رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة الكاثوليكية تحتفل بذكرى القدّيس دوروتيو أسقف غزّة

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية، بذكرى القدّيس دوروتيو أسقف غزّة، وبهذه المناسبة طرح الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، نشرة تعريفية قال خلالها: 

ولد دوروتيو في أنطاكية لعائلة مسيحية ميسورة. تلقى قسطاً وافراً من العلم الكنسي وعلوم الدنيا. شغف بالدارسة حتى كان ينسى الطعام والشراب والنوم. 

وهذا أثر في صحته التي بقيت رقيقة. لم يكن يتذوق غير القراءة، خاصة الكتب الطبية، مما جعله يعزف عن المعاشرات الرديئة واختلالات الصبى. نبذ العالم منذ وقت مبكر. دخل الدير الذى أسسه الأباتي سيريدوس، في واحة ثواطة غير البعيدة عن غزة بجنوب فلسطين . وأسلم نفسه، بملء الثقة، لعهدة الشيخين القديسين بارسانوفيو ويوحنا. ومع أنه كان يرغب في عزلة كاملة فإن الشيخين أخذا في الاعتبار ضعفه وحالته الصحية، تاركين له التصرف بملكية عائلية صغيرة واقتناء الكتب التي أتى بها إلى الدير. 

وإذ لم يكن في وسعه أن يتعاطى الأعمال التقشفية وكانت تهاجمه أفكار النجاسة وزوده القديس بارسانوفيو بالنصح والعزاء أوصاه ألا يسلم نفسه لليأس لأنه فيه مسرة الشيطان، وأذن له بأن يحتسي بعض الخمرة ويعمل ما في وسعه ليقطع مشيئته مركزاً الجهد على النسك الداخلي للقلب التماساً للفضائل الأثمن: التواضع والطاعة ونخس القلب والرأفة بالناس الذكر الدائم لله. على هذا أمكن دوروتيو ، بتشجيع شيخيه ومؤازرة نعمة المسيح، أن يسحق كل أعدائه. وقد علم، بعد ذلك، أن قطع المشيئة هو القادومية المبلغة إلى الكمال. عملياً، إذ نعتاد قطع المشيئة الخاصة، في الأمور الصغيرة أولاً، ثم في كل عمل، نقتني التجرد، والتجرد يبلغنا، بعون الله، إلى اللاهوى الكاملة. كان كثيراً ما يردد قولة الآباء القديسين: "أي من بلغ قطع المشيئة بلغ موضع الراحة".

ذات يوم، تعرض لموجة حزن ساحقة لا تُحتمل أتته من إبليس. فإذا ألفى نفسه في ساحة الدير مُحبطاً يتوسل إلى الله أن يعينه، رأى فجأة شخصاً غريباً له مظهر أسقف يدخل إلى الكنيسة. فتبعه ورآه قائماً في الصلاة وذراعاه ممدودتان إلى السماء. فلما أكمل صلاته استدار نحو الراهب الشاب الذي كان مرتعباً وطرق على صدره مردداً صلاة المزامير. للحال اختفى الشخص فامتلأ قلب القديس دوروتيو نوراً وفرحاً وتعزية وحلاوة. من تلك الساعة لم يعد عرضة للضجر والحزن أو الخوف. 

وإذ قلق بشأن هذا السلام الذي بدا كأنه يخالف الكتاب المقدس وما يعلمه أنه بضيقات كثيرة ندخل ملكوت الله، انفتح على يوحنا النبي الذي طمأنه قائلاً: "كل الذين يطيعون آباءهم   يقتنون هذا اللاهم وهذه الراحة".