الكنيسة اللاتينية تحتفل بعيد زيارة القدّيسة مريم البتول
تحتفل الكنيسة اللاتينية بعيد زيارة القدّيسة مريم البتول، حيث قامت مريم فمضت مسرعة إلى الجبل إلى مدينة في يهوذا، ودخلت بيت زكريا، فسلمت على أليصابات، فلما سمعت أليصابات سلام مريم، ارتكض الجنين في بطنها، وامتلأت من الروح القدس، فهتفت بأعلى صوتها: (( مباركة أنت في النساء ! ومباركة ثمرة بطنك ! من أين لي أن تأتيني أم ربي؟ فما إن وقع صوت سلامك في أذني حتى ارتكض الجنين ابتهاجا في بطني فطوبى لمن آمنت: فسيتم ما بلغها من عند الرب)).
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: "تُعَظِّمُ الربَّ نَفْسي وتَبتَهِجُ روحي بِاللهِ مُخَلِّصي". إنّ المعنى الأوّلي لهذه الكلمات هو بالتأكيد اعتراف مريم بالعطايا التي أنعم الله بها عليها بصورة خاصّة؛ ولكن بعد ذلك، فإنّها تُذكِّر الجميع بأنّ الله لا يتوقّف أبدًا عن إغداقه النِّعَم على الجنس البشري.
إنّ النفس البشريّة تمجّد الربّ عندما تُخصِّص كلّ قواها الداخليّة من أجل خدمة الله وتسبيحه؛ وعندما تُبرهن إنّها لا تحيد عن رؤية قوّته وجلاله، من خلال استسلامها للتعاليم السماويّة. وتبتهج الرُّوح بالله مخلّصها عندما تفرح كلّ الفرح وهي تتذكّر خالقها الذي منه ترجو الخلاص الأبدي. هذه الكلمات تعبّر، بدون شكّ، تعبيرًا دقيقًا عمّا يفكّر فيه جميع القدّيسين، غير أنّها ملائمة بصفة خاصّة لأنّها لفظت من قبل والدة الله المباركة التي منحها الله امتيازًا خاصًّا، فكانت تشتعل بحبّ روحي لذاك الذي سعدت بحمله في جسدها. لقد كان لديها سبب حقيقي، أكثر من جميع القدّيسين، لكي تبتهج فرحًا بالرّب يسوع –أيّ مخلّصها- لأنّها علمت بأنّه مصدر الخلاص الأبدي، وعلمت بأنّه، في ملء الزمن، سيولد من أحشائها، مَن سيكون حقيقةً ابنها وإلهها...
لذلك، فإنّ استخدام نشيد مريم هذا في صلاة الغروب لهو استخدام رائع وخلاصي يعطّر الكنيسة المقدّسة. يمكننا أن نتوقّع أن تلتهب أنفس المؤمنين، وهي تتذكّر تجسّد الربّ، بحماسة أكبر، وأن تشدّد الأمثلة المتكرّرة عن القدّيسة مريم إيمان تلك الأنفس. وأرى أنّ صلاة الغروب هي الوقت المناسب، لكي نعود فيه إلى نشيد مريم، وذلك لأنّ نفسنا، التي تكون متعبة ومشتّتة خلال النهار في اتّجاهات مختلفة، تكون بحاجة في وقت الراحة إلى العودة إلى الذات لاستعادة وحدة انتباهها.