"قوة المفاوض المصرى" تزعج إسرائيل
جولة جديدة من الأكاذيب تطلقها إسرائيل حول الدور المصري في مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ذلك الهدف التي تسعى إليه القاهرة منذل اللحظة الأولى، بينما في إسرائيل لديهم "مخطط خبيث" لتصفية القضية، لعله يخرجهم من مأزق فشلهم الذريع منذ 7 أكتوبر الماضي.
منذ ذلك التاريخ، تجري مصر المفاوضات بتعاون مع الولايات المتحدة (حلفية إسرائيل الوثيقة)، وقطر، من أجل وقف الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية داخل غزة، وحقنًا لدماء الأبرياء التي استباحتها تل أبيب على مدار أكثر من 8 أشهر.
وخلال عملية التفاوض، نسقت مصر مع الشركاء في أمريكا وقطر من أجل العمل بشكل متكامل، كما أطلعتهم على الخطوات التي يتم اتخاذها بتوافق من الجميع سعيًا إلى وقف الحرب الجارية، بل ومنع توسيع نطاقها نظرًا للسلوك الإسرائيلي التصعيدي غير المسئول.
وتعد مصر شريكًا، لا وسيطًا نزيهًا فقط، خلال تلك المفاوضات، ذلك الدور الذي تلعبه بمسئولية، والذي- في الوقت ذاته- يُطلب منها دائمًا أيضًا عبر كل الأطراف، لإدراكهم أن القاهرة دون غيرها هي التي تتمكن من حلحة الأوضاع وإزاحة التنافر حتى تصل إلى حل يمكن القبول به.
وتعاملت مصر بحكمة وصبر استراتيجيين تُحسد عليهما طوال الثمانية أشهر الماضية، وتحملت خلال تلك الفترة ما لا يمكن لجهة أن تتحمله سواء من مخططات مباشر ضدها، أو محاولات جرها إلا مواجهات لن يحمد عقبها لأحد، بالإضافة إلى موجات من الأكاذيب والشائعات التي تُطلق عن قصد ومن جهات بعينها، بينما تدرك القاهرة أهدافهم وتتصدى لها دون هوادة.
وتمكن المفاوض المصري من طرح رؤية متكاملة تحقق إنهاء الحرب الحالية في غزة، وهو ما أكده الطرفين، حيث أعلنت حماس موافقتها على المقترح رسميًا، وفي إسرائيل أبلغ يوآف جالانت وزير الجيش، بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء، بضرورة الموافقة على "المقترح المصري" وإنه "فرصة إسرائيل لإعادة المحتجزين"، حسبما أذاعت هيئة البث الإسرائيلية يوم 5 مايو الجاري.
تلك المواقف التي فضحت نية نتنياهو، وحلفاؤه في حكومته اليمينة المتطرفة، بأنهم لا يبحثون عن استعادة المحتجزين على أقل تقدير، بينما تبنوا رأيًا آخر بعدم التعاطي مع ذلك المقترح، فالأزمات الداخلية التي تحاصرهم، والفشل الملاصق لسياستهم اللآن، يجعلهم يبحثون عن "قشة" للتعلق بها في محاولة للتبرء منه، فلجأوا كعادتهم إلى المناورة، وإطلاق الأكاذيب ضد القاهرة مجددًا.
إذًا، ليس مستغربًا أن تنشر "CNN" الأمريكية تقريرًا في ذلك التوقيت اعتمدت فيه على مصادر مُجهلة، لم تذكر هويتها أو اسمها وجنسيتها أو كونها مصادر مسئولة أم "ثرثارة" فقط، بل اكتفت بأن تنحدر في سياستها التحريرية إلى الزج باسم مسئول مصري، في ادعاء عبثي لتحميله المسئولية.
كل ذلك، يُظهر بوضوح أن المجهود الذي تبذله إسرائيل، لا سيما نتنياهو وحكومته، في إفشال المفاوضات ومحاولات تشويه الدور المصري أكبر، بل أضخم من المجهود الذي تكرسه لنفسها للبحث عن حل أو مخرج من حرب غزة!
وترصد القاهرة كل تلك الأكاذيب، وتتصدى لها قولًا وفعلًا، وتؤكد أن حكمتها لن تمنعها أبدًا من اتخاذ أية خطوات دفاعًا عن أمنها القومي، وفي الوقت ذاته، فإن تلك المحاولات الإسرائيلية اليائسة، لن توقف مصر عن هدفها بدعم القضية الفلسطينية ووقف المعاناة الإنسانية المأساوية التي يعيشها الفلسطينيون المدنيين داخل القطاع.