"قمة البحرين".. خبراء: القادة مطالبون بمواقف حاسمة غير تقليدية
أكد عدد من الخبراء أن القمة العربية الـ٣٣، التى تنعقد غدا فى المنامة، تُعد استثنائية فى توقيتها، خاصة أنها تأتى فى توقيت صعب، فى ظل معاناة الفلسطينيين من العدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة، وتدهور الأوضاع الأمنية والمعيشية فى السودان، فى ظل استمرار الصراع بين الجيش السودانى وميليشيا الدعم السريع، بالإضافة إلى تفاقم التحديات العربية على مختلف الجبهات.
وتوقع الخبراء، خلال حديثهم لـ«الدستور»، أن تتخذ القمة عددًا من القرارات الحاسمة فى عدة ملفات، على رأسها: الملفان الفلسطينى والسودانى، مع مناقشة كيفية حل عدد من الأزمات الأخرى، مثل الأزمة فى ليبيا، وتحديات الملاحة فى البحر الأحمر، بالإضافة إلى التأكيد على الحق العربى فى حقل الدرة، فى مواجهة الأطماع الإيرانية فيه.
طارق فهمى: استثنائية فى توقيت انعقادها ومفصلية فى ملف التطبيع
قال طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية، إن القمة العربية بالمنامة ستكون قمة مفصلية فى نصرة القضية الفلسطينية والاهتمام بسائر القضايا العربية، موضحًا أنها مطالبة بإخراج بيان ختامى غير تقليدى، فى ضوء استثنائية توقيتها، وتزامنها مع العدوان الإسرائيلى المستمر على قطاع غزة.
وأضاف: «القمة الحالية تنعقد فى البحرين، وهى دولة عقدت سلامًا مع إسرائيل، ما يضيف إليها أهمية خاصة فى ظل توقيتها الحالى، وارتباطها بالأحداث السياسية الجارية وضرورة اتخاذ تدابير وترتيبات أمنية فى مواجهة التدخلات الإقليمية، لدعم الأمن القومى العربى».
وتابع: «على هذه القمة أن تجيب عن تساؤل هو الأهم، وهو العلاقات مع إسرائيل والالتزام بالمبادرة العربية للسلام، لأن هذا الملف ستكون له تبعاته الرئيسية فى هذا التوقيت، خاصة إذا التزم العرب بالمبادرة والسلام كخيار استراتيجى، وأظن أن هذا سيكون الملف الرئيسى، خاصة مسألة عمليات التطبيع المقترحة، وضغوط الولايات المتحدة على السعودية لإتمام صفقة التطبيع مع إسرائيل».
وأوضح أن القمة ستناقش عددًا من الملفات الأخرى، مثل السودان وليبيا واليمن وأمن الخليج، والتدخلات الإيرانية فى المنطقة، والتهديدات والمخاطر فى جنوب البحر الأحمر.
واستطرد: «وستناقش القمة محاولات الدول العربية لتقريب وجهات النظر بين الدول المتصارعة فيها، بالإضافة إلى ضرورة الحل السلمى للخلافات فى كلا البلدين».
طاهر المعتصم: بحث حلول للشعوب المضطرة إلى اللجوء والهجرة قسرًا من بلادها
أوضح الكاتب الصحفى السودانى طاهر المعتصم أن السودانيين ينظرون إلى القمة العربية فى المنامة كواحدة من فرص حل الأزمة الكبيرة التى يعيشونها، فى ظل تفاقم التشريد واللجوء والجوع. وأضاف: «كل أفق تلوح فيه بارقة أمل لوقف الحرب هو أمر مهم جدًا للسودانيين، والقمة العربية فى المنامة ستبحث فى كيفية إيجاد حلول للشعوب العربية المسكينة والمشردة، والمضطرة إلى اللجوء والهجرة قسرًا من بلادها، وهى واحدة من الاجتماعات التى تنعقد الآمال عليها فى إحداث اختراق كبير للأزمة الإنسانية فى السودان».
فهد الشليمى: مناقشة مرحلة ما بعد الحرب فى غزة
أكد فهد الشليمى، رئيس المنتدى الخليجى، أن القمة العربية فى البحرين ستقف وراء دعم الشعب الفلسطينى ووقف إطلاق النار فى غزة، مع إدانة العدوان الإسرائيلى المستمر على الفلسطينيين، فضلًا عن مناقشة مستقبل غزة فى مرحلة ما بعد الحرب.
وأضاف: «يمكن القول إن القضية الفلسطينية ستهيمن على القمة فى البحرين، وإن الدول الحاضرة ستؤكد دعم الفلسطينيين وضرورة إعادة إعمار قطاع غزة، مع مباركة جهود الدول العربية لحل الأزمة، وعلى رأسها مصر والأردن».
وقال: «ستؤكد القمة أيضًا دعم الحق السيادى للكويت والسعودية فى قضية حقل الدرة، ودعم الحقوق العربية فى عدد من الملفات الأخرى، التى ستتم مناقشتها».
نجلاء مرعى: التكامل العربى ضرورة ملحة لإنهاء الأزمات الحالية
رأت نجلاء مرعى، الباحثة السياسية والخبيرة فى الشئون الإفريقية، أن القمة العربية فى المنامة تأتى فى وقت يعانى فيه بعض الدول العربية، وعلى رأسها فلسطين والسودان، إضافة إلى لبنان وليبيا وغيرهما، كما أن القمة جاءت وسط تحديات عالمية.
وقالت «نجلاء»، لـ«الدستور»: «نحن نتحدث عن تحديات عالمية تستدعى من وجهة نظرى تضافر كل الجهود المشتركة العربية لتعزيز التكامل الاقتصادى والاجتماعى فى المنطقة، ودعم مشاريع البنية التحتية والنقل والأمن الغذائى».
وأوضحت: «أزمة السودان أكدت هشاشة الأمن الغذائى العربى، لما يعانيه ثلث سكان السودان من المجاعة الحادة وفقًا لتقارير الأمم المتحدة الأخيرة منذ أسبوع تقريبًا، ما يتطلب من الدول العربية رفع مستوى التكامل»، وأكدت أهمية التدخل سريعًا لإيصال المساعدات الإنسانية لغزة بعد انقطاع أو توقف معبر رفح منذ يومين، بعد اجتياح إسرائيل رفح.
وتابعت: «يجب أن يكون هناك تضافر لمنع توسع العمليات العسكرية وتداعياتها على الاستقرار والسلم الإقليميين، فنحن نشهد توترًا ما بين مصر وإسرائيل منذ ثلاثة أيام، وهذا التوتر كان موجودًا منذ ٧ أكتوبر الماضى، لكنه زاد بعد اجتياح رفح، لدرجة إلغاء بعض الاجتماعات الوزارية، خاصة العسكرية، بين الطرفين».
وأكدت أن مصر امتنعت عن التنسيقات والتفاهمات الخاصة بمعبر رفح، ورفضت انتهاك إسرائيل اتفاقية كامب ديفيد، مشددة على أن الجهود العربية تستدعى الوقوف أمام الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية.
ولفتت إلى أن الأمين العام للجامعة العربية أكد فى القمة أهمية تعاون العرب، وأن جسور المساعدات الآتية من الدول العربية إلى غزة لم تتوقف، لكن يجب أن تصل تلك المساعدات لداخل غزة.