السفير محمد حجازى: قوة إرادة القيادة المصرية وصمود أهل غزة أفشلا مخطط التهجير القسرى للفلسطينيين
رأى السفير محمد حجازى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن هجوم «طوفان الأقصى» لم يكن وليد اللحظة، بل هو نتاج تراكمات كثيرة تولدت بفعل الانتهاكات الإسرائيلية فى الضفة الغربية وغزة، التى أسفرت عن سقوط عدد كبير من الشهداء.
وقال «حجازى»، خلال حواره مع الإعلامى محمد الباز، عبر برنامج «الشاهد» على قناة «إكسترا نيوز»، إن التهجير القسرى للشعب الفلسطينى من غزة إلى سيناء هو جوهر مشروع اليمين الإسرائيلى المتطرف، لافتًا إلى أن الاحتلال كان ينتظر وقوع أى حدث لتنفيذ هذا المخطط.
وتابع أن حل الدولتين هو الحل الوحيد الذى سيدفع حركة «حماس» لإلقاء سلاحها والانخراط ضمن منظمة التحرير الفلسطينية، مثلما حدث مع الجيش الجمهورى الأيرلندى الذى سلّم سلاحه للأمم المتحدة بعد عقد اتفاقية استقلال بلاده.
■ إسرائيل بالغت فى رد فعلها على هجوم «طوفان الأقصى» والبعض وصف الرد بأنه انتقام جماعى.. لماذا لجأت إسرائيل إلى هذا العنف المفرط؟
- اليمين الإسرائيلى المتطرف العقائدى التلمودى الاستيطانى له تصورات تتعلق بمستقبل القضية الفلسطينية وإسرائيل والمنطقة، وهى رؤية متطرفة تعكسها كل المشاهد.
هذه الرؤية المتطرفة كانت تترقب وقوع حدث مثل «طوفان الأقصى» ليتم تنفيذها، وأحداث ٧ أكتوبر كانت لها مقدمات عديدة وممارسات أدت لاستشهاد أعداد كبيرة من الفلسطينيين فى الضفة الغربية وقطاع غزة، قبيل ٧ أكتوبر بكثير، لهذا السبب يربط الكثيرون هجوم «حماس» بما قبله، وبتصرفات دولة احتلال قاسية يقودها يمين متطرف يقهر شعبًا على أرضه.
ومن أبرز جرائم الحرب استخدام القوة المفرطة، والاحتلال الإسرائيلى يعلم من اليوم الأول أنه يستهدف الشعب الفلسطينى، والدليل أن ٧٠٪ من الـ٣٤ ألفًا و٥٠٠ شهيد، هم من الأطفال والنساء وتم قتلهم بشكل عمدى ومقصود، لأن «الاحتلال» يعلم أن «حماس» تحت الأرض، وأن من فوق الأرض الشعب الفلسطينى، ويعلم من اليوم الأول أنه يرتكب جريمة حرب.
ووصف وكيل الأمم المتحدة للشئون الإنسانية ما حدث فى غزة بأنه جريمة ضد الإنسانية، وسماها خيانة للإنسانية ومبادئها، والمقررة الأممية لحقوق الإنسان فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، وصفت ما حدث بأنه جريمة إبادة جماعية.
وجرائم الإبادة الجماعية ترتكب على ٣ أسس، استهداف شعب أو إثنية معينة، أو استخدام أدوات عنف تؤدى للتطهير العرقى، أو قطع المياه والكهرباء ومنع مساعدات عن مجموعة من البشر، وكلها ممارسات أدت لمشهد جريمة الإبادة الجماعية.
وارتكاب إسرائيل جريمة الإبادة الجماعية ليس فقط موثقًا حسب القانون الدولى، وإنما وثقه الإعلام، وما حدث ليس رد فعل لـ٧ أكتوبر، وإنما تجاوز غير أخلاقى وانتقام.
■ البعض قال إن هدف إسرائيل منذ البداية هو خارج النطاق الجغرافى لقطاع غزة.. إلى أين تتجه أنظار الاحتلال؟
- التهجير القسرى للشعب الفلسطينى من غزة إلى سيناء هو قلب المشروع الإسرائيلى والحرب على غزة منذ البداية، واستخدام القوة المفرطة هدفه دفع أعداد ضخمة تبلغ مليونًا ونصف المليون فى رفح الفلسطينية إلى الحدود مع مصر، لكن هناك عاملين أفشلا التصور الإسرائيلى، أولًا صمود الشعب فى غزة، لأنه لن يقبل بأن يصاب بنكبة جديدة ويترك أرضه، والعامل الثانى صمود القيادة المصرية.
وتدرك القيادة المصرية من اليوم الأول أهداف المخطط الإسرائيلى بدفع أهالى غزة نحو التهجير القسرى إلى سيناء، ومن هنا جاء موقف مصر الصارم والجاد.
■ كيف رفضت مصر تهجير الفلسطينيين؟
- طرحت مصر من اليوم التالى لأحداث «طوفان الأقصى» رؤية دبلوماسية فى مؤتمر القاهرة للسلام، وفى البداية الأمر احتاج جهدًا طائلًا من الدبلوماسية المصرية، وكانت دبلوماسية مركبة، ما بين دبلوماسية القمة، والدبلوماسية البرلمانية ودبلوماسية وزارة الخارجية، إضافة إلى جهد بذله العديد من الأجهزة فى عملية التفاوض بين «حماس» وإسرائيل لصياغة اتفاق تهدئة.
واللغة الدبلوماسية صُعدت للحد الذى يفهم منه منافسك أو غريمك فى المعركة أنك جاد، ويفهم أنه لو تم المساس بمصالح مصر القومية، ستكون لذلك تبعات ليس فقط على معاهدة السلام الإسرائيلية ولكن على الأوضاع فى المنطقة، لأنك لا تتحدث عن قطاع غزة دون حديث واضح وصريح عن تهديد الأمن القومى المصرى، وفى قلبه مشروع التهجير القسرى.
واتخذت مصر موقفًا وطنيًا لا يستهدف فقط الحفاظ على الأمن القومى المصرى وإنما يمس جوهر الحفاظ على القضية الفلسطينية، لأنك لو تحملت تبعات التهجير القسرى ستكون القضية انتهت، لهذا صدر الموقف المصرى من دوافع وطنية مخلصة ودوافع أمنية قومية، وقد عبر عن نفسه باتجاه إسرائيل و«حماس»، وتم التوضيح أن هناك حدودًا للتعامل مع المشهد لا تخص «حماس» والسلطة الفلسطينية وإسرائيل فقط، وإنما تخص الدول الجارة.
وجاءت الأساطيل الدولية الأمريكية والبريطانية والإيطالية، منذ اليوم الأول للمعارك فى غزة، لتحول دون دخول أى طرف للمعركة، وكفلت لإسرائيل كل ما تحتاجه للحيلولة دون تفكير أى دولة إقليمية للدخول على ساحة الحرب وتجلى ذلك فى مشهد الاشتباك الإيرانى الإسرائيلى، حيث وقفت أوروبا وأسقطت الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية.
وكان الدعم الدولى صارخًا ومتواطئًا ومهينًا لكل قيمة إنسانية، والإدارة الأمريكية تواطأت مع إسرائيل إلى حد فج مؤسف، وتخطت كل قواعد العمل الدبلوماسى والشرعى والقانونى والعسكرى والسياسى والاقتصادى، والهدف كان مساندة حكومة إسرائيل لإتمام جريمتها.
وعندما فشلت إسرائيل فى تحقيق هدفها رغم الفرص التى منحت لها، أدركت الإدارة الأمريكية الآن أن هدف إسرائيل هو إطالة المشهد إلى مرحلة الانتخابات الأمريكية حتى يتلقف اليمين الجمهورى المتطرف الأمر، وتتجنب إسرائيل ضغوط الإدارة الحالية عليها للتوصل إلى حل لا يقود فقط للإفراج عن الرهائن وتثبيت سلطة فلسطينية، وإنما قد يقود لمسار سياسى يسهم للتوصل لحل الدولتين، لهذا يهدف اليمين المتطرف إلى إفشال ضغوط الإدارة الأمريكية.
■ حدثنا عن مخططات اليمين الإسرائيلى المتطرف لإطالة أمد الحرب؟
- إفشال ضغوط الإدارة الأمريكية هو هدف اليمين الإسرائيلى المتطرف فى هذه المرحلة، وظهر ذلك فى محاولات الاحتلال استدراج إيران لعمليات عنف يستطيع من خلالها كسب تعاطف شعبى حول العالم مرة أخرى.
واليمين الإسرائيلى كان يستهدف استدراج المشهد لعنف جديد يقوده لشهر نوفمبر لحين الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، حتى تأتى إدارة الجمهوريين اليمينيين المتشددين لتساند اليمين الإسرائيلى فى مخططاته، لذلك استخدمت إسرائيل ورقة ضرب القنصلية الإيرانية فى سوريا.
وبادر الرئيس الأمريكى جو بايدن وخاطب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى فجر اليوم الذى قررت فيه إسرائيل الهجوم على إيران، وحذره من أن الحرب مع إيران ليست قرارًا إسرائيليًا؛ لأن هناك أزمة طاقة عالمية بالتزامن مع الحرب الروسية الأوكرانية، وارتفاعًا فى أسعار النفط والغاز الروسى، وترفض الولايات المتحدة الأمريكية بشكل قاطع اشتعال الأوضاع بشكل أكبر من ذلك.
■ كيف تعاملت مصر بـدبلوماسية مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة؟
- نحن أمام أكثر المشاهد تعقيدًا فى التاريخ السياسى الحديث، كما أن جميع القوى العظمى تركز كل طاقاتها وتدخلاتها على منطقة الشرق الأوسط، وتحديدًا قطاع غزة، فضلًا عن مساندتها الكبيرة دولة الاحتلال من خلال إمدادها بطاقة مساعدات ضخمة.
والدولة المصرية أدركت المخاطر الاستراتيجية المحيطة بمشهد الحرب الإسرائيلية على غزة، لذا عملت على تكوين رؤية متكاملة ومجتمعة فى أجهزة الدولة، لتحقيق هذا الأمر بطريقة استراتيجية ودبلوماسية.
ومع هذا الكم من الضحايا الذين سقطوا فى الحرب الإسرائيلية على غزة، علينا أن نبقى المساحة التى تتحرك فيها الدبلوماسية المصرية، وفق مصالح مصرية تضع فى اعتبارها الحق الفلسطينى، والدفاع عن القضية الفلسطينية كحق أصيل ومبدأ قيم فى سياسة مصر الخارجية، ولكن تضع أيضا المخاطر الإقليمية التى ربما تكون قد غابت عن البعض، لأن اليمين الإسرائيلى يسعى إلى تصفية القضية من خلال التهجير القسرى للفلسطينيين.
■ ما أهمية البيانات الرسمية التى تصدرها مصر فى ظل العدوان؟
- بعث الرئيس عبدالفتاح السيسى برسائل واضحة لدولة الاحتلال الإسرائيلى، من خلال تفقده سلاح المدرعات بالفرقة الرابعة على أرض سيناء، فالدولة المصرية تواجه بحزم أى استدراج لمزيد من الأطراف وتفعيل ممارسات تقود لتورط العديد من الدول فى الحرب الدائرة.
وبيانات وزارة الخارجية المصرية واللقاءات الثنائية والاتصالات الهاتفية جميعها أداة من أدوات الدبلوماسية المصرية فى التعامل مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، كما حذرت مصر كثيرًا من الممارسات الإسرائيلية التى ستؤدى إلى تهديد العلاقات المستقرة بينهما، وتهديد الأمن القومى المصرى الذى لا تسمح به إطلاقًا.
ورأينا أيضًا خطاب الرئيس السيسى وتحذيراته من مخططات عملية التهجير القسرى للشعب الفلسطينى واعتبارها خطًا أحمر، حتى تدرك حكومة الاحتلال الإسرائيلى جيدًا أن أى إجراءات ستمس أمن مصر القومى، ستكون له تبعات، سواء على الأرض أو فيما يخص عملية السلام.
والدولة المصرية نجحت مؤخرًا فى تحويل القضية الفلسطينية لقضية الضمير العالمى، كما أن مصر تتبنى رسالة منطقية لتبادل الأسرى والرهائن المحتجزين بين الاحتلال الإسرائيلى وحركة حماس، وصولًا إلى تثبيت عملية وقف إطلاق النار بشكل كامل.
والبعض يقول إنه من الصعب أن تبقى حماس فى القطاع. لكن ما البدائل التى تسمح بالإبقاء على حماس ضمن المنظومة، وأن تتصدر الفصائل المشهد من خلال منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعى والوحيد؟، وهناك تجارب أخرى سابقة مثل تجربة الجيش الجمهورى الأيرلندى، يمكن تطبيقها فى هذه الحالة، ونستحضر تاريخ الجمعة الطيبة «اتفاقية قائد استقلال أيرلندا»، وهى اتفاقية جعلت الجميع يستشرف أن هناك ضوءًا فى نهاية النفق، وتمت مخاطبة قائد الجيش الجمهورى بعد هذه الاتفاقية التى تقود لاستقلال الشعب الأيرلندى، وسلّم الجيش الجمهورى سلاحه إلى الأمم المتحدة.
غير ذلك سيكون من المستحيل على المقاومة الفلسطينية أن تسلُّم السلاح ما لم تتوصل إلى حل الدولتين.
والتعامل مع حماس نفسها دون التوصل إلى اتفاق يقود لحل الدولتين سيكون صعبًا للغاية، ولكنه سيكون ممكنًا إذا ما طُرح حل سياسى مقبول تتحرك فيه المقاومة، ضمن المنظومة الشاملة للقرار الوطنى الفلسطينى الذى تعبر عنه منظمة التحرير.
وكى تستطيع أن تُبعد مخاطر الأجندات الإقليمية، مثل الأجندة الإيرانية، عن السطو على الأجندة الفلسطينية يجب أن تُخاطب الجميع بحل الدولتين.
والقضية الفلسطينية تمر حاليًا بمرحلة أمنية عسكرية لها رجالها، ولكن التحرك السياسى أيضًا ليس بعيدًا لأن الورقة المصرية الشاملة التى قُدمت لحماس ولإسرائيل ويتباحثان بشأنها أملًا فى أن نصل خلال الأيام القليلة المقبلة إلى حل ننتقل خلاله من المرحلة الأمنية العسكرية، التى ستتحقق بتبادل الأسرى وتثبيت وقف إطلاق النار حتى ولو لفترة مؤقتة، إلى الحل السياسى.
ويجب كسر هذه الدائرة الجهنمية من القتل والعنف التى تعتبر طريقة تفكير، فإذا ما أخرجنا الإسرائيليين من هذه المساحة العنيفة، قد تسقط الحكومة الإسرائيلية لأن اليمين المتطرف سيخرج منها.
ونتنياهو كان يُحاكم فى ٤ جرائم جنائية قبل أحداث ٧ أكتوبر، بالإضافة إلى مواجهته مذكرات توقيف بالمحكمة الجنائية الدولية وقد تشمله هو ووزير دفاعه ورئيس أركانه وربما آخرين، وهناك ضغوط من الكونجرس على المحكمة الجنائية الدولية لعدم إصدار قرارات التوقيف.
■ هل يكون للانتخابات الأمريكية تأثير مباشر على مستقبل هذا الصراع؟
- الرئيس بايدن يداه ملطختان بالدماء، وهو متورط ومتواطئ مع اليمين المتطرف فى إسرائيل وحكومة نتنياهو، فإذا لم يغير هذا الوضع سيواجه بناخب أمريكى ناقد على ما استدرجته إليه الإدارة من عنف غير مسبوق أثقل الضمير العالمى، وشهدنا فى الولايات المتحدة العديد من المظاهرات، سواء فى الشوارع أو باحات الكونجرس أو فى الجامعات الأمريكية وهى جامعات الصفوة.
والرئيس بايدن يسعى إلى أن يقدم للناخب الأمريكى حلًا يشمل الإفراج عن الرهائن والأسرى، وتحقيق وقف إطلاق النار حتى لو جاء متأخرًا، وحتى لو لمدد قصيرة، لكن الرئيس بايدن مطالب إذا ما كان يرغب فى أن يحقق فى نوفمبر المقبل إنجازًا انتخابيًا، بأن يتوصل إلى تهدئة ووقف لإطلاق النار فى غزة.
وعلى بايدن الذى يظهر الآن فى صورة المتواطئ مع إسرائيل، أن يساعد فى إدخال المساعدات الإنسانية دون توقف والإفراج عن الرهان وتسهيل عملية إعادة الإعمار وتحقيق حل الدولتين، وهذا هو المخرج المفيد له.
وأصبحت غزة اليوم أحد أبرز محددات إدارات الدول وقرارات الرؤساء، ومحط الاجتماعات الدولية فى مؤسسات الأمم المتحدة ومجلس الأمن والجمعية العامة، والقضية الفلسطينية باتت فى القلب من كل المشاهد الدولية والسياسية والثنائية، وهى جزء لا يتجزأ من كل المباحثات التى تجرى، سواء ثنائيًا أو متعددة الأطراف، وهى جزء لا يتجزأ من فكرة التوجه العالمى نحو مستقبل جديد.
وهناك وثيقة سلام لدى الأمين العام جوتيريش الذى نحيى مواقفه الأخلاقية طوال مدة النزاع، فهو رجل لم يغير موقفه الشريف إطلاقًا، وسيتم تقديم تلك الوثيقة فى الجمعية العامة فى سبتمبر المقبل.
والقضية الفلسطينية ساعدت على استعادة قيمة القانون الدولى الإنسانى واستعادة قيمة دور مؤسسات العمل الجماعى، أمام كل ما شهدناه من إجهاض للقيمة الإنسانية، وعدم احترام حقوق الإنسان بسبب التواطؤ الأمريكى الأوروبى مع ما نفذته إسرائيل.
وهذا التراجع الحالى يقودنا إلى مشهد ربما يكون جديدًا، وهو مشهد العالم ما بعد غزة، فإذا كانت الإدارات الدولية الآن اجتمعت على قيمة حقوق الإنسان وأن ما حدث فى غزة لا يمكن تكراره، فلا بد من معاقبة نتنياهو وحكومته، والمحكمة الجنائية الدولية يجب أن تفعل ذلك.
■ هل تساند الولايات المتحدة الأمريكية مخططات الاحتلال الإسرائيلى؟
- تجاوز اليمين الإسرائيلى مساحة العنف للدرجة التى أحرجت الإدارة الأمريكية أمام شعبها، فالرئيس الأمريكى جو بايدن أكد أن استخدام العنف فى رفح سيقود إلى عواقب سيحددها هو بنفسه، وباتت الولايات المتحدة الأمريكية تتحدث بشكل واضح وصريح عن رفضها التام اقتحام مدينة رفح الفلسطينية من قِبل الاحتلال الإسرائيلى. ويدرك الرئيس الأمريكى تمامًا الهدف الذى يسعى إليه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، وهو البقاء فى السلطة الإسرائيلية، فضلًا عن استمرار حكومته اليمينية، ومن أجل تحقيق ذلك الأمر يعمل على إشعال المنطقة مجددًا بحرب تضيف عنفًا جديدًا يستمر لـ٤ أو ٥ أشهر مقبلة.
واليمين الجمهورى المتطرف هو الخيار الأمثل لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى المرحلة المقبلة، فالرئيس الأمريكى الحالى بايدن استثمر فى الدم والعنف وآلة الحرب الإسرائيلية، ما مكنه من اكتساب سمعة لدى اللوبى الصهيونى ومساحة للفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، حتى أصبح الأمر يهدد القواعد والقيم الإنسانية.