة سكنية في جباليا وجرف شبكات الصرف والطرقات بمعظم بلديات شمال غزة، وتدمير 35 بئرًا للمياه والمدارس ومرافق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، وأصبح المخيم على وشك المجاعة.
شبكة مناصر لاجئي فلسطين: «مخيم جباليا دُمر كاملًا»
يعلق على ذلك، هاني جودة، رئيس شبكة مناصر لاجئي فلسطين، بأن هناك سبعة أحياء في مخيم جباليا تم تدميرها بنسبة 100٪: «أصبحت المشاهد مؤلمة للمخيم الذي تحول إلى جبال من الركام الخرساني المدمر كليًا، كما دمرت البيوت في مناطق تل الزعتر ومشروع بيت لاهيا وجباليا البلد».
يقول لـ«الدستور»: «هناك دمار شامل للبنية التحتية وأضرار جسيمة في خمسة آبار كانت مصدرصا للمياه، وخلال العملية العسكرية الأخيرة نزح قرابة 160 ألف نسمة من المقيمين في تلك المناطق إلى وسط وغرب مدينة غزة».
جباليا هو أحد أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، أنشئ بمحاذاة بلدة جباليا بعد نزوح آلاف الفلسطينيين إليه قادمين من قرى ومدن جنوب فلسطين عقب النكبة عام 1948، وتشرف عليه وكالة الأونروا، ويضم حوالي 113,990 لاجئ مسجل.
يوضح أن نصف النازحين لا يجدوا مأوى بسبب حرق مدارس الأونروا وهي كانت الملجأ الوحيد لهم، مشيرًا إلى أن المشهد الآن أصبح ركام في كل منطقة لا مأوى أمان للأطفال والنساء أمام تلك الكارثة، فلا بد من إيجاد حلول عالجة لإنقاذ أهالي غزة.
ودعى جودة الأمم المتحدة والوكالات الدولية إلى ضرورة فرض وقف إطلاق نار فوري وإخراج كل الرهائن من غزة، إذ يمثل وجودهم ضررًا للمدنيين في قطاع غزة، وإدخال جرافات وآليات كبيرة في مخيم جباليا لفتح الشوارع وترحيل الركام.
يضيف: «يجب إصلاح كل آبار المياه المتضررة كليًا و جزئيًا لأن حالات الجفاف والأمراض تتزايد ولا يوجد حياة بدون مياه، وإنشاء مناطق آمنة للنازحين وأصحاب البيوت المدمرة».
ويستطرد: «نطالب بدعم إنشاء مستودعات أغذية للتخزين والتوزيع وتمكين كل كوادر الاونروا من العمل بكامل طاقتهم».
لم تكن المجزرة الأولى في مخيم جباليا ولكن في 2 ديسمبر الماضي استشهد أكثر من 100 شهيد في مجزرة جديدة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في المخيم، حيث قصفت طائراته بناية سكنية تعود لعائلة آل عبيد بصاروخ وكانت البناية تؤوي عددًا من العائلات والنازحين من المخيم.