الكنيسة اللاتينية تحتفل بذكرى القدّيس بنفاسيوس
تحتفل الكنيسة اللاتينية بذكرى القدّيس بنفاسيوس، الأسقف الشهيد، الذي ولد في انجلترا في نحو عام 673. اعتنق الحياة الرهبانية في دير إكسِتِر عام 719. ارتحل الى ألمانيا، وأخذ يبشِّر بالإيمان، فجنى من تبشيره ثمارا كثيرة، رُسِم اسقفاً على مدينة مايْنْتْـس. وانضم اليه رفقاء آخرون، فأسس معهم كنائس عديدة، في مقاطعات بافاريا وتورنجيا وفرنكونيا. وعقد المجامع الكنسية وسنَّ الشرائع. لما كان يبشِّر قبائل الفريزون قتله الوثنيون عام 754. دفن في دير فولدا.
وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: لماذا تضلّ بعيدًا في البحث عن الأمور الصالحة لنفسك وجسدك؟ أحبب الخير الأوحد الّذي فيه كلّ ما هو صالح؛ وهذا يكفي... فكلّ ما يمكن أن نحبّه ونشتهيه موجود هناك في الأعالي.
هل تحبّ الجمال؟ "الصِّدِّيقونَ يُشِعُّونَ حِينَئذٍ كالشَّمْسِ". هل تحبّ الرشاقة أو القوّة في جسد حرّ وخالٍ من أيّ عائق؟ هم "سيَكونونَ مِثلَ الملائِكَةِ في السَّمَاء" ... هل تحبّ الحياة الطويلة والسليمة؟ هناك تنتظرك الصحّة الأبديّة، لأنّ "الأَبْرارَ سيَحيَونَ لِلأَبَد" ... هل ترغب في الشبع؟ ستشبع عندما يُريكَ الله وجهه في مجده. أو في السَّكَر؟ "مِن دَسَمِ بَيتكَ يَشبَعون ومِن نَهرِ نَعيمِكِ تَسْقيهم”. هل تحبّ نشيدًا رخيمًا؟ هناك جوقات الملائكة تنشد مجد الله بلا انقطاع. هل تبحث عن أفراح صافية؟ سيُرويك الله من سَيل أفراحه. هل تحبّ الحكمة؟ ستتجلّى حكمة الله بذاتها. أو الصداقة؟ سيحبّون الله أكثر من ذاتهم، وسيحبّون بعضهم البعض بقدر ما يحبّون ذاتهم، والله سيحبّهم أكثر ممّا يستطيعون أن يحبّوا... هل تحبّ الوفاق؟ سيكونون جميعًا على إرادة واحدة، إذ لن يريدوا سوى ما يريده الله... أو الأمجاد والغنى؟ سيقيم الله خدّامه الصالحين والأمناء على الكثير من الخيرات؛ بل أكثر من ذلك، "فإنّهم أبناءَ الله يُدعَون"، فَهُم في الواقع أبناء، لأنّه حيث يكون الابن، يكون هناك أيضًا "وَرَثَةُ اللهِ وشُرَكاءُ المسيحِ في المِيراث".