رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نقاد: رواية "الباص" لصالح الغازي تقترب من كتب المسامرات

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء

أقام المركز الفرنسي للأبحاث في شبة الجزيرة العربية ندوة حول رواية "الباص" بحضور مؤلفها الكاتب المصري صالح الغازي، وشارك في مناقشة الرواية الكاتب الأكاديمي رئيس قسم العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا د. أيمن بكر، وأستاذ الترجمة بجامعة الكويت د. محمد بن ناصر، وأدارت الندوة د. رحاب إبراهيم. وقد حفلت الندوة بجمع من الحضور من الباحثين.

رواية صالح الغازي تقترب من كتب المسامرات

أدارت الندوة القاصة د.رحاب إبراهيم واستهلت حديثها خلال مناقشة رواية الكاتب صالح العازي، مشيرة إلي: أن رواية الباص للكاتب والروائي المصري صالح الغازي، هي أحدث إصدارات الكاتب وأولى رواياته بعد أن عرفناه شاعرا وقاصا وناقدا، لنجده يدخل عالم الرواية بخطى ثابتة جديرة بالانتباه. 

وأشارت إلى أن رواية الباص وجدت ترحيبا من المثقفين والنقاد ونشر عنها عدة مقالات منها مقال" بين التغريب والتغييب" لـ هدى الشوا ومقال "باص المواصلات مشاوير وبعد إنساني" لدكتور حمد الجدعي ومقال "صالح الغازي مشاوير وملامح بلد لحمد الحمد، وآخرهم مقالي "كأن المدينة لم تصمم لغريب".

من جانبه قال د.بن ناصر بأن رواية "الباص" لصالح الغازي: "هى تجربة أدبية جديدة للكاتب المبدع صالح الغازي فوثّقت يوميات بطل القصة "أحمد صابر" وبيّنت صراعه الداخلي عندنا انتقل للعمل في شركة اتصالات في الكويت". 

وذكر بأن صالح الغازي حاول في روايته استخدام أسلوب الوصف الدقيق بدلا من الحوار الطويل بين الشخصيات ولم ينسى استخدام رمزية الباص التي أضحت قالب حبكة هذا العمل الأدبي، فكان الباص بمثابة بوتقة ليوميات بطل القصة ولا تخلو من سرد تفاصيل جميع فئات المجتمع التي تستقل الباص كوسيلة نقل للعمل في الكويت.

وتابع د.بن ناصر: حاول الغازي أن يبيّن اختلاف هذه الفئات عن طريق سرد تفصيلي ملابس وتصرفات وجنسيات هذه الطبقة العمّالية. ولم يبخل صالح الغازي بوصف التفاعل بين هذه الشخصيات الهامشية في الرواية لتضفي تصورًا لواقعها في الغربة.

كما صوّر الاعتماد على الهواتف الذكيّة بمثابة هروب هذه الفئات المجتمعية من واقعها، فكانت رمزا للترفيه وحلقة وصل بين الطبقة العمّالية المغتربة وأُسَرِها في بلدانها وأوطانها. أضاف الغازي هدفا إنسانيا نبيلا لرواية الباص ليبين للقراء وحدة هذه الفئة المهمّشة وأثر الغربة، فنجح في إضفاء طابع إنساني سامي بالإضافة للمردود الثقافي ونقل الخبرة البشرية في مجال الأدب، فهنيئا للمكتبة العربية هذا الرونق الأدبي النبيل والفريد المتجسّد في رواية الباص".

رواية "الباص" تحدٍ كبير لتناولها موضوعا مؤثرا وحيويا

وفي حديثه عن الرواية قال د.بكر "رواية صالح الغازي تقترب من كتب المسامرات، وموضوع الرواية يساعد في هذا الأمر فهي حكايات تمر بنا وطرائف في وسيلة مواصلات مشهورة وهي الباص، بينما الأمر الثاني أن طبيعة المشاهد التي يقترحها صالح الغازي تقرب الرواية بصورة أو بأخرى من مسرح العبث نتيجة التناقضات والاختلافات الشديدة بين ركاب الباص وأضاف أنه في النهاية فأن "باص صالح الغازي" يمكن أن يكون معادلًا للحياة كلها.

بينما تحدث الكاتب المصري صالح الغازي لافتا إلي أن رواية "الباص" تحدٍ كبير لتناولها موضوعا مؤثرا وحيويا، عن الغربة والحنين والطموح والكبت والتعاطف والتجنب والمسالمة والعنف! وذكر أن الرواية فيها جوانب درامية متعددة ومستويات مختلفة؛ بين الواقعي والاسطوري وكذلك حالة الحب؛ حيث يلجأ البطل للشخصية الوحيدة التي تتعاطف معه وهي نورما الفلبينية كذلك تدفعه الوحدة للتورط في جرائم قتل وتجسس. وأشار الغازي أن الباص في الكويت له طبيعة لم يكشف تفاصيلها أحد من قبل.

وقال صالح الغازي إن الرواية تكشف مدى احتياجنا جميعا للتعاطف الإنساني، وفي الحديث عن التعاطف وتفهم الآخر والبعد الإنساني لا يفوتني أن أسجل الدعم والتعاطف مع النازحين والتمنيات بالحرية لأهل غزة ورفح ومساندة فلسطين الغالية.

وأكد الغازي أن الرواية لا تتوقف عند الانتقاد أو التصادم أو الكره، إنما طرح الحالة والمشاعر وتعريف أوسع لحالة المغترب وكيف يرى الذين لم يغتربوا الأمر كله، كأن أحدهم سافر ونجا، بينما هو يعيش وضعا ملتبسا! الرواية تطرح تأثيرات التجاهل وتأثيرات الانسحاق أمام الكيانات الاستثمارية

واختتم صالح الغازي مشددا علي: كانت كتاباتي وخاصة رواية الباص جزء كبير منها حضور في منطقة التقارب الحضاري والدور الانساني وتفهم الآخر. ومن جانب آخر أسجل تقديري للزملاء في الكويت والسعودية وفي الخليج عامة على الاحتفاء بالرواية.