الكنيسة المارونية تحتفل بذكرى مار أوتل المعترف
تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى مار أوتل المعترف، واوتل أو اوتيليوس، أصله من مدينة مجدل أو مجدلون في بلاد نيقية في آسيا الصغرى. ولدَ من أبوين وثنيين في القرن السادس. تَنَصرَ ثم غادر البيت عندما اراد ابواه أن يزوجاه. تنسك في أحد اديار القسطنطينية. سكن مدة قرب انطاكية ثم عاد الى بلاده وأخذَ يبشر الوثنيين. أتَّمَ حياته ناسكاً في البرّية. على اسمه كنيسة في كفرصغاب (لبنان) وله فيها اكرام خاص.
وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية جاء نصها كالآتي: عبر العصور، زلزلت ثورتان كبيرتان الأرض؛ هاتان الثورتان عُرفتا بالعهدين. الثورة الأولى نقلت البشر من عبادة الأصنام إلى الشريعة؛ والثورة الثانية، من الشريعة إلى الإنجيل. هنالك انقلاب ثالث متوقّع: ذلك الانقلاب الذي سينقلنا من هنا، من الأسفل، إلى العُلى حيث لا حركة ولا اضطراب. لقد أظهر هذان العهدان السِّمة نفسها...: هما لم يغيّرا كلّ شيء فجأة، منذ الاندفاعة الأولى لحركتهما... كان هذا لعدم استخدام العنف معنا، بل لإقناعنا. لأنّ ما يفرض بالقوّة لا يدوم.
لقد أظهر العهد القديم الآب بوضوح والابن بغموض. فيما كشف العهد الجديد عن الابن وألمح إلى ألوهيّة الرُّوح. اليوم، يعيش الرُّوح بيننا، ويعرّف عن نفسه بطريقة أوضح. كان يمكن أن تكون مجازفة بأن يتمّ التبشير علنيًّا بالابن في حين أنّ ألوهيّة الآب لم تكن معروفة بعد، وأن يُفرض الرّوح القدس في حين أنّ ألوهيّة الابن لم تكن مقبولة بعد. كان هنالك خشية من أن يفقد المؤمنون ما كانوا يمتلكون القوّة على احتماله، كالأشخاص المحمّلين بكميّات كبيرة من المأكولات أو كأولئك الذين يحدّقون إلى الشمس بعيون ضعيفة. لذا، كان يجب أن تشعّ روعة الثالوث من خلال تطوّرات متلاحقة، أو كما قال داود: "مِن ذروةٍ إِلى ذُروَةٍ"، ونتيجة التعاقب من مجد إلى آخر.
سأضيف هذه الفكرة: كان المخلّص يعرف بعض الأمور التي اعتبر أنّ التلاميذ لا يستطيعون احتمالها بالرغم من كلّ التعليم الذي كانوا قد تلقّوه. فللأسباب التي ذكرتها، أبقى هذه الأمور مخفيّة. وكان يكرّر لهم أنّ الرُّوح سيعلّمهم كلّ شيء لدى مجيئه.