رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إنفاذ المساعدات بطريقة هائلة.. "فورين أفيرز" تنصح إسرائيل بأفضل الطرق للقضاء على حماس

حماس
حماس

نشرت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، تقريرا بعنوان "كيف تنتهي حماس" كتبته أودري كيرث كرونين، وهي مديرة معهد كارنيجي للاستراتيجية والتكنولوجيا.

وأكدت الكاتبة أن الجميع في حرب غزة خاسرون باستثناء حماس، وأن إسرائيل عندما غزت القطاع كان هدفها العسكري المعلن تدمير الجماعة.

ولكن برغم أن الحرب أدت إلى تقليص صفوف حماس، فإنها أدت أيضًا إلى زيادة الدعم للجماعة إلى حد كبير - بين الفلسطينيين، وفي مختلف أنحاء الشرق الأوسط، بل وحتى على مستوى العالم.

والطريقة التي ردت بها إسرائيل على هجوم 7 أكتوبر تسببت في أضرار جسيمة لمكانتها العالمية ووضعت ضغوطًا شديدة على علاقات إسرائيل بالولايات المتحدة، شريكها الأكثر أهمية.

وأسفرت الاستجابة العسكرية الإسرائيلية الساحقة وغير المحددة عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، وخاصة النساء والأطفال، وأنتجت إسرائيل ظروفًا شبه مجاعة في أجزاء من القطاع.

على الرغم من أن إسرائيل تزعم أنها قتلت الآلاف من مقاتلي حماس، إلا أن هناك القليل من الأدلة التي تشير إلى أن قدرة المجموعة على تهديد إسرائيل قد تعرضت للخطر بشكل كبير وفي بعض النواحي، ساعد رد إسرائيل حماس.

واستدنت الكاتبة لاستطلاعات رأي أكدت ارتفاع شعبية حماس بين الفلسطينيين، كاستطلاع الرأي الذي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في مارس 2024 الذي خلص أن الدعم لحماس بين سكان غزة تجاوز 50 في المائة، بزيادة 14 نقطة منذ ديسمبر .2023

وعلى الرغم من بعض الانتصارات التكتيكية، كانت الحرب الإسرائيلية في غزة كارثة استراتيجية، ولكي تتمكن إسرائيل من هزيمة حماس، فإنها تحتاج إلى استراتيجية أفضل. استراتيجية مستنيرة بفهم أعمق لكيفية انتهاء الجماعات الإرهابية عمومًا، بحسب الكاتبة.

وواصلت قائلة: لحسن الحظ، يوفر التاريخ أدلة كافية على هذا الموضوع. فعلى مدى عقود من البحث، جمعت مجموعة بيانات تضم 457 حملة ومنظمة إرهابية، تمتد إلى مائة عام، وحددت سنة طرق رئيسية تنتهي بها الجماعات. وهذه المسارات ليست متبادلة الحصر: ففي كثير من الأحيان يكون هناك أكثر من ديناميكية واحدة تعمل وتلعب عوامل متعددة دورًا في إنهاء جماعة إرهابية، ولكن ينبغي لإسرائيل أن تولي اهتمامًا وثيقًا لطريق واحد على وجه الخصوص: الجماعات التي تنتهي ليس بالهزيمة العسكرية بل بالفشل الاستراتيجي.

ومنذ السابع من أكتوبر. تحاول إسرائيل سحق حماس أو قمعها حتى تختفي من الوجود. ولكن دون جدوى. وتتلخص الاستراتيجية الأكثر ذكاء في معرفة كيفية تقليص دعم الجماعة وتسريع انهيارها.

وترى الكاتبة، أن استخدام إسرائيل المفرط للقوة العسكرية أدى إلى تعزيز قبضة حماس وساعد في نشر دعاية الحركة بشأن ما حدث في السابع من أكتوبر، ووفقًا لاستطلاع للرأي أجراه الشقاقي في مارس الماضي، فإن 90% من الفلسطينيين يرفضون فكرة تورط حماس في جرائم حرب في ذلك اليوم، وأن أي اشمئزاز قد يشعر به سكان غزة العاديون إزاء ما فعلته حماس باسمهم من المرجح أن يكون قد طغى عليه رعبهم إزاء ما فعلته إسرائيل بأحبائهم ومنازلهم ومدنهم.

كما كشفت تقارير رويترز أن بعض قادة حماس بدوا مصدومين من توقيت الهجمات ونطاقها. كما تواجه المجموعة ضغوطا ومنافسة من الجهاد الإسلامي الفلسطيني، الذي هو أصغر من حماس ولكنه أكثر ارتباطا بإيران، ومع تدمير جزء كبير من منظمة حماس في غزة، فإن هياكل السلطة الأخرى، بما في ذلك العشائر وحتى الشبكات الإجرامية، قد تتنافس على السيطرة وتفوض المجموعة.

والطريقة الأكثر ترجيحا لفشل حماس هي من خلال رد الفعل الشعبي العنيف.

ومنذ السابع من أكتوبر، أعرب العديد من الفلسطينيين عن غضبهم من حماس بسبب سوء تقديرها لعواقب الهجوم.

ولمساعدة حماس على الفشل، يتعين على إسرائيل أن تبذل كل ما في وسعها لمنح الفلسطينيين في غزة إحساسًا بوجود بديل لحماس وأن مستقبلًا أكثر أملًا ممكنًا، وبدلًا من تقييد المساعدات الإنسانية إلى حد ضئيل، يتعين على إسرائيل أن توفرها بكميات هائلة، وأيضًا بدلًا من مجرد تدمير البنية الأساسية والمنازل، يتعين على إسرائيل أيضًا أن تشارك في الخطط لإعادة بناء القطاع في مستقبل ما بعد حماس، وبدلًا من تنفيذ العقوبات الجماعية والأمل في أن يلقي الفلسطينيون باللوم في نهاية المطاف على حماس، يتعين على إسرائيل أن تنقل أنها تفرق بين مقاتلي حماس والأغلبية العظمى من سكان غزة الذين لا علاقة لهم بالجماعة وهم أنفسهم ضحايا لحكمها البلطجي وعنفها المتهور. بحسب الكاتبة.

وبعد عقود من الصراع مع حماس وأشهر من خوض حرب ضخمة ووحشية ضدها، لا يزال من غير المرجح أن تتمكن إسرائيل من هزيمة هذه الجماعة، ولكن لا يزال بإمكانها أن تفوز فقط من خلال مساعدة حماس على هزيمة نفسها.